منال القبلاوي - لم تعد البصبصة والمعاكسات بالإكراه تنال من الفتيات ذوات الجينزات الضيقة والبلايز القصيرة فقط فقد امتد الامر ليطول كل الفتيات بغض النظر محجبة ام لا ،عزباء ام متزوجة ، صبية ام سيدة ، تمشي في الشارع او تتسوق في احد المولات . فالجميع يتعرضن للمعاكسات .
تقول السيدة (هيا ) أم لثلاثة أطفال تعرضت قبل عدة أيام لحادثة معاكسة في احد المولات حيث كنت برفقة زوجي وأطفالي وقام الشاب المعاكس بسؤالي حول احد المشتريات ثم أكد انه راني من قبل إلى أن قام بملاحقتي في كل مكان بالمول مستغلا ذهاب زوجي لشراء احد الحاجيات وحده .
وتتابع ورغم ان أطفالي معي فقد حاول أكثر من مرة اخذ رقم هاتفي الخلوي مؤكدا انه سيتصل كصديق ليس إلا .مما جعلني أخافه لملاحقته لي وكثرة إلحاحه بطلب الرقم .
فيما تؤكد ( سامية) أم لاربعة أطفال أنها تتعرض يوميا لمعاكسات سائقي السيارات لها أثناء خروجها من العمل وانتظارها زوجها في الشارع ليوصلها للبيت. مؤكدة ان اغلب السيارات المارة سواء كان السائق شابا او كبير السن يبدأون حال رويتها واقفة وحدها في وقت الظهر باضاءة مصابيح السيارة لها والتهدئة من السرعة عند الاقتراب من المكان الواقفة فيه وحتى ان البعض يسألها بدك توصيلة . مشيرة الى انه لا حجابها ولا سنها ولا حتى حملها احيانا لاكياس الخضار والفواكه يمنع الشباب من معاكستها .
وتشير الطالبة الجامعية ( ألاء ) إلى أن احد الشباب اعتاد على أن يمشي خلفها يوميا من موقف حافلات المجمع وحتى بيتها القريب من المجمع الجديد في شارع الأردن وهو يسمعها العديد من العبارات المنوعة بين النكت و المغازلات .منوهة أنها باتت تخشاه وتود إخبار أهلها عنه حتى لا يصيبها بمكروه .
فيما يرفض الشاب( محمد ) خروج أخته (مي ) طالبة الثانوية العامة من البيت بدون وجود الأهل معها لمعرفته بأساليب معاكسات الشباب في الشوارع العامة وخوفه من تعرضها لهذه المعاكسات التي وفقا له تتنوع بين اللحاق بالفتاة وإسماعها بعض التعليقات أو محاولة تكرار رقم موبايل أمامها أو حتى رمي ورقة بالرقم .
وقد تعددت طرق المعاكسات وتفنن فيها الشباب أيما تفنن، فبين غمز بالعين، أو همز ولمز باللسان، أو ابتسامة ناعمة، أو نكتة طريفة، أو تعليقا ظريفا أو البدء بسؤال بريء لفتح الحوار إضافة إلى وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف والشات وغرف الدردشة .
إلا أن السؤال الأهم في هذه القضية :أي الطرفين هو المسئول عن انتشار ظاهرة المعاكسة؟ هل نلوم الشباب أم نلوم الفتيات ؟
ويرى اختصاصي الطب النفسي الدكتور محمد الحباشنة في المعاكسة أنها سقوط الإنسان من المستوى المعرفي الإنساني إلى المستوى الحيواني .
ويؤكد الحباشنة في تصريح سابق له أن الشخص المعاكس يتخلى عن ميزته بوجود قشرة دماغية متطورة لديه لها علاقة بالقيم والمثل ويصر على التعامل بالمستوى الهرموني الموجود في الكائنات الأخرى .ويلفت أن المعاكسات و التحرشات علة أخلاقية أكثر منها نفسية وغالبا ما يلجأ لهذا التصرف الأشخاص الذين تتدنى ثقتهم بنفسهم ولا تتوفر لديهم القدرة على إقامة علاقات سوية . ويؤشر على سذاجة المعاكسين حيث يعتقدون أن الفتاة غير المحجبة أو التي تتعامل مع الآخرين ببساطة أو التي تخرج للعلم أو العمل تتقبل المعاكسات .
في الماضي درج في اكثر من دولة عربية ، الحكم بعقوبة التجريس على كل شخص يتم القبض عليه وهو يرتكب أفعالاً مُخلة بالآداب في الطريق العام، وذلك بجعله يركب فوق ظهر الحمار بالمقلوب، ويسير به في الطريق العام حيث يمشي بجواره شخص وهو يدق جرسا وينادي بأعلى صوته: يا أهل الحي..فلان ابن فلان فعل كذا وكذا فتصبح فضيحته مدوية! وفي الصين -على سبيل المثال - يعاقب كل من يقبض عليه متلبسا بجريمة معاكسة بتقريع رأسه، وفي بعض دول الخليج يقومون بنشر صور المعاكسين على صفحات الجرائد، مما يسبب الفضيحة لهم ولأسرهم ، وهناك بعض الدول التي تستخدم شرطة الآداب.
ومحليا تنص المادة 320 من قانون العقوبات على أن كل من فعل فعلا منافيا للحياء ، وأبدى إشارة منافية للحياء في مكان عام يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 6 شهور أو بغرامة لا تزيد 50 دينارا.
وللحد من هذه الظاهرة، يشير الموقع الالكتروني - منتدى المحيط - الى ان الأمر يحتاج إلى جهود متكاتفة. فلابد من شغل أوقات فراغ الشباب، والتركيز على التوجهات الأخلاقية، وتوجيه الشباب لاختيار الصحبة الصالحة، وتيسير الزواج على الشباب ومعالجة مشكلة البطالة ، و محاولة تقليل استخدام الشباب للشات الوسيلة الابرز لانتشار هذا الأمر أو الحد منه ومعالجته ، وإصلاح وسائل الإعلام لتكون معاول بناء، وهذا كله لن يتأتى بدون وجود العقاب الرادع لمن تُسوّلُ له نفسه الوقوع في مثل هذا المسلك المُشين.
و للمعاكسات تسميات مختلفة في البلدان العربية ففي الاردن تسمى ( تحرش وتزبيط ) وفي سوريا تسمى( تأميط) وفي السعودية (ترقيم) وفي لبنان (تلطيش) وفي مصر( معاكسة) .
المفضلات