\
/
\
ما بدي ملابس العيد
الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان
تفاجأة بـ أبنت أخي الصغيرة تأتي عندي وعندما رأيتها ظننت انها تريد مالا لشراء حلويات وما شابه ، لكنني تفاجأة بسؤالها لي " عمو اشتريت ملابس العيد " ليس الاستغراب من سؤالها عن الملابس ولكن طريقة سؤالها كأنها احست بغيرها من البنات الصغار اللاتي لم يشترن شيئا ، ومن هنا اتكلم بقصة خيالية بلهجة عامية لفتاة رفضت ملابس العيد . نعم رفضت ملابس العيد .
فتاة اسمها احلام كانت تسير في الطرقات وتنظر الى الناس في ليلة العيد ، فكانت تشاهد الفتيات مع عائلاتهم وهم يسيرون ويضحكون ويتمازحون ، ووقع نظرها على فتاة رفضت الحذاء الاول ومن ثم رفضت الحذاء الثاني حتى اختارت الحذاء الثالث الذي يناسب فستان العيد ، فبكت احلام وقالت في نفسها اريد أي حذاء لا يهمني ان كان لونه يوافق لون الفستان ، فتذكرت انه لا يوجد عندها فستان ، وسارت بين الاسواق تنظر الى الملابس الجديدة والحسرة تقطع قلبها الصغير ، فوقفت عند باب محل والدموع في عينيها ، فسألها صاحب المحل هل تريدين ان تشتري ملابس العيد ، فصاحت باكية " ما بدي ملابس العيد " وركضت ، فتعجب صاحب المحل وبقي ينظر اليها حتى توارت عن الانظار ،.
وعندما وصلت احلام الى محل لبيع الحلويات ، نظرت الى الابناء مع عائلاتهم وهم يأكلون داخل المحل ، فاصبحت تأكل ما لذ وطاب ولكن في خيالها حتى شاهدها صاحب المحل فقال لها هل تريدين ان تشتري حلويات العيد فصاحت باكية " ما بدي حلويات العيد " وركضت والدموع تملأ عينيها ، وها هي احلام اليوم في العيد تجلس على الرصيف دون ملابس العيد ودون مصروف العيد ، والحسرة في قلبها .
وبعدين سنين عديدة تزوجت رجلا ثريا واصبحت تشتري ما لذ وطاب وما تشتهيه الانفس والاعين ، وعندما ذهبت الى السوق برفقة السائق الخاص معها ، جاءت اليها فتاة تطلب مالا للعيد فنهرتها احلام وطردتها ، وركضت احلام الكبيرة الان وهي تتذكر تلك الايام ، واصبحت تبكي بكاءا شديدا وتقول في نفسها " لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا " فتذكرت انها نهرت تلك الفتاة الصغيرة وعادة اليها وقالت لها اركبي معي يا ابنتي ، فاخذتها واشترت لها كل ما تتمناه تلك الفتاة الصغيرة ، واخذت عهد على نفسها الا يكون هناك احلام صغيرة مرة اخرى .
نعم هذه قصة احلام تلك الفتاة الصغيرة التي عاشت مع حلمها ، لذلك جعلت اسمها احلام ذلك الاسم الذي يشمل الاحلام كانت يقظة ام غير ذلك .
كلنا نشاهد يوميا احلام الصغيرة وهي تنظر الينا ولا تجد شيئا للعيد ، هذا العيد الذي هو للجميع ، لماذا ننسى اطفالنا فيه ، اطفالنا الذين يحتاجون الى ان يكون كل واحد فينا هو والد لكل طفل يتيم ومحتاج في بلادنا .
نعم يا احلام انت الحلم لكل طفل يعيش بين الطرقان وينظر الى كل جميل وياخذه ولكن في الاحلام !!!!!!
الشيخ محمد عايد الهدبان
المفضلات