كذبت قارئة الفنجان
\
\
\
\
\
كان هناك في الطريق المؤدية الى اللامكان
\
\
لسبب ما خرج في عتمة الليل
\
\
تحت السماء المتخفية خلف زخات المطر
\
\
على رصيف قديم قرب الشاطئ
\
\
يبحث
\
\
كان يشعر بالفراغ يـعصره يمزقه
\
\
كالطفل يبحث عن صدر امه
\
\
كالزهرة المتعطشة لأشعة الشمس الدافئة
\
\
هنالك
\
\
تلاقت عيونهم لأول مرة
\
\
كانت تقف على جسر خشبي عتيق من زمن الشاطئ
\
\
ملابسها كانت تقطر ماء كأنها حورية خرجت للتو من البحر
\
\
وشاحها الصوفي الداكن يبدو كسوار عاجي
\
\
وشعرها الاسود المبتل يتدلى على كتفيها كستارة لمسرح ملائكي
\
\
هي ايضأ كانت تائة
\
\
في تلك اللحظة توقف الزمن
\
\
توقف الاحساس بالمطر بالبرد
\
\
وبقيت أصوات زخات المطر على الجسر الخشبي العتيق
\
\
كأنها سيمفونية سماوية
\
\
تلك العيون الغجرية الحزينة
\
\
كأنها اصبحت مركز الكون بجاذبيتها
\
\
لم يعد لأي شيئ حولي اي معنا
\
\
لم يعد لعتمة الليل أي معنا
\
\
وقفت هنالك
\
\
دون حراك
\
\
ثم
\
\
تقدمت نحوها بخطوات متثاقلة كالأسير السائر الى حتفه
\
\
في تلك اللحظة توقف المطر
\
\
وخرجت السماء من مخبائها
\
\
تزدان بحليها المتلألئة
\
\
ظهرت كأعلان للفرح التائه منذ عقود
\
\
اقتربي مني يا ملاكي
\
\
احتضني اعوامي الحزينة
\
\
اعيدي الحياة لمشاعر الحب المحتضرة على سرير الزمن
\
\
اقتلعي جذوري من ارصفة المدينة المظلمة
\
\
وازرعيني على اطراف شفتيك
\
\
قبلة أبدية
\
\
توقف الارض عن الدوران
\
\
وتهمس في دنيا الأحزان
\
\
بأن الحب شعور المرء
\
\
بطـول العمر
وقصر العمر
\
\
كشعر يهواه الهذيان
\
\
كقارب صيد تاه بعرض البحر
\
\
بليل الشرق
\
\
بدون شراع ولا قبطان
\
\
وضل يصارع موج البحر
\
\
يسابق اصوات الحيتان
\
\
وجاء الفجر
\
\
حين عرفت بأن الحب له وجدان
\
\
حين لمست شفاه ضمأ
\
\
سال شذاها في الوديان
\
\
صار فؤادي يزف البشرى :
\
\
"كذبت قارئة الفنجان"
\
\
ما اجمل ان تهوى امرأة
\
\
يا ولدي
\
\
في" ميل النت" لها عنوان
\
\
\
م. عمر ابوحماد
JUNE 21st 2009
المفضلات