قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الثلاثاء إنه يرى بوادر "مشجعة" لإحراز تقدم في الشرق الأوسط ، قد تساعد على التحرك باتجاه إبرام اتفاق سلام إسرائيلي-فلسطيني.
وأشار أوباما إلى أن إعلان الحكومة الإسرائيلية اليوم عدم إصدارها تراخيص لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية منذ أشهر. ولفت أيضا إلى التحسن في مستوى قوات الأمن الفلسطينية والوضع الاقتصادي في الضفة ، إلى جانب إزالة بعض نقاط التفتيش الاسرائيلية.
وقال الرئيس الأمريكي خلال اجتماعه مع نظيره المصري حسني مبارك ، الذي يزور واشنطن للمرة الأولى منذ خمسة أعوام:
"إنني مفعم بالأمل إزاء بعض الأمور التي أراها على الأرض".
وتركزت المباحثات بين الزعيمين على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والدعم العربي من أجل التوصل إلى تسوية. كما تناولت مباحثاتهما الوضع في العراق والبرنامج النووي الإيراني وقضية الإصلاح والعلاقات بين البلدين.
وقال مبارك:
"كان تركيزنا الأكبر في المباحثات على القضية الفلسطينية لأنها محورية ولها تأثير على المنطقة والعالم بأسره ، سواء في الشرق أو الغرب أو أمريكا ، كما تطرقنا أيضا للموضوع النووي في إيران وتحدثنا في كافة الموضوعات التي تناولتها مباحثاتنا بكل صراحة".
كانت الحكومة الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق اليوم إنه لم يتم إصدار تراخيص بناء جديدة منذ تولي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منصبه قبل خمسة أشهر ، غير أنها لا تزال تشدد على مواصلة توسيع المستوطنات الحالية.
ويرغب أوباما في تجميد كافة الأنشطة الاستيطانية ، غير أنه رحب بالإعلان عن عدم إصدار تراخيص جديدة.
وأوضح الرئيس الأمريكي قائلا:
"هناك تحرك في الاتجاه الصحيح.. وأعتقد أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت المناقشات معنا بجدية شديدة".
وأضاف:
"على الجميع أن يتخذوا خطوات.. على الجميع المخاطرة بعض ال شئ".
وأكد الرئيسان اليوم عزمهما مواصلة جهودهما الرامية إلى إنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي ، الذي استمر أكثر من 60 عاما ، وإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وقال الزعيمان في مؤتمر صحفي عقداه في المكتب البيضاوي في ختام مباحثاتهما ، إن الوضع الراهن في عملية السلام لا يحتمل أي فرصة للاخفاق.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ.ش.أ) عن أوباما قوله إن الولايات المتحدة ومصر ستواصلان العمل معا لإحلال السلام في المنطقة ، حتى يسود الأمن والاستقرار والسلام بين العرب وإسرائيل.
من جانبه ، قال مبارك:
"التقينا اليوم في البيت الابيض ، وهو اللقاء الثالث (بيننا) ، وناقشنا موضوعات كثيرة في مقدمتها قضية الشرق الأوسط ، إضافة إلى العلاقات الثنائية والوضع في إيران والعراق والصومال والقرن الإفريقي".
وأوضح :
"تحدثت مع أوباما أيضا في قضايا الإصلاح في مصر ، وقلت له بصراحة لقد خضت الانتخابات الرئاسية بناء على برنامج يشمل الإصلاحات في مجالات عديدة ، وهناك أشياء كثيرة نقوم بها ، ولا يزال أمامنا عامان نواصل العمل فيهما".
وأضاف أن العلاقات المصرية-الأمريكية طيبة واستراتيجية ، وقد يحدث أحيانا بعض الاختلاف في وجهات النظر ، ولكن ذلك لا يغير من وضع العلاقات مع واشنطن.
وأعرب الرئيس المصري عن سعادته للقاء نظيره الأمريكي للمرة الثالثة ، مشيرا إلى أن اللقاء الأول كان في العاصمة المصرية أثناء زيارة أوباما لإلقاء خطابه الى العالم الاسلامي في جامعة القاهرة في الرابع من حزيران /يونيو الماضي.
ووصف مبارك الخطاب بأنه كان قويا ، كما أن زيارة أوباما للقاهرة كانت محل تقدير العالم الاسلامي الذي كان يتوقع أن الولايات المتحدة ضد الاسلام ، وجاء خطاب أوباما ليبدد هذه الشكوك بصورة سريعة.
المفضلات