سافر احد التجار الكبار(هامور) إلى خارج الأردن ونتيجة معاشرته لإحدى التاجرات الغير محصنات والغير "مطعمات" والمصابة بمرض الجشع والطمع (ج1ط1) أصيب الهامور بالعدوى باختياره طبعاً ، وعاد إلى الأردن من أجل تمضية ليالي شهر رمضان المبارك بين الأهل والأصدقاء لما تمثله من روحانيه وإيمان ، في المطار لم تكشفه الأجهزة الحرارية لضخامة كرشه لعدم مروره مع البوابة الإلكترونية المعدة لهذه الغاية وأيضاً لأنه "مدعوم" وله معارف بدأت من المطار ومرورا بطريق المطار وانتهاء بدير غبار، ولم يكن يحمل ممنوعات او مهربات او أجهزة كهربائية وحتى أمتعه شخصية فكله تم شحنه بالباخرة مع شحنة السكر الأخيرة التي سبقته إلى الوطن بأيام.
بدأ زملائه تجار الجملة (الحيتان) التوافد لبيته المتواضع في دير غبار من اجل تهنئته بالسلامة والاطمئنان وهز الذنب ، وكما هي عادة الأردنيين بمختلف مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية يكون الاستقبال والوداع "بالتبويس" كعلامة فارقه لهم بالإضافة لفنجان القهوة السادة الذي يتناوب عليه جميع الحضور من الوجهاء والسادة.... ، انتقلت العدوى بسرعة إلى هؤلاء الحيتان والذين ما لبثوا ان نقلوها لتجار التجزئة (......) ومنهم إلى المواطنين ، وبدأ هذا المرض الخطير بقتل مئات بل الآلاف من عامة الشعب وأصبحنا نشاهد الجثث على أطراف الطرق وفي الأسواق العامة وخيم رمضان والأسواق الشعبية وعلامات البؤس والتعب والإرهاق تصيب محافظات المملكة بسرعة هائلة ، ولا يوجد مطعوم معين او "كمامة" أو أي إجراء يمكن المواطنين من القيام به لمواجهة هذا المرض فعند مراجعة أي مركز صحي يعتذر القائمين عليه عن تقديم الخدمة لعدم توفير مطعوم معين يقضي أو يُوقف هذا المرض الخطير ....
جمعية حماية "المُستهَلك" بفتح الهاء، المعنية بهذا المرض على غرار وزارة الصحة فاقت من سباتها العميق وخرجت من مصباح علاء الدين "المُغبر" وقررت مواجهة فايروس اللحوم الحمراء فقط على اعتبار أن سكان الأردن حالهم كحال سكان جنوب شرق أسيا ودول الخليج اللحوم عندنا كالأرز عندهم عنصر ضروري على موائدهم وسلعة لا يمكن الاستغناء عنها ، وتركت بقية السلع الضرورية للمواطن الغلبان يصيبها الوباء دون أي إجراء وطلبت من المواطنين مقاطعة اللحوم الحمراء وكأنها لا تعلم أن أكثر من 70% من الشعب الأردني مقاطع دائم لهذا النوع من اللحوم دون الحاجة لدعوة او إجراء من جمعية حماية "المُهستَلك" وليس عن طيب خاطر ولكن "غصبن عنه".
أغنياء هذا الوطن كانوا محصنين جيدا لأنهم ولدوا ولديهم المطعوم الخاص بمقاومة هذا المرض مهما اشتد نوعه او تطورت جيناته فمولات عمان ومجمعاتها التجارية عصية على المرض فهاهي عربات التسوق التي تدفعها الخادمة أو السائق تكاد "تفيض" جنابتها فطاقتها الاستيعابية لم تعد تتحمل وعجلاتها تتمايل وتترنح ولا تسير بخط مستقيم حتى تصل صندوق السيارة ذات الدفع الرباعي والزجاج المُعتم....
الحكومة أطلقت شعار لا اسمع لا أرى لا أتكلم وقالت أن التعب والإرهاق الذي يظهر على المواطنين ما هو إلا من علامات الصوم وحرارة الأجواء وقوة الإيمان وأن الأجر على قدر المشقة ، واكتفت بتوزيع بيانات أطلقها بعض المشايخ عن فوائد الصيام للرجيم وتخسيس الوزن والرشاقة وركزت على حديث "صوموا تصحوا" وطبعت منه الآلاف على شكل "بوسترات" وزودت به شوارع القرى الأردنية الأكثر اكتظاظا بضحايا الفيروس الجشع والطمع (ج 1 ط1) .
وفي بيان وقعة أكثر من مليون طفران أردني طالبوا فيه سماحة مفتي المملكة ووزير التربية والتعليم بتأجيل شهر رمضان والعام الدراسي للعام القادم على أمل أن يتم تطوير العلاج المناسب لهذا المرض لعدم مقدرتهم على تحمل افتتاح المدارس وشهر رمضان معاً ، وما يزال طلبهم قيد البحث والدراسة والذي قد يحتاج لأشهر لحين وصول احد الخبراء الأجانب المختص بهذا الشأن .
المفضلات