بعد معلومات وتسريبات عن خطط استيطانية تعتدي على "الولاية الأردنية".. الخارجية الأردنية طلبت من واشنطن التدخل بقوة لوقف العبث"الإسرائيلي" في القدس
تدرس الحكومة الأردنية معطيات جدية تشير إلى أن إسرائيل تنقلب تدريجيا ليس فقط على مضامين عملية السلام ولكن على التزامات وتعهدات سابقة وموثقة لها مع الحكومة الاردنية، وتحديدا فيما يخص شؤون الولاية الاردنية الدينية على المرافق والاماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة سواء الإسلامية او المسيحية، الأمر الذي بحث مؤخرا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتشير مصادر غير رسمية الى ان مؤسسات اسرائيلية من بينها بلدية القدس اليهودية صادقت مؤخرا على خرائط ومواقع استيطانية قد تلحق ضررا بمساحات وعقارات يفترض انها تابعة للولاية الاردنية المنصوص عليها في اتفاقية وادي عربة بين الجانبين.
ولم تعلن الحكومة الأردنية شيئا محددا بالخصوص بعد لكن يعتقد على نطاق واسع ان ملف القدس كان مثارا وبقوة في اروقة الاتصالات الاردنية ـ الامريكية مؤخرا مما يفسر النص على الوضع في مدينة القدس في الخطاب الذي القاه مؤخرا الرئيس الامريكي باراك اوباما.
وبالنسبة للمراقبين المخضرمين للحياة برزت تليمحات تناقش الاولوية الاردنية الوطنية المتمثلة بخطورة التوجه الاستيطاني الاسرائيلي بعد ان عبثت حكومة نتنياهو في الصحن الاردني وهي تضع خططا لاختبار الاردن قوامها توجهات استيطانية تمس هذه المرة ولاية المملكة الاردنية الهاشمية على الاماكن والاوقاف المقدسة في مدينة القدس.
رسالة اردنية وصلت لواشنطن وكان مضمونها 'الاسرائيليون يلعبون بالنار ويضايقوننا' وهذه الرسالة تلقاها الصديق والحليف الامريكي بعدما قرأت في عمان تقارير ميدانية تتحدث عن تحديات مباشرة تواجه الولاية الاردنية على المواقع الدينية في القدس في ظل الخطط الاستيطانية التي صادقت عليها بلدية القدس بنسختها الاسرائيلية مؤخرا.
في الاثناء تم تذكير الجانب الاسرائيلي وبطريقة غير دبلوماسية بالنصوص التي وقع عليها في اتفافية وادي عربة والتي لا تقبل الاجتهاد وتنص على طبيعة وحدود الدور الاردني في مدينة القدس وهو دور ديني فقط يتعامل مع الاوقاف الاسلامية كوديعة بيد عمان الى حين ولادة الدولة الفلسطينية.
وعليه طلبت الخارجية الاردنية من الجانب الامريكي التدخل لايقاف العبث الاسرائيلي فيما كانت الدبلوماسية الاردنية تطالب بعقد اجتماع طارىء وسريع للجنة العربية الملكية العليا التي ترعى شؤون القدس.
جواب الصديق الامريكي جاء مبكرا ويطالب بعدم القلق وينص على ان واشنطن لا تقبل اي لعب اسرائيلي غير شرعي مع تلميح يقول بانتظار خطاب اوباما في الجمعية العامة للامم المتحدة لانه سيتضمن الاشارة لمدينة القدس وسيظهر حقيقة الالتزام الامريكي وهو ما تحدث عنه لاحقا الوزير جوده في البرامج الاخبارية لمحطة الجزيرة وتحديدا مع مراسلها في العاصمة الامريكية.
جوده وعبر الجزيرة طلب مجددا من المشككين بحقائق موقف الرئيس الامريكي باراك اوباما استعراض بنود خطابه الاخير ورأى ان الرجل جدد التزامه بعملية السلام وتحدث عن التفاصيل.
في عمان ورغم تضاؤل الآمال بتدخل قاس من اوباما ضد الاسرائيليين لم تهزم بعد النظرية التي تقول بأن افضل ما يمكن عمله عربيا الآن هو توريط الادارة الامريكية اكثر في التفاصيل والحفاظ على دور الرعاية الامريكي.. بالنسبة لنا التركيز على ذلك اساسي وجوهري وهو افضل بكل تأكيد من ترويج ثقافة الباس والترقب والانتظار.. هذا ما قاله الوزير جوده لـ'القدس العربي' على هامش مقابلة غير رسمية قبل اسابيع.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس العربي 28.9.2009
المفضلات