عمون - بدأ آلاف الأردنيين تجهيز حقائب سفرهم استعدادا للسفر إلى الخارج، لقضاء إجازة عيد الفطر السعيد، التي تستغرق حوالي أسبوع، مستفيدين من العروض الخيالية الجذابة لمكاتب السفر في الصحف اليومية.
يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه القدرة الشرائية للمواطن، في ظل غلاء الأسعار وتزامن حلول شهر رمضان وعيد الفطر والعودة إلى المدارس.
وأظهرت كشوفات الحجوزات في مكاتب السياح والسفر، في مختلف مناطق العاصمة، أن أغلب وجهات الأردنيين إلى تركيا وسوريا وطابا ولبنان وباقي الدول الأوروبية.
وتستحوذ ربوع هذه الدول على سلم أولويات السياح الأردنيين، كونها تتمتع بميزات نسبية تتفوق بها على سائر دول المنطقة، ويرغب المواطنون في قضاء عطلة العيد الصيفية، هم وعائلاتهم في إطار برامج مناسبة تتوافق وميولهم وآمالهم، وضمن كلف مالية محددة، وإمكانيات تتناسب وقدراتهم المالية، التي تتفاوت بين بعضهم.
وشهدت مكاتب السياحة والسفر خلال الأيام الماضية إقبالا على التسجيل في العروض الجماعية. وتراوحت الأسعار المقدمة في الإعلانات منشورة، ومن ضمنها قضاء ثلاثة أيام في "تركيا اسطنبول بفنادق ثلاث نجوم بتكلفة 399 دينار، بينما الرحلات إلى شرم الشيخ/مصر لمدة 3 أيام بـ299 دينار، وبخصوص الرحلات إلى لبنان 3 أيام 150 دينار.
من جانب آخر، قدمت بعض مكاتب السياحة والسفر عروض سفر إلى اللاذقية لقضاء ثلاثة أيام، ووجبة فطور بـ70 دينار، ومثلها إلى مصايف دمشق بنفس السعر تقريبا.
الطريف في موضوع الرحلات السياحية إلى الخارج، أن بعض مكاتب السياحة والسفر، طرحت عروض السفر إلى الخارج للراغبين في السفر بواسطة التقسيط المريح، على مدى شهور طويلة، مراعاة منها لظروف المواطنين نظرا لتزامن شهر رمضان مع افتتاح المدارس، وقدوم عيد الفطر، ومراعاة للأوضاع المالية الصعبة للمواطنين.
وأشار عشرات المواطنين أمام بعض مكاتب السياحة لـ"السبيل" إلى أنهم اختاروا التسجيل في الرحلات السياحية الخارجية نظرا لمناسبة الأسعار المعروضة وميزات وفخامة بعض الفنادق، والاستمتاع في المصايف، وأماكن الترفيه.
وضربوا أمثلة بأن هناك رحلات بالطائرة ذهابا وإيابا، إلى تركيا تتضمن قضاء 4 أيام مع 3 ليال في فندق ثلاث نجوم بتكلفة تقل عن 170 دينارا، الأمر الذي يغري الأردنيين بزيارة هذا البلد المشهور سياحيا، بأسعار مناسبة.
وأشاروا إلى عروض أخرى، منها رحلات سياحية إلى لبنان أو سورية بالحافلة ذهابا وإيابا وقضاء 3 أيام وليلتين في فندق ثلاث نجوم، إضافة إلى رحلات سياحية داخلية في لبنان وسورية بتكلفة 60 دينارا للشخص الواحد.
الموظف زياد مصطفى محمود قال: "ذهبت والعائلة إلى البحر الميت، وعندما سألت عن الأسعار، تفاجأت بأن تكلفة إقامة ليلتين تتجاوز 500 دينار لغرفتين".
في نفس الوقت، أشارت المهندسة إخلاص إبراهيم محمود إلى أنها اختارت الذهاب إلى الخارج في تركيا نظرا للأسعار المطروحة، وبينت أنها تفضل السياحة المحلية، لأن هناك مناطق جميلة جدا في الأردن، بخاصة العقبة والبحر الميت ودبين وأم قيس، لكنني أذهب إلى هذه المناطق فقط لقضاء نهار وأعود في اليوم نفسه، لأن ميزانيتي لا تسمح لي بالإقامة هناك.
وطرح مازن سمور تجربته في الإقامة في العقبة، حيث أنفق ما يقارب الـ700 دينار على مدى ثلاثة أيام، منها 400 دينار أجرة إقامة في أحد الفنادق لثلاثة أيام، لكنه هذه المرة اختار الذهاب إلى لبنان بسعر 100 دينار من خلال مكاتب السياحة والسفر ضمن مجموعات، ما يمثل فرقا كبيرا بالنسبة له.
وقال إن الأسعار تنعكس إيجابا وتحظى بخصومات كبيرة، لأنها تقدَّم لجماعات وليس لأفراد
صاحب مكتب رمال تورز السياحي في شارع المدنية المنورة رافع الطاهات، أوضح لـ"السبيل" أن أسباب إقبال الأردنيون على السفر إلى الخارج هو الغلاء وارتفاع الأسعار الكبير في المناطق السياحية المحلية، فضلاً عن سياسة بعض الفنادق المحلية في رفع الأسعار في المناطق السياحية، التي وصلت إلى حوالي 200 دينار للغرفة الواحدة.
وقال إن بعض الفنادق الكبرى في الأردن تقف حاجزا أمام إنجاح السياحة الداخلية في المملكة من خلال قيامها بمنح الأولوية للنزلاء الأجانب، داعيا إلى تخصيص نسبة من الغرف للسياح الأردنيين.
ودعا الطاهات وزارة السياحة وجمعية الفنادق وإدارة الفنادق إلى الاستفادة من تجربة بعض دول الجوار، فسوريا على سبيل المثال تخصص في بعض الفنادق الغرف لسوريين بحوالي 14 دينارا أردنيا، بينما يتم إعطاؤها للسائح بحوالي مئة دينار أردني.
وقال إن أسعار المنشآت السياحية في الأردن مرتفعة كثيراً مقارنة بمثيلاتها في هذه الدول، حيث إن معدل سعر الغرفة في الفنادق من ذوات الخمس نجوم في العقبة أو البحر الميت يبلغ نحو 150 دينارا للّيلة الواحدة، فيما يمكن قضاء 5 ليالٍ بالسعر نفسه في شرم الشيخ أو طابا.
وأكد الطاهات أن الطلب على السياحة الخارجية حالياً يشهد إقبالاً لا بأس به بالتزامن مع عيد الفطر، وكانت العروض القوية المقدمة، في ظل أسعار هي بمتناول الجميع.
صاحب مكتب سياحي آخر رفض ذكر اسمه، قال إن المعوقات التي تقف أمام السياحة الداخلية، هي أسعار الفنادق المرتفعة وغير المنطقية، علما بأنها الأغلى على مستوى المنطقة المجاورة، وأكد أنها غير مدروسة والهدف الوحيد منها الربح دونما تقديم أسعار تفضيلية للمواطن الأردني، ولعل هذه الفنادق تغفل عن أنها ليست الوحيدة في المنطقة، وأنها في موقع المنافسة مع دول المجاورة تملك ميزات أكثر بكثير، ويؤكد خبراء سياحة أن الموضوع أكبر من مجرد تخصيص غرف بأسعار تشجيعية في الفنادق الأردنية للنزلاء الأردنيين، إذ يجب النظر إلى ارتفاع أسعار الفنادق أيضاً.
ويذهب هؤلاء للقول إن أسباب زيادة الكلفة على الفنادق الأردنية والناجمة عن ارتفاع تكاليف رواتب العمال التي تصل إلى (30%) من دخل الفندق، بينما لا تتجاوز هذه النسبة (10%) في فنادق مصر، كما يدفع كل فندق من الفنادق الكبرى في الأردن ما قيمته مليونا ونصف المليون دينار بدل فواتير كهرباء سنوياً، بينما في مصر تدفع الفنادق ما قيمته فقط (300) ألف دولار.
يشار إلى أن قيمة المصروفات النقدية المتدفقة لخارج الأردن من قبل شريحة من المواطنين لتغطية تكاليف السفر لغايات السياحة والعلاج والتعليم بالخارج خلال فترة الستة شهور الأولى من العام الحالي 2009 بلغت نحو 331 مليون دينار، أي ما يعادل نحو 467 مليون دولار أمريكي، مقابل نحو 301 مليون دينار خلال الفترة المماثلة من عام 2008.
وسجلت المصروفات النقدية الخارجية ارتفاعا نسبته 10 في المئة، وبزيادة بلغت نحو 30 مليون دينار، مقارنة بمستواها في نهاية نفس الفترة من العام الماضي.
وعادة ما يقتصر السفر على فئات محددة من المقتدرين والميسورين من ذوي الدخول الميسورة من المواطنين الأردنيين طلبا للسياحة والاستجمام خارج المملكة، ولكن عروض مكاتب السياحة المغرية جعلت متوسطى الدخل وقطاعات الموظفين يكونون من إعداد المسافرين
المفضلات