دعا الرئيس السنغالي عبد الله واد المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالمجلس العسكري الذي استولى على السلطة في غينيا، في وقت بدأ زعيم الانقلابيين النقيب موسى كامارا اليوم السبت اتصالات مكثفة بالبعثات الأجنبية لدى بلاده لدعم التأييد للانقلاب.
ومن العاصمة الفرنسية باريس، حذر واد من تدخل القوى الأجنبية في الشؤون الداخلية لغينيا الجارة الجنوبية للسنغال.
كما طالب الاتحاد الأوروبي وفرنسا والبنك الدولي بدعم المجلس العسكري،
وأضاف أن زعيم الانقلابيين النقيب كامارا طلب منه طمأنة المجتمع الدولي بشأن "النوايا الحسنة للمجلس العسكري".
وقال الرئيس السنغالي أيضا إن الجيش الذي استولى على السلطة الثلاثاء الماضي بعد ساعات فقط من وفاة الرئيس لانسانا كونتي، لم يكن مهتما بالسلطة لمجرد الرغبة في السلطة بل لتجنب الصراعات العرقية والاجتماعية.
وأوضح أن الانقلابيين تعهدوا بإجراء انتخابات والعودة إلى ثكناتهم، لكنه ذكر أن هذا قد يستغرق وقتا.
وردا على سؤال حول ما إذا كان كامارا نفسه هو المرشح لمنصب الرئيس، قال واد "إن قائد الانقلاب أبلغه بعدم وجود أي طموح سياسي لديه، ويبدو أنه صادق في ذلك" مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي قال الجيش إنه سوف ينظم انتخابات ويعود للثكنات.
عبد الله واد أول رئيس دولة يدعو لدعم انقلاب غينيا (رويترز-أرشيف)
ويُعد الرئيس السنغالي شخصية ذات نفوذ بهذه المنطقة المضطربة من غرب أفريقيا، وهو أول رئيس دولة يدعو لدعم انقلاب غينيا رغم تنديد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي.
توضيح
وفي كوناكري وجه المجلس العسكري دعوة لممثلين عن الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بالإضافة إلى آخرين لحضور اجتماع يهدف لتوضيح مقاصده ظهر اليوم.
وتأتي دعوة المجلس العسكري لتلك المحادثات مع الدبلوماسيين الأجانب، في وقت تعهد فيه أعضاء الحكومة السابقة الذين سلموا أنفسهم إلى الجيش بدعم النظام الجديد.
وقد منح كامارا في وقت سابق الوزراء مهلة 24 ساعة لتسليم أنفسهم إلى إحدى الثكنات العسكرية إذا رغبوا في عدم تعرضهم للملاحقة. وسلم حوالي ثلاثين وزيرا أنفسهم إلى الجيش وبينهم رئيس الوزراء أحمد تيديان سواري الذي قال إن الحكومة تحت "التصرف الكامل" لقادة الانقلاب.
وكانت الحكومة أعلنت في وقت سابق أنها لا تزال تسيطر على مقاليد الأمور، كما دعت المجتمع الدولي للتدخل.
ونصب كامارا نفسه رئيسا مساء الأربعاء بعد يوم واحد من الانقلاب، بعدما استعرض الحشود المبتهجة بشوارع العاصمة كوناكري. وشكل قادة الانقلاب مجلسا وطنيا يضم 26 من قادة الجيش وستة مدنيين ليحل محل الحكومة.
تعهد
وشيع أمس الجمعة الرئيس السابق لانسانا كونتي في مراسم غاب عنها قائد الانقلاب النقيب موسى داديس كامارا، وحضر مراسم التشييع رؤساء سيراليون وليبيريا وغينيا بيساو ورئيس المفوضية الأفريقية.
وتعهد نائب قائد الانقلابيين وهو الوحيد بينهم الذي حضر مراسم التشييع، بأن يواصل النظام الجديد مساعي كونتي "من أجل التسامح والسلام ومن أجل رفاهية غينيا".
وتحدث الجنرال مامادو با توتو عن حاجة بلاده إلى دعم البنك الدولي والمؤسسات الشبيهة "لتكون لنا الظروف المالية للقيام بهذه المهمة".
يُذكر أن غينيا لا تزال تعاني الفقر إلى حد كبير رغم أنها تملك أكبر احتياطيات عالمية من البوكسيت وهي المادة الخام لصناعة الألومنيوم، فضلا عن وجود احتياطيات كبيرة من الذهب والماس.
المفضلات