\
/
\
رمـضـانـيـات ... السحور والإفطار - 1 –
الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان
كثير من سبقني بالكلام عن فضل شهر رمضان المبارك وعن أحكامه ومحظوراته ومبيحاته ، لذلك لن أتطرق كثيرا الى هذه الناحية مع العلم أنها مهمة جدا لنا نحن المسلمون ، وكل هذا سيكون في لبّ كلامي ولكن من جهة ذكر الشيء والدال عليه .
معلوم أن الله سبحانه وتعالى فرض علينا شهر رمضان فقال : " {182} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183} " انزله الله سبحانه وتعالى علينا لكي نتقيه ونحاسب أنفسنا ويكون شهر الجوائز والفوز المبين كما قال سبحانه وتعالى " {184} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{185} وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ{186} "
ومن هنا نرى هذا الشهر بمنظارنا وليس بمنظار غيرنا من الناس ، كثير من الناس ينظرون اليه بمنظار الخير والطاعة وهو كذلك .
وكلامي عنه ها هنا من أمرين :
الأول : السحور .
من حيث المعنى : هو وقت السحر الذي يكون قبيل الفجر ، ويكون فيه الطعام والشراب للصائم .
ولكن اذا جاءت كلمة السَحور بالفتح فانه يقصد به الطعام والشراب واذا كان بالضم فإنه يكون المصدر والفعل نفسه .
لذلك قال عليه الصلاة والسلام : (( تسحروا فان في السحور بركه )) نعم بركة في كل شيء بركة في الجسم وبركة بالعقل وبركة بالمال وبركة بالصيام لأنه طاعة للرحمن ومعصية للشيطان .
ويظن كثير من الناس أنه إذا عجل السحور فان ذلك مدعاة لعدم العطش بعد الأكل وهذا شيء غير صحيح لأنه يعود على نوع وكمية الغذاء .
والعجب ان البعض يعجل سحوره بحيث يتسحر قبل نومه فقط ولا يعلم أن السنة تأخير السحور الى قبيل الفجر وبعضهم يتركه بالكلية . والسحور هو نية للصيام .
الثاني : الإفطار .
ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر ان شاء الله ؛ هذه كلمات نقولها عند افطارنا بعد مشقة يوم طويل ومتعب يكون فيه الواحد منا عطشا وجائعا ولكنه يصبر لينال الأجر والثواب من رب العالمين .
لذلك علمنا الإسلام كيف نفطر وعلى ماذا نفطر لتكون المعدة مستعدة لاستقبال الطعام ، فعن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء» ........... هذا الذي كان يبدأ به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ، لأن الرطب فيه أنواع من السكريات تجعل منه غذاء سهل الامتصاص، وسريع الفعالية لوجود السكريات سهلة الامتصاص ويحتوي على ألياف تجعل السكر يتوزع عليها عندما يصل إلى الأمعاء الدقيقة فيكون توزيع تلك السكريات متوازناً ، فلا يمتص دفعة واحدة لكيلا يرفع نسبة السكر في الدم فجأة ، ما يسبب بما يعرف بصدمة ارتفاع السكر في الدم وأيضا لأن الألياف تقلل من امتصاصه دفعة واحدة ، وهذه الألياف أيضا تمتص الماء فتحبسه قليلا في الأمعاء لكيلا يخرج مع البول مما يؤدي إلى الوقاية من الإمساك الذي قد يحصل نتيجة لنقص الماء في الجسم طوال اليوم .
والذي نشاهده عكس ذلك تماما ، حيث ان كثيرا من الناس لا يبدأ افطاره بذلك ، واذا بدأه يزيد عن حاجة جسمه من الطعام فتزيد معها التخمة ، فيكون طعامه وشرابه في رمضان أكثر مما هو في غير رمضان ، وتكون الزيادة في مصروفه زائدة في رمضان .
ولا ينسى الصائم ان هناك صلاة التراويح فلا يزيد بطعامه وشرابه لان ذلك يسبب له الخمول و الكسل في الصلاة .
أعزائي : رمضان هو تصفية للجسد والعقل والروح ، والواجب علينا ان نكون على علم ودراية بذلك .
تقبل الله مني ومنكم شهر رمضان ، شهر القرآن ، وشهر الخير والصدقات . والطاعات
الشيخ محمد عايد الهدبان
المفضلات