مع احترامي للجميع القضيه الفلسطينيه ليست حكرا لاحد بل هي قضيه عربيه واسلاميه وهي القضيه المركزيه ولانريد ان نزايد على احد
واعقب على كلام الاخت الامل المشرق لقد عانت الدول العربيه من هذاالاحتلال ومازالت تدفع الثمن غاليا وكان الاردن يجد ا نفسه دائماً على المستوى الرسمي والشعبي بأن عليه واجباً مقدساً اتجاه الأشقاء في فلسطين بعدما جاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لفلسطين التي كانت ذات يوم جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية - الضفة الغربية - ومنذ ذلك التاريخ والأردن وشعبه يتصدون بكل السبل للغطرسة الإسرائيلية، وقد قدم الأردن على أسوار القدس وكل مدن وقرى فلسطين مئات الشهداء، ومازالت دماؤهم الطاهرة تنبت فيهم جذوة العمل لإعادة الحق الفلسطيني المغتصب بكل الوسائل المتاحة، خصوصاً في هذا الزمن العربي، وفيه من الضعف والهوان ما لا نحسد عليه، في حين تستفرد إسرائيل بالمنطقة وهي تمتلك كل وسائل القوة وترسانة عسكرية هائلة مدعومة من اعتى القوى في العالم.
لقد ظل الأردن مخلصاً لفلسطين وشعبها وعمل بكل ما يملك عبر مراكز صنع القرار بالعالم والمحافل والمنتديات الدولية لشرح معاناة أهلنا وما يتعرضون له من إبادة ومصادرة لحقوقهم المشروعة، ولم يتوقف في يوم من الأيام عن حملات التشكيك بمواقفه لأنه على إيمان كبير بأن عليه واجباً كبيراً ودوراً طليعياً في مساندة الأشقاء. وإنه أول من يلبي النداء بكل نخوة وشجاعة عربية، وأعطى ويعطي الشيء الكثير لإنهاء معاناة إخواننا في فلسطين الذين يعيشون الحصار وسياسة التجويع وافراغ مؤسساتهم وتحويلها إلى هياكل من دون جوهر لمعاني وجود الدولة والسلطة الرسمية.
وعمل الأردن بمنتهى الاخلاص لثوابت الأمة وما تعني له القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية على رغم قرارات القمة العربية بإعطاء الفلسطينيين حق التصرف بقضيتهم وان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لها ولم يتوان عن تقديم كل العون والدعم المطلوب فجاء قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية من الأردن ليساهم مع الأشقاء في إبراز قضيتهم لاستعادة حقوقهم الكاملة، وكان الأردن يعرف تمام المعرفة أن لغة الصمت الحالي والشعارات لن تجلب للفلسطينيين وللعرب أية فائدة، وإنه لابد من آليات ووسائل اقناع لمخاطبة العالم ومنذ أن تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية بذل جل وقته واهتمامه للقضية الفلسطينية وسعى لتحريك عملية السلام المتعطلة فكانت محاولات الضغط على اليمين الإسرائيلي والكنيست واقناع قوى ذات تأثير بالكونغرس الأميركي بالعمل الجاد بأن الوقت قد حان لكي يعيش الفلسطينيون في دولتهم وانهاء معاناتهم. ويعرف الأردن بأن التحولات والتغيرات في المجتمعات الديمقراطية لا تتم بين ليلة وضحاها وانما بالعمل من خلال المؤسسات الديمقراطية والشعبية التمثيلية لإحداث التغيير المطلوب وهذا الأمر يكلف الأردن مخاطر كبيرة من قوى التطرف الإسرائيلي. لقد ظلت القناعة الأردنية متمسكة بالحقوق العربية ما يجعل الأردن يتحرك في كل اتجاه لدى كل الأطراف وعلى رأسها الولايات المتحدة لإيجاد تسوية تقوم على أساس أن إيجاد حل للقضية الفلسطينية هو المفتاح لإطفاء الحرائق المشتعلة وبؤر التوتر التي تعصف بالمنطقة. وعلى إسرائيل أن تختار بين أن تبقى أسيرة عقلية القلعة أو تسلك طريق السلام الذي يضمن لها الأمن والاندماج في المنطقة عبر تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة.
وفي خضم كل الأحداث الجارية تحرك الأردن وبجهود شخصية من جلالة الملك الذي يحظى تحركه بإجماع أردني شعبي ودعم عربي واسع كذلك من عواصم القرار الدولي، وأخذ يتعامل مع العالم أجمع بلغة واحدة تستند إلى الصدقية والانحياز غير المشروط للعقل وثقافة الحوار والتمسك بالحقوق الفلسطينية المشروعة بعيداً عن الشعارات والعدمية التي تكتفي بالثرثرة وإصدار الأحكام المسبقة والتي تعفي أصحابها من مسؤولية المواجهة. ولعل الملك كان واضحاً عندما أعلن في خطابه الشهير بالكونغرس الأميركي أنه لن يصمت بعد اليوم وهذا الأمر يغضب البعض لأن المصداقية العالية للأردن والدبلوماسية التي يقودها الملك في مختلف المحافل الدولية والمنتديات ومؤسسات التمثيل المجتمعي. وهذه الثقة له تأتي على المستوى العربي ليعطي الدافع للعمل والانجاز إلى آخر الطريق حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم كافة، فهذا هو وجدان الأردن وهذه قناعاته ومواقفه التي يدفع كل يوم فيه ثمناً غالياً لإخلاصه وانتمائه القومي.
ويسعى الأردن إلى شرح المبادرة العربية التي أقرتها قمتا بيروت والرياض باعتبارها تأكيداً على جدية العرب ورغبتهم الواضحة والمعلنة في تحقيق السلام على قاعدة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كل هذه الجهود المبذولة من الأردن عبر عقود عدة تنبع من رؤية الأردن لحجم المخاطر التي تهدد المنطقة بأسرها في حال استمرار الصراع، وقد تأتي اللحظة التاريخية بتحقيق الآمال لاستعادة الحقوق خصوصاً أن فرصة قد سنحت بمخاطبة مراكز القرار في الولايات المتحدة في اعادة القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العالمي وتركيز الأضواء من جديد بعد أن تم وضعها لسنوات عدة في آخر الأولويات لدى المجتمع الدولي وتقديم كل القضايا التي استجدت على الساحة وأخذت شكل الصدارة.
المفضلات