بسم الله الرحمن الرحيم
في تل الرميدة بالخليل : رمضان بنكهة الحصار والقمع والاختناق
ان تعيش "رمضان الكريم" في تل الرميدة وسط الخليل ، يتطلب الامر ان تنتقل باحتراس او بمقتصى "جدول مواعيد" تم اعداده بمهارة اكتسبت من خبرة مديدة مع تدابير القمع والاعتداءات حيث الاخيرة التي تنفذ بالتشارك ما بين جنود الاحتلال والمستوطنين تصبح في "رمضان" ذات نكهة خاصة.
خلال الايام الاخيرة "حظيت" عائلة المواطن تيسير ابو عيشة المقيمة في جوار مرعب مع الموقع الاستيطاني المسمى "رمات يشاي" بقلق قد يتلبس حياة العائلة بجرعات اضافية من اعمال التنكيل التي ينفذها نزلاء الموقع على مرأى من جنود اسرائيليين ، غالبا ما يكونون مصابين بـ "العصاب الايديولوجي" ذاته.
قالت عائلة أبو عيشة في تقرير نشرته صحيفة الايام الفلسطينية ان اثنين من الشبان من اتباع باروخ مارزيل ، وهو مستوطن مقيم في تل الرميدة ، وزعيم يميني ناشط مسكون بكره العرب ، اعتديا بالضرب على نجل العائلة شريف ابو عيشة 21( عاماً) وأصابوه برضوض وكدمات في رأسه ، موضحة ان الاعتداء الذي نفذ على بعد خطوات قليلة من جنديين كانا يتمركزان عند حاجز للتفتيش الالكتروني تقيمه قوات الاحتلال على مدخل الحي حدث وكأنه في واد آخر.
عائلة ابو عيشة التي تعيش رمضان آخر بنكهة الاختناق جراء سلسلة من تدابير القمع والاعتداءات المتكررة ، ترزح تحت وطأة لائحة ثقيلة من الممنوعات الاسرائيلية التي تشمل تقييد حركة افرادها ، ومنع اقاربها من زيارتها ، غير ان تلك اللائحة - كما تقول العائلة - تصبح ثقيلة بدرجة اكبر وتستمر الى ما بعد ايام عيد الفطر من كل عام.
في الجوار القاسي للموقع الاستيطاني المسمى رمات يشاي في تل الرميدة وسط الخليل ، تعيش بصورة مشابهة لما تعيشه عائلة ابو عيشة نحو 10 عائلات اخرى على الاقل.
وأشار المواطن هاشم العزة المقيم وعائلته على مقربة من رفاق باروخ مارزيل الى ان العائلة (الى جانب عائلتي شقيقيه هشام وهاني بـ 81 شخصاً) عاشت خلال الايام السبعة الماضية 3 سهرات رمضانية مرعبة بفعل هجمات بالحجارة نفذها المستوطنون على المنازل دون اي تدخل لوقفها من قبل جنود الاحتلال.
وكما عائلات الاشقاء العزة وأبو عيشة تعيش في مكان غير بعيد عائلة المواطن هاني ابو هيكل التي لا يسمح لاثنتين من افرادها الدخول الى المنزل عبر بوابته الرئيسة.
وأوضحت شقيقته هناء ابو هيكل انها وابنتها وسام الناظر ممنوعة من الوصول الى بوابة المنزل عبر الطريق في تل الرميدة ، ذلك لأن التعليمات الاسرائيلية المطبقة بذريعة حماية اقامة المستوطنين في الحي ، لا تسمح للمقيمين في منزل عائلة ابو هيكل من دخوله في حال لم يكن اسم العائلة ابو هيكل واردا في البطاقة الشخصية لكل مقيم.
هذا النوع من التعذيب الذي تعيشه الام ابو هيكل وابنتها يصبح موجعاً بدرجة كبيرة في رمضان من كل عام ، فهما مضطرتان ، بعد كل ظهيرة وحتى نهاية شهر الصوم ، لتسلق جدران استنادية وسلوك طرق التفافية (احياناً عبر فناءات منازل) للدخول في منزل حولته تدابير الامن الاسرائيلية الخاصة بحماية المستوطنين الى سجن.
لا احد من اهالي تل الرميدة وسط الخليل (نحو 80عائلة) يعيش في منأى عن متطلبات حماية المستوطنين ، وهي متطلبات كما تقتضي التعليمات التي يطبقها جنود الاحتلال وتطال نحو الف مواطن ، باتت اكثر قسوة منذ بداية رمضان المبارك.
لمن يرغب في التعرف عبر التجربة على طبيعة التدابير التي يطبقها جنود اسرائيليون غاضبون على الدوام ويتمركزون على مدخل تل الرميدة ، يمكنه الانضمام الى الطابور الطويل من اهالي الحي عندما يصطفون استعداداً للتفتيش الالكتروني.
فالتجربة بحسب ما يعانيه الاخرون تتطلب الوقوف على الاقدام لمدة قد تصل الى الساعتين ، ما يعني ان قادماً الى الطابور قبل ساعة ونصف الساعة على الافطار عليه ان يكون مستعداً للافطار وهو رهن الاحتجاز.
المفضلات