القول الفصل بحرمة الخروج على الحكام بالقول والفعل
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد.. فإن سبب النجاة فى الدنيا والاخره اتباع النبى صلى الله عليه وسلم واتباع اصحابه فمن خالف سبيلهم فهو الخاسر فى الدنيا والاخره لقول الله تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) فقد خالفت طوائف من هذه الامه سبيل المؤمنين فضلوا الطريق فانقسمت الامه الى مرجئه وقدريه وخوارج وشيعه الى غير ذلك من الفرق الضاله وفى هذا الموضوع الذى قد يطول نتكلم ونبين منهج السلف فى عدم الخروج على الحكام قولا وفعلا فأقول .
فصلٌ :متى ظهرت الخوارج
اول ظهور الخوارج فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم ، عن ابى سعيد :قال (بينا النبى صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يومٍ قسما فقال ذو الخويصرة رجلٌ من بنى تميم يا رسول الله اعدل قال ويلك من يعدل اذا لم أعدل فقال عمر إئذن لى فالآضرب عنقه قال لا ان له اصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه .....الخ) خ(6163) م(1064)
من فوائد هذا الحديث :-
1) أن ذو الخويصره هو اول خارجى فى الاسلام خرج على النبى صلى الله عليه وسلم بالقول
2) قال النبى صلى الله عليه وسلم : ان له اصحاب يسيرون على دربه
3) عدم الاغترار بمن يقرأ القرآن ويطيل القيام ويداوم على الصيام ، قال الامام الاجرى رحمه الله فى كتاب الشريعه (ص25) : فلا ينبغى لمن رأى اجتهاد خارجى قد خرج على امام عادلا كان الامام او جائره فخرج وجمع جماعه وسل سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغى له ان يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قامه فى الصلاة ولا بدوام صيامه ولا بحسن الفاظه فى العلم اذا كان مذهبه مذهب الخوارج .
أ.ه
قلتُ : فهؤلاء هم الخوارج الذى حذر منهم نبى هذه الامة صلى الله عليه وسلم .
قد يقول قائل :فهؤلاء الخوارج كانوا فى زمان السلف الصالح .
قلت : اعلم أن الخوارج فى كل زمانٍ ومكان ولكن تختلف الاسماء فى كل زمانٍ ومكان اعلم رحمك الله أن الخوارج قد انقسموا الى فرقٍ واحزاب ذكرهم الامام ابن حجر فى هدى السارى ( ص613) :1) قال الخوارج اللذين انكروا على علىِ التحكيم وتبرأوا منه ومن عثمان وذريته وقاتلوهم فإن أطلقوا تكفيرهم فهم الغناة منهم
2) الاباضيه أتاع عبد الله ابن إباض
3) القعدية الذين يزينون الخروج على الائئمة ولا يباشرون ذلك
3) الوقفية فى القرآن لايقولون مخلوق ولا ليس مخلوق .
قلت : اعلم ان منهج الخوارج فى كل زمانٍ ومكان فالخوارج منهم القعدية وهى المنتشرة فى هذا الزمان يزينون الخروج ولا يباشرون ذلك ويحمسون الناس على حكامهم من فوق المنابر وهذا مخالف مخالفة صريحة لسلف هذه الامة ، قال شيخنا ابو عمير فى شرح (هذه عقيدتنا )(ص56) : (لانخرج عليهم مع الامر بالمعروف والنهى عن المنكر بالمعروف من غير تشهير ولا اعلان على المنابر ولا مظاهرات ولا خروج هذا ليس من هدى السلف الصالح ولكن هدى السلف الصالح كما قال النبى صلى الله عليه وسلم (من أراد ان ينصح لذى سلطان فلا يبده علانية - ليس على المنابر ولا فى الصحف والمجلات ولا فى الطرق و الشوارع (وليأخذ بيده - يخلو به - وليأمره وينهاه فإن أجابه فذاك والا فقد أدى الذى عليه ) {صححه الالبانى فى السنه لابن أبى عاصم } لا طاعة لاحد فى معصية الله و أيضا لا نخرج عليه لان الخروج فساد الدنيا والدين ولا ندعوا عليهم بل ندعوا لهم ، اللهم وفقهم اللهم سددهم اللهم هىء لهم البطانة الصالحة فإذا صلحوا صلح البلاد والعباد أما إذا دعونا عليهم بالفساد والانتقام و التشتت فى البلاد فسدوا وعاد فسادهم على البلاد والعباد وهدى السلف ان ندعوا لهم ولا ندعوا عليهم ا.ه
قلت :فهذا هو مذهب السلف الصالح وهذا الكلام من صلب عقيدة أهل السنة والجماعة ، قال بذلك أحمد فى أصول السنة (ص 64) وابن قدامة فى لمعة الاعتقاد (ص94) والاجرى فى الشريعة (ص32) وابن أبى عاصم فى السنة (ص447) وغيرهم وغيرهم ، فهذا مذهب السلف الصالح فى عدم الخروج على الحكام باليد واللسان وغير ذلك من الوسائل التى تؤدى الى الخروج على الحكام المسلمين . أ.ه
وللموضوع بقية فى الفصل القادم بعنوان {أقوال السلف فى معاملة الحكام} إن شاء الله . وصلى الله على النبى محمد وعلى اله وصحبه وسلم ..
__________________
قال قتيبة بن سعيد ( مات الثورى ومات الورع ومات الشافعى وماتت السنن ومات احمد وظهرت البدع )
رواه ابن الأعرابى فى معجمه
المفضلات