**ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، وكان الصالحون
إذا دخل شعبان فتحوا مصاحفهم وقرأوا فيها، وكانوا يقولون عن شهر شعبان شهر القراء، وكان بعضهم إذا اقبل شعبان
أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن، وكانوا يقولون: “طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان”.
ويحرص الصالحون على إخراج زكاة أموالهم في شعبان لأنها من خير الطاعات في شهر يرفع فيه الله عملهم، وكان
لإخراجهم زكاة أموالهم في شعبان غرض آخر هو أن يعينوا غيرهم على طاعة الله وعبادته في رمضان.
وقيامك ليل شعبان مقدمة لازمة لك لإصلاح قيام رمضان، وهو مقدمة بلوغك حلاوة القيام في رمضان، تلك الحلاوة
التي يتحرق لها قلب المؤمن العابد حين يفقدها بعدما يذهب رمضان.
وإصلاح صلاتك المكتوبة وزيادة صلاتك من النافلة، وحرصك على الجماعة وعلى الصلاة في المسجد وعلى الصلاة
في أول أوقاتها، وأن تصل رحمك وأن تبر والديك وأن تعطي مما أفاء الله عليك المحتاجين وأن تبدأ بالأقربين، وأن تكون
راجعا إلى الحق، وأن تصلح بيتك وأسرتك وأولادك، وان تكثر من ذكر الله وأن تكثر من الدعاء، وتكثر من الصلاة
على نبيك رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والإسراع إلى كل ما هو خير، وعلى الجملة تكثر من الأعمال الصالحة،
وكل ذلك تحضير لصلاح أمرك كله في رمضان، ويدخلك في حلقة الفائزين بإذن الله وفضله برمضان، فأبشر برمضان
يا من قمت بحق شعبان، واستبشر بقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال:
“كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان يقول: قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب
عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من
حرم خيرها فقد حرم”، فلا تضيع شعبان فتحرم نفسك من رمضان، وطوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان.**
ما شاء الله عليك يا أخي مشهور على هذا الطرح الموفق بأذن الله .
ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، وكان الصالحون
إذا دخل شعبان فتحوا مصاحفهم وقرأوا فيها، وكانوا يقولون عن شهر شعبان شهر القراء، وكان بعضهم إذا اقبل شعبان
أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن، وكانوا يقولون: “طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان”.
المفضلات