اطلقت صواريخ بعد ظهر الجمعة من جنوب لبنان على شمال اسرائيل، ما استدعى ردا اسرائيليا بالقصف المدفعي استهدف بلدة لبنانية، من دون ان يسفر الحادث عن وقوع اصابات في الجانبين.
وافاد مصدر عسكري لبناني عن انطلاق صاروخين على الاقل من جنوب بلدة القليلة (15 كيلومترا من الحدود الاسرائيلية) في اتجاه شمال اسرائيل. وافاد مصدر امني في وقت لاحق عن العثور على المنصتين اللتين اطلق منها الصاروخان.
في اسرائيل، اكد ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان صواريخ عدة اطلقت من جنوب لبنان سقطت بعد ظهر الجمعة في الاراضي الاسرائيلية.
وصرح الناطق لوكالة فرانس برس ان "الصواريخ انفجرت في القطاع الغربي في الجليل"، وان القوات الاسرائيلية ردت على اطلاق الصواريخ باطلاق "بين 12 الى 15 قذيفة مدفعية" على لبنان.
واكد بيان صادر عن قوات الطوارىء الدولية المنتشرة في جنوب لبنان "اطلاق صاروخين على الاقل من منطقة القليلة حوالى الساعة 45،15 (45،12 ت غ) سقطا على شمال اسرائيل في منطقة تقع شمال نهاريا" ورد الجيش الاسرائيلي "بقذائف مدفعية استهدفت المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ".
واشار الى توقف القصف قرابة الخامسة الا ربعا بعد الظهر (45،13 ت غ)، من دون ان تبلغ اليونيفيل عن اصابات لدى الجانبين.
ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القصف الصاروخي من جنوب لبنان، ودعا الطرفين الى ضبط النفس.
وهذه ثالث مرة منذ بداية 2009، يسجل فيها اطلاق صواريخ من جنوب لبنان على اسرائيل دون ان تعلن اي جهة مسؤوليتها عنها. وسجل في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير سقوط سلسلة دفعات من الصواريخ من جنوب لبنان على اسرائيل.
واعلنت اليونيفيل نشر قوات اضافية في المنطقة بالتنسيق مع الجيش اللبناني "لمنع التصعيد"، مشيرة الى انها "فتحت تحقيقا فوريا بالحادث".
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان القصف ترافق مع "تحليق للطيران المروحي
الاسرائيلي في سماء المنطقة وفي اجواء القرى الحدودية".وقال المتحدثة باسم القوات الدولية ياسمينا بوزيان ان اليونيفيل تحض الطرفين "على ضبط النفس والحفاظ على وقف الاعمال الحربية والامتناع عن القيام باي خطوات قد تؤدي الى تصعيد اضافي".
وصرح ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الذي كان يلتقي النائب سعد الحريري، ابرز اقطاب الاكثرية النيابية، لدى حصول الحادث، انه تلقى خلال الاجتماع "تقارير مثيرة للقلق عن اطلاق صواريخ عبر الخط الازرق، (...) وحصول اطلاق نار من جانب اسرائيل".
واعتبر، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب الامم المتحدة في بيروت، ما حصل "تطورا خطيرا جدا"، داعيا "جميع الفرقاء الى ممارسة اقصى درجات الحذر وضبط النفس".
واعتبر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي من جهته "الحادثة خطيرة جدا"، محملا الحكومة والجيش اللبنانيين "مسؤولية وقف تلك الهجمات".
ويأتي هذا الحادث مع تعقيد طرأ على مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية اثر اعتذار سعد الحريري الذي كلف تشكيلها قبل اكثر من شهرين ونصف الشهر بسبب خلافات بينه وبين الاقلية التي ابرز اركانها حزب الله على توزيع الحقائب واختيار الوزراء.
واكد رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية فؤاد السنيورة ان حادث اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان والرد عليها "في هذا الظرف بالذات خطير وله استهدافات متعددة، ومنها العمل على توتير الأجواء واستدراج لبنان الى دائرة الخطر
والتأزيم، وهو ما تعمل الدولة اللبنانية على تجنبه".
واكد السنيورة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، على "اعتبار ما جرى بمثابة اعتداء على لبنان وسيادته".كما شدد على "التزام لبنان المستمر بالقرار (الدولي) 1701 ومندرجاته، واعتبر ما جرى عملا مرفوضا ومستنكرا، ان لجهة اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية في اتجاه الحدود الجنوبية، او لجهة رد العدو الاسرائيلي الذي تجاوز اطر التنسيق مع قوات الطوارىء الدولية وسارع الى اطلاق القذائف والاعتداء على الاراضي اللبنانية".
ونص القرار 1701 على وقف الاعمال الحربية بين لبنان واسرائيل، وصدر في آب/اغسطس 2006 اثر نزاع دام بين حزب الله والجيش الاسرائيلي استمر 34 يوما واسفر عن مقتل عن اكثر من 1200 شخص في الجانب اللبناني معظمهم مدنيون و160 اسرائيليا غالبيتهم من العسكريين، فضلا عن خسائر مادية كبيرة في لبنان. " ا ف ب "
المفضلات