(عن جريدة الخليج)
"فضائع "بلاك ووتر"
أي بشر أولئك الذين مارسوا التعذيب في معتقل أبو غريب، وكانت تلك الفضيحة المصورة التي وصمت بالعار عهد جورج بوش الابن وديك تشيني ودونالد رامسفيلد، والاحتلال في العراق؟
أي بشر، لا. هل هم بشر أولئك الذين أداروا شركة “بلاك ووتر” ومرتزقتها الذين أرسلوا إلى العراق من أجل أن “يتسلّوا” بقتل العراقيين؟
هذا هو الاحتلال وموبقاته، الاحتلال الذي قدّم نفسه حرية وديمقراطية، ها هو سجله لا يفوح منه سوى روائح الدم وغبار الدمار، والفضائح والصفحات السود، خصوصاً لمرتزقته، شذاذ الآفاق هؤلاء الذين يرى رئيس شركتهم أنه يريد محو العرب والمسلمين من على وجه الأرض.
أي عنصرية هذه؟ أي عقول كريهة هذه؟ وكيف يمكن لنظام يحترم نفسه أن يوظف مثل هذه الشركات ويدفع لها من أموال العراقيين المنهوبة من أجل أن ترسل مرتزقتها لقتل العراقيين، والتسلية في القتل هي التعبير المستخدم من قبل شهود عيان، وترد في شهادات خطية مودعة في ملف قضية ضد شركة القتل هذه أمام المحكمة الفيدرالية في ولاية فرجينيا الأمريكية؟
في ضوء هذه الشهادات، لن يحاكم الاحتلال نفسه، لا على ارتكاباته الآن، ولا بمفعول رجعي منذ غزوة بوش عام ،2003 لكن هل تمرر الحكومة العراقية هذه الفضيحة، بكل ما فيها من فظائع؟ وهل ستسمح مجدداً بعودة الشركة التي بدلت اسمها إلى (زي xe) لإكمال ما بدأته من جرائم تحت اسمها الأول؟
هذه الفضيحة يجب ألاّ تمر هكذا من قبل العراقيين، وها هي برلمانية أمريكية تناشد وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون وقف التعامل مع الشركة، بعدما بلغها احتمال أن توقع الوزارة عقداً جديداً بقيمة تصل إلى 20 مليون دولار مع “زي” الوجه الآخر ل “بلاك ووتر”؟
فهل يعقل بعد كل هذه الفضائح، أن تدفع المزيد من الملايين للاستمرار في قتل العراقيين؟
المفضلات