كلام فوق الخطوط .. وبحروف دون نقاط أحياناً ..
جلست ملبياً دعوة رقيقة لإحتساء فنجان من القهوة
كانت قد دعتني قبلها بيوم واحد
كانت دعوة غامضة إلى حد كبير لم أكن أعرف سببها
وأذكر حينها أنني تلقيت الدعوة بطريقة مفاجئة
لم أتوقعها غير أني لبيت الدعوة .. !
كانت أول مرة ألتقيها فيها حين عرّفني إليها أحد الأقرباء
في سهرة بمنزله ..
قائلاً لي : إنها تبحث عنك .. أعرفك بها ..
حينها كنا في نهاية السهرة تقريباً..
طلبت مني الجلوس معها على إنفراد دون أن تفصح عن السبب _ إرتبكت قليلاً _ ورحبت ..
جلسنا وتجاذبنا الأحاديث إلا أنني لاحظت عليها بعض الشرود ..
إتفقنا على اللقاء في اليوم التالي .. وإلتقينا وامتد حديثنا لأكثر من أربعين دقيقة كانت ثلاثين دقيقة منها مخصصة لكلام دون حروف تُنطق ‘ وللحق شعرت حينها أنها تجري معي تحقيقاً غير رسمي وبطريقة غير مباشرة _ تحقيق ودي _ وقد أخرجت من جيبها بضع ورقات وقلم ..
وراحت تدوّن بعض ملحوظاتها التي تجدها في معرض كلامي رأيت فيها التركيز على كل إجابة لأسألتها وإستفساراتها سألتني وسألتني ..
وللأمانه لم أقل وأجب كل شيء ولم أحقق لها ما تطمحه من خلال إجاباتي _ وليتني فعلت _ وهو ما شعرت به من خلال ردة أفعالها ، أسألتها كانت تتفق مع مظهرها وهيئتها ..
شعر ناعم مسّدل من الأجناب ذو عينين تزينان وجهها غير معروفة للكثيرين حتى لهؤلاء الذين تربطهم بها صلة وثيقة ..
ورغم كثرة أسألتها كانت لطيفة للغاية ودودة أشعرتني وكأنني أعرفها منذ سنوات ..
إلا أن أسألتها هذه وتدقيقها وتدوينها لأجزاء معينة من كلامي في ورقاتها البيضاء جعلتني أزداد عناداً في عدم قولي لها كل شيء إلا أنني تفهمت المسألة إلى حد كبير فيما بعد !!
إرتحت لها ..؟ نعم أحببت حديثها ؟؟ أضحكتني !
ربما لم أظن يوماً من الأيام أن الموضوع سيأخذ أبعاداً كبيرة .. ربما
غير اني أتذكر أن الحوار قد أعجبها جداً واستأنست بالجلوس معي ..
ونتيجة لردود أفعال الآخرين توقفت اللقاءات وقد كانت هي آخر من أسمعتني الجملة الشهيرة :
"وللكلام بقية "
حتى هذه اللحظات وعلى مدار الشهور الستة التي أعقبت الحوار وما أحدثه من ردود أفعال إلتزمت عدم التطرق إليها بشكل مباشر .
واليوم :
الوضع إختلف فما كانت تنفيه سابقاً راحت تتحدث عنه في العلن جعلتني أشعر أن المسألة تصفية حسابات مع آخرين قد أوهموها وجعلوها تدرك أنها في مأزق حينها أعلَنت أن تواجه نفسها والآخرين لإثبات أنها لم تكن مخطئة في حوارها ولقاءها .. مرة ثانية وثالثة وعاشرة تمّ اللقاء ، فحقاً قد كان للكلام بقية ولازال للكلام بقية فإلى ذلك الحين
أترك الكلام لباقي الكلام ..
سمير الأشجان
المفضلات