(تسنيم 1 )..
لقب أطلق على الاختراع العلمي الذي توصل إليه باحثان من كلية الزراعة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية.. سلالة جديدة من البندورة الأردنية مقاومة لمرض إصفرار وتجعد الأوراق الفيروسي، ويعتبر هذا الاختراع الأول من نوعه على مستوى المملكة وهو للباحثين الدكتور غاندي انفوقة والدكتور ضياء الحساوي.
وقال الباحثان: يهدف المشروع الذي جاء بدعم من الوكالة الأميركية للتعاون الدولي عام2002، إلى إنتاج نباتات بندورة مقاومة لمرض إصفرار أوراق البندورة الفيروسي.
وأضافا: تم اكتشاف هذا المرض في الأردن عام 1978 وهو مرض فيروسي ينتقل بواسطة الذبابة البيضاء ولا يمكن مقاومتها بالمبيدات الحشرية، ويتسبب هذا الفيروس بخسائر مادية لمحاصيل البندورة في الاغوار وخصوصاً الزراعات التشرينية حيث تصل نسبة الإصابة أحياناً إلى 100%، مرجعيْن ارتفاع نسبة الإصابة في المواسم التشرينية إلى زيادة أعداد الحشرات الناقلة للمرض المتمثلة في الذبابة البيضاء حيث أنها تستطيع نقل المرض بشكل كبير من النباتات المصابة إلى السليمة وتنقل الفيروس أيضاً من الاعشاب النابتة بالقرب من المزارع وتنقلها إلى محاصيل البندورة .
وأكد الباحثان أن هناك طرقاً للتقليل من الخسائر الناجمة عن الاصابة بهذا المرض وهي طرق كلاسيكية وتقليدية يتبعها المزارع ولكنها غير كافية وغير ناجحة للتخلص من الإصابة، ومن هنا جاءت أهمية المشروع الذي هدف إلى إنتاج صنف جديد مقاوم للفيروس.
وأشارا إلى أنه تم اتباع طريقيتن لإنتاج الصنف الجديد المقاوم للفيروس؛ الأولى: التربية التقليدية للنباتات؛ حيث تم الحصول على 19 تركيبا وراثياً من البندورة الموجودة في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي كونه الجهة البحثية المعتمدة في الأردن، حيث تم انتخاب 4 تراكيب وراثية على أساس الصفات الحقلية لغرض ادخالها في المشروع.
وبيّن الباحثان أن سلالات البندورة هي سلالات أردنية يزرعها المزارع الاردني لكنها شديدة الاصابة بالفيروس وكان الهدف استخدام نباتات متلائمة مع البيئة المحلية يعرفها المزارع بشكل جيد. أما مصدر المقاومة فقد كان من نباتات بندورة برية الأصل موطنها الأصلي جنوب اميركا.
ومن خلال عملية التربية والتهجين لعدة اجيال استطاع الباحثان نقل الجينات المسؤولة عن المقاومة عن هذا المرض من النباتات البرية الى السلالات الناتجة عن عملية التربية، حيث تمت عمليات التربية في ثلاثة أماكن وهي الحقل والبيت البلاستيكي والبيت الزجاجي لغرض تقليل المدة اللازمة للوصول الى الهدف من المشروع وتم نقل العدوى إليها بالفيروس بطريقة مسيطر عليها لضمان العدوى، بعد ذلك تم انتخاب افضل النباتات التي اظهرت مقاومة عالية بالإصابة بهذا المرض الفيروسي، ثم تم اختيار هذه السلالات واختبارها في الحقل وتعريضها للذبابة البيضاء الناقلة للفيروس وانتخاب أفضل السلالات.
أما الطريقة الثانية؛ فقالا: لضمان استمرارية المقاومة في النباتات المختصة بهذه الطريقة حتى وصلت الى الجيل السابع وسوف تستخدم تلك النباتات لتثبيت صفة المقاومة عن طريق استخدام تقنية الاسكات الجيني وهذه النباتات عند انتاجها سوف تعتبر الاولى من نوعها في الأردن كونها المحورة وراثياً وذات مقاومة عالية للاصابة بهذا الفيروس.
وأشار الباحثان إلى أن إطلاق اسم تسنيم 1 على نباتات الجيل السابع جاء بمباركة من رئيس مجلس الامناء في الجامعة الأمير غازي بن محمد، وان هذا الاسم نسبة الى المحطة التي اجري البحث فيها وهي محطة الاميرة تسنيم بنت غازي للبحوث التكنولوجية.
أما بالنسبة للتطلعات المستقبلية للمشروع؛ قال الباحثان: إن النباتات المنتجة بواسطة التربية الوراثية سوف يتم اعتماد سلالة تسنيم 1 لدى وزارة الزراعة لزراعتها في مناطق مختلفة في الاردن لغرض التأكد من ثباتية صفة المقاومة في بيئات مختلفة، اضافة إلى أن هذه النباتات سوف تستعمل في مشاريع مستقبلية لانتاج نباتات بندورة مقاومة للجفاف والملوحة، حيث تم التقدم بمشاريع بحثية لجهات علمية داعمة للحصول على الدعم المالي لانتاج نباتات مقاومة للجفاف والملوحة.
وبيّن الباحث الدكتور غاندي انفوقة -عميد البحث العلمي في الجامعة- أن الجامعة تولي المشاريع التطبيقية اهمية كبيرة، لافتاً إلى أن جميع المختبرات العلمية في الجامعة في التخصصات العلمية مجهزة بأحدث الاجهزة اللازمة للتطبيق واحدث ما توصلت إليه التقنيات في المجالات العلمية المختلفة.
وقال عميد كلية الزراعة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور ياسين الزعبي إن الكلية تسعى لتطوير مشاريع البحث العلمي والمشاريع البحثية التطبيقية، من خلال السعي لتحفيز أعضاء هيئة التدريس وخلق المنافسة بينهم وتوجيههم لعمل مشاريع تكون قابلة للتطبيق، ومن خلال فتح قنوات تعاون مع المؤسسات البحثية الاخرى كالمركز الوطني للبحث والارشاد والقطاع الخاص الممثل للمزارعين في المملكة وهو اتحاد المزارعين، مشيراً إلى تميّز علاقات الكلية مع المنظمات الدولية وتقدر قيمة ما حصلت عليه الكلية من الدعم الخارجي قرابة ميلوني دينار اردني لغايات البحث العلمي وتطويره.
المفضلات