ساكتب من أجلك يا وطني
بقلم: سهام البيايضة
بالأمس، تحدثت مع صديقتي غاليتي على الانترنت، تحدثنا عن جمعيتنا الجديدة التي أسسناها لتمكين الأسرة الأردنية وعن الأسيرات التسع عشرة، والطفل ابن إحداهن واتفقنا أننا نعيش في عالم يعج بالمشاكل والأحقاد والظلم، و سيكون عملنا الاجتماعي والتنموي نقطتان في بحر.. عقدنا العزم ..حتى لو كنا نقطة واحدة سنستمر بالعمل، هذا قرار من اجل الخير على الأرض، لا يجب أن تتوقف المساعي مهما صغرت أو تواضعت.من اجل رسم بسمة فوق شفة إنسان..
ثم انتقلت إلى موقع اخباري اردني لأتفقد مقالتي هناك،ثلاث تعليقات ،كالعادة لا يزال المدعو "مراقب" (حاطط حطيتي) يقرأ بحقده الأسود،لو علم انه يزيد من أعداد قراء نصوصي لما نقر على الفارة، لكنه مصر على زيارة نصوصي بنفسيته المريضة والمحزنة، كم أشفقت عليه من كتاباتي،فلا نية لي بالتوقف ابدآ.. وهو مضطر لقراءتها ..مسكين !!..من شدة انزعاجه كتب تعليقين والثالث من كاتب أردني محترم شكرته على كلماته الطيبة ثم أغلقت الجهاز.وفي القلب غصة من سياط الأقرباء المقربين فقد صرح ذلك" المراقب" بأنه يعرفني جيدا وليس مجرد قارئ مراقب.
اليوم، أيقظتني هذا الصباح ابنتي الصغيرة بقبلة خفيفة مودعة،وهي في طريقاها إلي جامعتها في الشمال،ثم نهضت لأنقل ابنتي المهندسة إلى عملها ،وأثناء الطريق تحدثنا عن سهرتنا الجميلة ليلة أمس،حولي الأحبة أخواتي وأخي وأحبة فيهم الوفاء والعهد والامتنان أشبعوني اجتماعياً وإنسانيا فيهم الود والحرص ،وكيف التهمنا آخر حبات معمول العيد .وكعادة كل صباح أردني استمعت إلى" محمد الوكيل" وضحكت لضحكته التي كانت تعلو كعادته، ومن خلفها أغنية وردة الجزائرية "جرب نار الغيرة" ..ابتسمت !!ثم توقفت الأغنية ليقرأ الوكيل رسالة من الكرك تقول "عمر بحر ما شال هم سفينة"اذكر أن المرسل من عشيرة الجراجره ،تذكرت المربية الفاضلة، أم عمر الصابرة والمحتسبة التي فقدت ابنها الشاب غرقاً في زاره، ...
شريط سينمائي مر مسرعا يذكرني بمحافظتي الغالية "والكرك يا ديرتي والكل ينصاها برجالها تنتخي والرب يرعاها"..سطعت في مخيلتي قلعتها الرابضة بالعز والمهابة فوق جبال الشراة، صامدة في وجه الغزاة والريح ,وقريتي الحانية "مدين"وأهلها الكرماء الطيبون ،وأشجار التين والزيتون في بستاننا الساكن على أطراف الوادي ،وطيور مهاجرة تحط فوق دالية العنب الأسود في آخر المواسم، تلتقط حبات العنب المتبقية فوق "المعرش"،ثم تغادرنا،لتعود في العام القادم مع الوفاء والعرفان مع آخر مواسم العنب والتين ،
أشكرك ربي على نعمك التي أنعمت بها على صحتي ونفسيتي ، و أسرتي وأحبتي ووطني الغالي ..ما أجملك يا وطني الغالي ..ما أجملك مدينتي ،ما أروعك قريتي حبيبتي وكل ساكنيها ،سأكتب للحب ومشاعر الوفاء ،سأكتب للقلوب المحتسبة الصابرة ،سأكتب للضحكات التي تنشر عبق الأردن الغالي ..سأكتب لروابي الأردن ولسهوله ،سأكتب من اجل الكرك عاصمة الثقافة الأردنية حتى أخر قطرا ت الحبر ،وآخر لحظات الحياة ،سأكتب عنك يا وطني ،يا عزي وفخري وقراري الأول و النهائي ،سأكتب حتى مماتي...سهام
http://sehambayaydeh.maktoobblog.com/
المفضلات