في علم التعمية، الشيفرة السرية أو السايفر (بالإنجليزية: cipher) هي عبارة عن خوارزمية لتنفيذ التعمية وفك التعمية، وغالباً ما تكون عبارة عن سلسلة من الخطوات التي يمكن اتباعها لتنفيذ هذه العمليات.
المصطلح المرادف لهذه الكلمة هو تشفير. في الاستعمالات اللاتقنية يشير السايفر إلى ذات الشيئ الذي يشير له الكود (بالإنجليزية: code) إلا أن الاستخدام يختلف في علم التعمية. في علم التعمية التقليدي، كان عمل السايفر يتميز عن عمل الكود. حيث أن الكود يعمل على القيام بعملية التعمية (أو الاستبدال) وفقاً لكتاب الكود والذي يربط رمزاً عشوائياً أو رقماً بعبارة معينة أو كلمة. على سبيل المثال "UQJHSE" من الممكن أن تكون كود للعبارة "Proceed to the following coordinates". عند استخدام السايفر يعرف النص الأصلي باسم النص العادي بينما النص الذي تم تشفيره فيطلق عليه اسم نص الشيفرة. يحتوي نص الشيفرة جميع المعلومات التي يحتويها النص العادي ولكن بصيغة لا يمكن قرائتها من قبل شخص عادي أو حاسب بدون استخدام الآلية المناسبة لفك تعميتها، وتكون بمثابة خربشات عشوائية بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون قرائتها.
أصل كلمة "سايفر"
كلمة سايفر أو شيفرة أصلها من الكلمة العربية للرقم "صفر". حيث أنها في الماضي كانت تستخدم كلمة سايفر على اعتبارها الرقم صفر العادي، إلا أنه يوجد عدة روايات عن سبب تحول استخدام كلمة سايفر من معنى الرقم صفر إلى معنى الشيفرة السرية وهذه الروايات هي:
التعمية غالباً ما تتضمن استخدام الأرقام
لم يكن رقم صفر موجوداً في نظام الأرقام الرومانية، فعند إدخال مفهوم الصفر (الأمر الذي نعتبره من البديهيات اليوم) في العصور الوسطى إلى أوروبا كان مبهماً جداً وغامضاً بالنسبة للكثير من الناس، حتى أن بعضهم كان يقول "تكلم بوضوح، وليس مثل بشكل مبهم كالصفر"، ومن هنا جاء استخدام كلمة سايفر للإشارة إلى الرسائل المبهمة أو المعماة.
هذه بذرة مقالة عن الرياضيات تحتاج للنمو والتحسين، ساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.
علم التعمية
التعمية (cryptography) هي العلم و ممارسة إخفاء البيانات؛ أي بوسائل تحويل البيانات (مثل الكتابة) من شكلها الطبيعي المفهوم لأي شخص إلى شكل غير مفهوم بحيث يتعذّر على من لا يملك معرفة سرية محددة معرفة فحواها. يحظى هذا العلم اليوم بمكانة مرموقة بين العلوم، إذ تنوعت تطبيقاته العملية لتشمل مجالات متعددة نذكر منها: المجالات الدبلوماسية والعسكرية، والأمنية، والتجارية، والاقتصادية، والإعلامية، والمصرفية والمعلوماتية. في شكلها المعاصر فإن التعمية علم من أفرع الرياضيات و علوم الحوسبة.
تاريخ:
استخدم التشفير منذ أقدم العصور في المراسلات الحربية بين و كذلك في الدبلوماسية و التجسس في شكليهما المبكرين. يعتبر العلماء المسلمون و العرب أول من اكتشف طرق استخراج المعمَّى وكتبها وتدوينها[1][2]. تقدمهم في علم الرياضيات أعطاهم الأدوات المساعدة الأزمة لتقدم علم التعمية، من اشهرهم يعقوب بن إسحاق الكندي صاحب كتاب علم استخراج المعمَّى و ابن وَحشِيَّة النبطي صاحب كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام ، المؤلف الذي كشف اللثام عن رموز الهيروغليفية قبل عشرة قرون من كشف شامبليون لها.[3]
من أمثلة استخدام التعمية قديما هو ما ينسب إلى يوليوس قيصر من استعمال ما صار يعرف الآن بخوارزمية ROT13 لتعمية الرسائل المكتوبة باللاتينية التي يتبادلها مع قواده العسكريين، و هو أسلوب تعمية يُستبدل فيه كل حرف بالحرف الذي يليه بثلاثة عشر موقعا في ترتيب الأبجدية اللاتينية، مع افتراض أن آخر حرف في الأبجدية يسبق الأول في حلقة متصلة.
مصطلح التعمية
أستعمل العرب هذا المصطلح كناية عن عملية تحويل نص واضح إلى نص غير مفهوم باستعمال طريقة محددة، يستطيع من يفهمها ان يعود ويفهم النص. غير ان في الوقت الحالي كثر استعمال مصطلح التشفير.
إستعمالات حديثة
في العصر الحديث فإن آلة إنجما التي استخدمها الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية يعد أبرز مثال على استخدام التعمية لتحقيق تفوق على العدو في مجال الاتصالات، و كانت الأبجاث التي جرت بشكل منفصل في كل من المؤسستين العسكريتين الأمريكية و البريطانية في سبعينيات القرن العشرين فتحا جديدا فيما صار يعرف الآن بتقنيات التعمية القوية المعتمدة على الحوسبة، و ارتبطت التعمية بعلوم الجبر و نظرية الأعداد و نظرية التعقيد و نظرية المعلوميات.
توسع نطاق تطبيقات التعمية كثيرا في العصر الحديث بعد تطور الاتصالات و حدوث ثورة الاتصالات بما تتطلبه أحيانا من استيثاق و حاجة إلى ضمان عدم التنصت و منع التجسس و القرصنة الإلكترونيين و تأمين سبل التجارة الإلكترونية.
تعد تقنيات التوقيع الرقمي و التصويت الالكتروني و النقد الرقمي تطبيقات عملية معتمدة على التعمية.
مراجع
1^ كتاب THE CODEBREAKERS ل David Kahn صفحة 93
2^ كتاب Kahn on Codes ل صفحة 41 David Kahn
3^ علم التعمية و استخراج المعمى عند العرب
المفضلات