نفى مدير الأمراض غير السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد الطراونة أية زيادة غير طبيعية في معدلات الإصابة بالسرطان في المملكة .
وكشف التقرير الأخير -الثاني عشر- لوبائية السرطان والذي أطلقته وزارة الصحة اول من أمس في مؤتمر صحفي أن إجمالي حالات السرطان المسجلة بالمملكة بلغت ( 5826 ) إصابة.
وقال الطراونة في لقاء مع الرأي ان التقرير يؤكد تسجيل (4332 ) إصابة بين الأردنيين أي ما نسبته ( 4ر74% ) من إجمالي الحالات المسجلة بزيادة بلغت( 134 ) إصابة عن العام السابق في حين بلغ أجمالي الحالات لغير الأردنيين ( 1494 ) اصابة .
وحول توزيع الإصابات بالنسبة الى الجنس قال الطراونة : سجل ( 2048 ) اصابة للذكور و ( 2284 ) للإناث (...) فيما بلغ معدل الإصابة الخام لكل مائة ألف من السكان ( 5ر75 ) مقارنة ب ( 75 ) للعام السابق أي بزيادة ( 5ر0 ) لكل مائة ألف وهي في حدودها الطبيعية ، أما معدل الإصابة المعاير فبلغ ( 4ر129 ) لكل مائة ألف من السكان مقارنة ب ( 6ر126) للعام السابق وهي مماثلة لمعدلات الإصابة في الدول العربية لا بل اقل من بعضها واقل بثلاثة إلى خمسة أمثال معدلات الإصابة في الدول الغربية .
وأكد الطراونة إن متوسط العمر عند تشخيص السرطان هو ( 59 ) عاما للذكور و ( 53 ) عاما للإناث وهو مماثل للدول العربية ولكن اصغر بحوالي ( 10 ) سنوات لما هو عليه في البلدان الأوروبية .
وقال أن السجل الوطني للسرطان الذي يتمتع بعضوية الاتحاد الدولي للسرطان و الاتحاد العالمي للسجلات السرطانية قد اجتاز كافة معايير الموثوقية والمصداقية التي قام بها فريق الخبراء من الاتحاد العالمي للسرطان ، ولضمان استمرارية وديمومة مصداقية ودقة البيانات المسجله فقد أنهت مديرية الأمراض غير السارية خطة إعادة تأهيل ضباط الارتباط في مستشفيات القطاع العام والخاص والمختبرات ذات العلاقة من خلال عدة دورات تدريبية وورش عمل شارك بها ( 60 ) ضابط ارتباط تضمنت التدريب على بروتوكولات ومعايير استنباط وترميز مرض السرطان بالإضافة إلى التدريب العملي على الدليل الإرشادي للتحري وتسجيل حالات السرطان المعتمد من أل ( IACR ).
وقد اعتمد التقرير السنوي لهذا العام مبدأ التحري النشط عن حالات السرطان والتي تضمنت إجراء ثلاث جولات ميدانية لفرق السجل الوطني للسرطان إلى كافة مستشفيات المملكة في القطاعين العام والخاص و المختبرات ذات العلاقة بالإضافة إلى التبليغ الذاتي من ضباط الارتباط في كافة مستشفيات المملكة.
واكد الطراونة أنه اعتبارا من العام الجاري سيتم إصدار تقرير وبائية السرطان سنويا وليس مرة كل سنتين وبذلك يكون السجل الأول إقليميا الذي يصدر تقريره سنويا .
واشار الى أن الأردن من البلدان التي تشهد انتقالا من وبائية الأمراض السارية إلى وبائية الأمراض غير السارية ( امراض القلب والتوتر الشرياني / ارتفاع الضغط والسكري والسمنة ) وذلك بعد أن حققت برامج الرعاية الصحية الأولية نجاحا ملحوظا في الحد والقضاء على بعض الأمراض السارية مثل (شلل الأطفال والكوليرا والدفتيريا) والتي كانت من أهم أسباب الوفيات في الأردن إلا أن تغير أنماط المعيشة لدى المواطنين والاتجاه نحو المدنية أكثر وغياب النشاط البدني وقلة الحركة واعتماد أنماط غذائية غير صحية وارتفاع معدلات الاصابة بزيادة الوزن والسمنة وزيادة نسبة المدخنين بالإضافة إلى زيادة العمر للمواطن الاردني حيث زاد العمر المتوقع ليصل إلى حوالي ( 4ر74 ) سنة عند النساء و ( 6ر71 ) سنة عند الرجال كل هذه الأسباب عجلت من تغيير الخارطة الوبائية نحو الأمراض غير السارية ( المزمنة) ومن ضمنها السرطان.
وحول نمطية الإصابة بالسرطان بين الدكتور الطراونة أن سرطان الثدي ما زال يحتل المرتبة الأولى بين سرطانات الإناث منذ انشاء السجل الوطني للسرطان في عام 1996 حيث بلغ عدد الحالات المسجلة ( 817 ) حالة مقارنة ب ( 749 ) للعام السابق .
وعزا الدكتور الطراونة الزيادة في عدد حالات سرطان الثدي لتطبيق برامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وقال : نتوقع ازدياد عدد الإصابات في الأعوام المقبلة ولكن ستكون في المراحل المبكرة من الإصابة بالمرض نتيجة للنشاطات المكثفة للبرنامج الأردني لسرطان الثدي والذي بدئ به بشكل تدريجي قبل ثلاثة اعوام حيث اشتملت نشاطاته على حملات توعوية وبرامج وندوات تثقيفية حول أهمية الكشف المبكرعن سرطان الثدي والتي هدفت إلى حث السيدات على ممارسة وإجراء الفحص الذاتي ( الشهري ) للثدي واجراء فحوصات الماموغرام ( الفحص الشعاعي للثدي ) واجراء الفحص السريري للثدي للفئة المستهدفة من السيدات .
وأضاف الدكتور الطراونة أن البرنامج الأردني لسرطان الثدي يمثل نموذجا للشراكة التكاملية المتبادلة بين الوزارة ومؤسسة الحسين للسرطان ومركز الحسين للسرطان والقطاعات الصحية الأخرى .
وحسب السجل شكل سرطان الثدي ما نسبته ( 8ر35% ) من أجمالي سرطانات الإناث مقارنة ب ( 8ر34 % ) للعام السابق وما نسبته ( 1ر19% ) من جميع حالات السرطان في حين احتل سرطان القولون والمستقيم المرتبة الثانية وبلغ عدد الحالات الجديدة المسجلة بين الإناث ( 242 ) حالة أي ما نسبته (6ر10%) واحتل سرطانات الرحم المرتبة الثالثة حيث تم تسجيل (125 ) حاله ما نسبته (5ر5% ) أما بالنسبة لسرطانات الذكور فقد احتل سرطانات القولون والمستقيم المرتبة الأولى و سجلت ( 280 ) حالة ما نسبته ( 7ر13% ) فيما احتل سرطان الرئة المرتبة الثانية حيث سجلت ( 243) حالة ما نسبته ( 9ر11% ) بالاضافة الى تسجيل( 54 ) حالة سرطان رئة بين الاناث و تبين ان ( 72% ) من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين .
واكد الطراونة ان التدخين هو القاتل الرئيسي بين الاردنيين مشيرا بذلك الى المسوحات الوطنية التي اجرتها وزارة الصحة بينت ان حوالي 50% من الاردنيين الذكور من الفئة العمرية 18 سنة فما فوق هم مدخنون وحوالي 6% من الاناث مدخنات وان الفئة الاكثر خطورة هي فئة المراهقين حيث تبين ان حوالي 48% قد بدأوا التدخين في عمر اقل من 18 سنة ، اما سرطانات الأطفال للفئة العمرية 15 سنة واقل فبلغ عدد الحالات الجديدة والمسجلة (198) حالة ما نسبته (6ر4%) من مجموع كافة أنواع السرطانات وشكلت سرطانات الدم ما نسبته (29%) تلتها سرطانات الدماغ والأعصاب بنسبة (67% ) أما من حيث عدد الحالات الجديدة ألمسجلة ما زالت العاصمة تحتل المرتبة الأولى حيث تم تسجيل 2497 حالة أي ما نسبته 6ر57 % من الحالات المسجلة تلتها محافظة إربد 627 ما نسبته ( 5ر14% ) ثم محافظة الزرقاء 464 حالة بنسبه ( 7ر10 % ). أما معدل الإصابة الخام لكل مائة ألف من السكان فبلغ أعلى معدل في العاصمة عمان ( 6ر112) لكل مائة ألف من السكان وأدنى معدلات إصابة سجلت في محافظة الطفيلة ( 7ر33 ) لكل مائة الف مواطن منوها ان معدلات الاصابة في محافظات اقليم الجنوب كانت ادنى معدلات اصابة في المملكة وتراوحت بين 33-46 اصابة لكل مائة الف مواطن .
واضاف الدكتور الطراونة قائلا ما زال السرطان في الاردن يعتبر المسبب الثاني للوفيات بعد الامراض القلبية والوعائية حيث ان حوالي 5ر14% من الوفيات تعود للسرطان و( 15% ) من الوفيات بسبب السرطان تعود للاصابة بسرطان الرئة وحوالي ( 10% ) بسبب الإصابة بسرطان الثدي .
وفي رده على سؤال حول مستوى الوعي لدى الإناث الأردنيات حول سرطان الثدي قال الدكتور الطراونة : ان مستوى الوعي حول اهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي بدأ يتحسن تدريجيا وذلك من خلال الاقبال الملحوظ من السيدات على اجراء الفحص السريري للثدي واجراء الفحص الشعاعي/ الماموغرام / الا ان حاجز الخوف من المرض ما زال يسيطر على فئة من المرضى بالرغم من البرامج الصحية التوعوية الموجهة والحملات الوطنية التي تتم بالتعاون مع البرنامج الاردني لسرطان الثدي .
وحول نسبة حالات سرطان الثدي التي تكتشف في مراحل متأخرة بين الدكتور الطراونة ان هناك دراسات تجرى سنويا في مركز الحسين للسرطان وإحدى هذه الدراسات التي أجريت في عام 2005 والتي اشارت إلى أن ثلثي حالات سرطان الثدي تقريبا تكتشف في المرحلتين ( الثالثة والرابعة ) من المرض أي المراحل المتقدمة من انتشار المرض وهي مماثلة لنتائج دراسة أجراها السجل الوطني للسرطان في نفس العام وهذه كانت احد المبررات الأساسية لتبني البرنامج الأردني لسرطان الثدي إلا أن احصائيات التقرير السنوي لهذا العام بينت انخفاض نسبة الحالات المسجلة في المراحل المتقدمة من المرض من 67% الى 35 % مقابل زيادة نسبة الحالات المكتشفة في المرحلتين الأولى والثانية من المرض وهذا إحد مؤشرات نجاح البرنامج الأردني لسرطان الثدي .
وحذر الدكتور الطراونة من ان يتضاعف عدد حالات الاصابة بالسرطان بعد 10 سنوات وقد يصل الرقم الى حدود ال 10 الاف اصابة جديدة سنويا اعتبارا من عام 2020 ما لم يتم اتخاذ اجراءات وقائية على المستوى الوطني وان مرض السرطان سيسبب عبئا ماديا اضافيا نظرا لارتفاع كلفة علاج مريض السرطان والتي متوقع ان ترتفع ايضا عالميا نظرا لارتفاع اسعار ادوية السرطان وتطور بروتوكولات المعالجة .
وحول اهمية تبني خطة وطنية لمكافحة السرطان في المملكة افاد الدكتور الطراونة بانه تم تشكيل لجنة وطنية توجيهية عليا لمكافحة السرطان برئاسة وزير الصحة وممثلين عن القطاعات الصحية المختلفة في المملكة وتبنى الاردن الخطة المعتمدة من منظمة الصحة العالمية والتي اقرت في الاجتماع الاقليمي العام الماضي الا انه وبالرغم من توفر البنية التحتية ومكونات البرنامج الوطني لمكافحة السرطان الا ان الجهود المبذولة في هذا المجال ما زالت تتم بصورة مبعثرة مما يستلزم لملمة الاجراءات الحالية وتبني مثل هذه الخطة وقد يكون الحل الامثل ايجاد برامج وطنية على غرار البرنامج الاردني لسرطان الثدي وان تركز هذه الخطة على محاور الوقاية والكشف المبكر والجانب العلاجي بالاضافة الى جانب الرعاية التلطيفية وان تشارك محتلف القطاعات الصحية في اعداد محاور هذه الخطة والاهم من ذلك هو تحديد الادوار الرئيسية لكل قطاع واشراك كافة القطاعات الصحية في المملكة بالاضافة الى القطاعات غير حكوكية ومؤسسات المجمتع المدني لتنفيذ انشطة اية خطة وطنية لمكافحة السرطان .
رد مع اقتباس
المفضلات