جــــدائل مُغبرّة
تنهدت عميقا
مسحت دمعتها الجارفة فوق خديّها... لملمت باقي الجرح بزفرةٍ عميقةِ مسموعة على بعد أمتار
هناك أحدهم قادم على صوت البكاء وأنين الحزن...
إلتقى بها...
نظر لها وأعتلت همّته دهشة لحزنها العميق
كانت ملامحها تفوح برائحة الحزن ، وفتنة البكاء تستثير سحب كانون فتبكي لحالها ولا تتوقف...
فضوله لم يتوقف عند هذه الدهشة وشعورها العابر..
هو لم يُنكر أن سبك الحزن بعيار من هذا الطراز لهو إنشودة تمنى ان يُنشدها معها على لحن يعلو بهمة فرح ترتسم في محياها وعلى شفتيها..
لحزنها تداعيات وراثية..كوّنت طبعا فيها وسمة تٌعرف بها...
كيف لا؟ وهي شرقية لا غربية..
كل همسة!!
حركة!!
ضحكة!!
نظرة!!
تتبعها لغة شك وبصمة خيانة....
هي تعيش على ضفاف شرخ الشرق الممزوج بخرافات الجاهلية الاولى وجاهلية وغدر العولمة وإقتصاديات المشاعر وأسواق بورصتها....
جاءت اللحظة واراد ان يبدأ الحديث معها!!
أراد ان يتلعثم بحجة واهية تجعل من تطفله سببا مقنعا لطرق باب في حياتها
هي لا تثق بزوار المواعيد المسبقة من أصناف الرجال .. فكيف بالعابرين من شقوق الابواب برائحة التطفل والتحرش..
حياها بتحية ما لبثت ان ردت عليها بهمس خفيف متبوع بسؤال متسرع ماذا تريد؟!
باغتته لحظة التشكيك ولكنه آثر الابتسامة والهدوء وقال أردت أن أقول
للفرح لونا أجمل على وجهك حبذا لو تبتاعي شيئا منه..
هناك متجر يبيع الفرح ؟
سألته بكل سخرية:
واين هو منا؟
قال هنا
قريبا من قلبي....
إلتفت لها وقال وداعا
مشى خطوات بعيدة ثم عاجلته بصرخة
إنتظر
وخذ بيدي فأنا لا أقو ى على المسير وحدي....
عاد لها....ومن هنا .....بدأت حكاية الجدائل المغبرّة
لتمشي وتحاول التقدم....
لست أدري كيف ستكون خطواتها؟؟؟؟!
ربما ستكون خطوة الى صحراء،
هُنا ..
تتجمهر النهايات جميعها متحلّقة حول بداية لم تسعفها مخارِج الدهاليز الخلفية ،
فشقت وريدها في صمت .
و قد كان هو .. البداية !
هو إحتار من أمره،،، سأل نفسه وأمنياته المؤجلة من قبل والتي تقول :
أريد أن أعيش منعزلاً لوحدِي .. لأرتكب بهدوء جرائمي الصغيرة التّي أتنفسها ،
فأنا بهذه الطريقة أموت دون أن يلحظ ذلك أحد !
والان لما أجعل أحدهم يلحظ موتي؟؟!!!
يستطرِد :
- الأطياف توحشها الأماكن المكتظة
الأطياف لا يمكن أن تشعر بالوِحدة و الوحشة .. و هي وحدها !
لكِن فقط يجدر بك أن تفهم بأنَّ ..
العزلة ليست أن تكون بئيساً و .. وحيداً !
و لا أن يحيطوا بك من كلّ جانب ، ليدسوا بجيوب روحك المزيد من .. الخواء .
العزلة هي ..
شوق النوافذ المترعة في وجه الريح ، لوجهٍ غاب .. لا يطل .
احتضار الأبواب في انتظار أيادى شحيحة .. لا تطرُق .
و نحيب البوصلة ، حين تفهم - وكأنها المرة الأولى - ..
بأن الله قد خلقك و روحك موزّعة بالقسط على كل الجّهات !
والان وجب عليه أن يوزع روحه لها بقسط وفير
أمسك بيدها وأستدعى قواها المنهارة للوقوف، مسحت أطراف أدمعها وتبدى له سحر من طرفها قتّال, ما لبث أن أستسلم للنوارس في عينيها..... أسرته السفن التائهة التي لا تعرف الى أي جفن تلجأ من لحظيها......
أراد الهروب وأمسك يديها وبعدها نسي حدود قلبه......
آية صمتها في هذه العجاله جعلته ينسى حروف اسمه..... أراد أن يصرخ ويسمع الدنيانثرا وشعرا فيها:
لون واحد للأيام ... أنتِ
ما اسم الحب بعدك...
سيستقيل الورد بعدك...
سيحكمون على الثلج بالاعدام بعدك...
ستكون نساء العالم واحدة بعدك
ستصاب عيناي بالعمى الا للشطآن الرابضة على جفنك....
آه من غربة وهيهات إياب وطن....
الان فقط تعلمت كيف يصير حضن المرأة وطن !
آه من الجدائل وما أقترفت الايام بها من غدر...
مرر أصابعه بين خصل شعرها....و اضاع الطرق المؤدية الى أبجديته....
لم تَرُق لها فعلته و توجست خيفة،، وإكتنزت الدهشة وعبرات الاستفهام صدرها و راحت تبكي من جديد...
صرخت به وحشرجة الاسى تواكب مدامعها :
ما كنت أبيع جسدي لشخص عابر كما الصحف في الاكشاك يقرأها المارة،،،،،
كيف لك أن تخون والخطوة الاولى لم تولد بعد؟
أغمض عينيه ،و راح يلملم أجزاءه التي تبعثرت أمام هول هذه الكلمات...
أمسك بيدها بقوة وإستجمع قلبه وقال:
غاليتي....
لم أشنق بهذه الهمجية الا حين تعلقت بهذه الجدائل المغبرّة
كنت أحاول أن أعلمك درسا في الحب
وآخر في الشوق
وثالثا في الحنين
ورابعا في الوجد
ولكني اكتشفت بعد دموعك بأني تعلمت منك كل هذا
وكأني قبلك ما أحببت....
يتبع..........
المفضلات