وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا
33 - (وكواعب) جواري تكعبت ثديهن جمع كاعب (أترابا) على سن واحد جمع ترب بكسر التاء وسكون الراء
أي وحورا كواعب قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد "كواعب" أي نواهد يعنون أن ثديهن نواهد لم يتدلين لأنهن أبكار عرب أتراب أي في سن واحد كما تقدم بيانه في سورة الواقعة قال ابن أبي حاتم حدثنا عبدالله بن أحمد بن عبدالرحمن الدستكي حدثني أبي عن أبي سفيان عبدالرحمن بن عبدالله بن تيم حدثنا عطية بن سليمان أبو الغيث عن أبي عبدالرحمن القاسم بن أبي القاسم الدمشقي عن أبي أمامة أنه سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن قمص أهل الجنة لتبدو من رضوان الله وإن السحابة لتمر بهم فتناديهم يا أهل الجنة ماذا تريدون أن أمطركم؟ حتى إنها لتمطرهم الكواعب الأتراب".
إن للذين يخافون ربهم ويعملون صالحًا, فوزًا بدخولهم الجنة. إن لهم بساتين عظيمة وأعنابًا, ولهم زوجات حديثات السن، نواهد مستويات في سن واحدة, ولهم كأس مملوءة خمرًا. لا يسمعون في هذه الجنة باطلا من القول، ولا يكذب بعضهم بعضًا.
33- "وكواعب أتراباً" الكواعب جمع كاعبة: وهي الناهدة، يقال: كعبت الجارية تكعب تكعيباً وكعوباً، ونهدت تنهد نهوداً، والمراد أنهم نساء كواعب تكعبت ثديهن وتفلكت: أي صارت ثديهن كالكعب في صدورهن. قال الضحاك: الكواعب العذارى. قال قيس بن عاصم: وكم من حصان قد حوينا كريمة وكم كاعب لم تدر ما البؤس معصر وقال عمر بن أبي ربيعة: وكان مجني دون مــا كنت أتقي ثــلاث شخوص كــاعبـات ومعصر والأتراب: الأقران في السن، وقد تقدم تحقيقه في سورة البقرة.
--------------------------------------------------------------------------------
(وكواعب)وهن الفتيات الناهدات اللواتي استدارت ثديهن(أترابا)متوافيات السن والجمال .
ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس { كَوَاعِبَ } وهي: النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن .
{ والأَتْرَاب } اللاتي على سن واحد متقارب، ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، في أعدل سن الشباب .
كواعب : جمع كاعب وهي الناهد ; يقال : كعبت الجارية تكعب كعوبا , وكعبت تكعب تكعيبا , ونهدت تنهد نهودا . وقال الضحاك : ككواعب العذارى ; ومنه قول قيس بن عاصم : وكم من حصان قد حوينا كريمة ومن كاعب لم تدر ما البؤس معصر والأتراب : الأقران في السن . وقد مضى في سورة " الواقعة " الواحد : ترب .
والكواعب: اللاتي فلكت ثديهن وهن النواهد والأتراب اللدات:
وقوله: (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) يقول: ونواهد في سنّ واحدة.
وبنحو الذي قلنا قي ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (وَكَوَاعِبَ) يقول: ونواهد. وقوله: (أَتْرَابًا) يقول: مُسْتَوِيَات.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) يعني: النساء المستويات.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) قال: نواهد أترابا، يقول: لسن واحدة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، ثم وصف ما في الجنة قال: (حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا)(وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) يعني بذلك النساء أترابا لسنٍّ واحدة.
حدثني عباس بن محمد، قال: ثنا حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: الكواعب: النواهد.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) قال: الكواعب: التي قد نهدت وكَعَبَ ثديها، وقال: أترابا: مستويات، فلانة تربة فلانة، قال: الأتراب: اللِّدات.
حدثنا نصر بن عليّ، قال: ثنا يحيى بن سليمان، عن ابن جريج، عن مجاهد (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) لِدَّات.
{ حدائق وأعنابا }
{حدائق} والحدائق البساتين من النخيل وغيرها، {وأعناباً وكواعب أتراباً} أي وحوراً كواعب، قال ابن عباس ومجاهد: {كواعب} أي نواهد، يعنون أن ثديهن نواهد لم يتدلين، لأنهن أبكار (عرب أتراب) أي في سن واحد، كما تقدم بيانه في سورة الواقعة، روى ابن أبي حاتم، عن أبن أبي القاسم الدمشقي، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "إن قمص أهل الجنة لتبدو من رضوان اللّه، وأن السحابة لتمر بهم فتناديهم: يا أهل الجنة ماذا تريدون أن أمطركم؟ حتى إنها لتمطرهم الكواعب الأتراب" (رواه ابن أبي حاتم).
{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } * { حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً } * { وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } * { وَكَأْساً دِهَاقاً } * { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً } * { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } * { رَّبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } * { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } * { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً } * { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }
شرح الكلمات:
{ إن للمتقين } : أي الذين اتقوا الشرك والمعاصي خوفا من ربهم وعذابه.
{ مفازا } : اي مكان فوز ونجاة وهو الجنة.
{ حدائق وأعنابا } : أي بساتين وأعنابا.
{ وكواعب } : أي شابات تكعبت ثديهن الواحدة كاعب والجمع كواعب.
{ أترابا } : أي في سن واحدة وأتراب جمع واحدة تِرب.
{ وكأسا دهاقا } : أي خمرا كأسها ملأى بها.
{ لا يسمعون فيها } : أي في الجنة لغوا اي باطلا ولا كذبا من القول.
{ عطاء حسابا } : أي عطاء كثيرا كافيا يقال أعطاني فأحسبني.
{ يوم يقوم الروح } : ملك عظيم يقوم وحده صفا والملائكة صفا وحدهم.
{ مآبا } : أي مرجعا سليما وذلك بالإِيمان والقتوى إذ بهما تكون النجاة.
{ ما قدمت يداه } : أي ما أسلفه في الدنيا من خير وشر.
{ يا ليتني كنت ترابا } : أي حتى لا أعذب وذلك يوم يقول الله تعالى للبهائم كوني ترابا وذلك بعد الاقتصاص لها من بعضها بعضا.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء المستلزمة لعقيدة التوحيد والنبوة بعد أن ذكر تعالى حال الطغاة الفجار وبين مصيرهم غاية البيان ثنّى بذكر المتقين الأبرار وبين مصيرهم وأنه جنات تجري من تحتها الأنهار فقال وقوله الحق وخبره الصدق { إن للمتقين مفازا } أي مكان فوز ونجاح وبيّنه بقوله حدائق أي بساتين وأعنابا وكواعب جمع الفتاة ينكعب ذديها اي يستدير ويرتفع كالكعب وذلك عند بلوغها وقوله في وصفهن { أترابا } جمع ترب أي في سن واحدة دون الثلاثين سنة { وكأسا دهاقا } اي كأس خمر ملأى { لا يسمعون } اي في الجنة { لغوا ولا كذابا } لا قولا باطلا ولا كذابا. وقوله تعالى { جزاء من ربك عطاء حسابا } اي جزاهم ربهم بذلك فجعله عطاء كافيا ووصف الجبار نفسه تعليما وتذكيرا فأبدل من قوله منربك: قوله { رب السموات والأرض وما بينهما } اي مالكهما والمتصرف فيهما { الرحمن } رحمان الدنيا والآخرة ورحيمها { لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح } ملك عظيم لا يقادر قدره وحده صفا { والملائكة صفا } هنا لا يملك أحد من الخلق { من الرحمن خطابا } وقوله { لا يتكلمون } بيد يديه { إلا من أذن له الرحمن وقال } قولا { صوابا } وفي الصحيح أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم هو أول من يكلم الله عز وجل في الموقف حيث يأتي تحت العرش فيخر ساجدا فلا يزال ساجدا يحمد الله تعالى. بمحامد يلهما ساعتئذ فيقول له الرب تعالى ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع وقوله تعالى { ذلك اليوم الحق } الذي لا مرية فيه ولا شك وهو يوم الفصل وبناء عليه فمن شاء اتخذ غلى ربه مآبا اي مرجعا إليه بالإِيمان والطاعة. وقوله تعالى { إنا أنذرناكم عذابا قريبا } اي خوفناكم عذابا قريبا جدا يبتدئ بالموت ولا ينتهي ابدا، وذلك { يوم ينظر المرء ما قدمت يداه } من خير أو شر أي يرى جزاء عمله عيانا إن كان عمله خيراً جزي بمثله وإن كان شرا جزي بمثله. { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } إنه لما يرى البهائم بعد القصاص لها صارت ترابا يتمنى الكافر وهو في عذابه أن لو كان ترابا مثل البهائم ولولا العذاب وشدته ودوامه لما تمنى أن يكون ترابا ابدا.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- بيان كرامة المتقين وفضل التقوى.
2- وصف جميل لنعيم الجنة.
3- ذم الكذب واللغو وأهلهما.
4- بيان شدة الموقف وصعوبة المقام فيه.
5- تقرير عقيدة البعث والجزاء.
6- الترغيب في العمل الصالح واجتناب العمل السيء الفاسد.
( وَكَوَاعِبَ ) نواهد ( أَتْرَاباً ) لدات مستويات في السن .
"وكواعب"، جواري نواهد قد تكعبت ثديهن، واحدتها كاعب، "أتراباً"، مستويات في السن.
{ وكَواعِبَ أَتْراباً } في الكواعب قولان :
أحدهما : النواهد ، قاله ابن عباس .
الثاني : العذارى ، قاله الضحاك ، ومنه قول قيس بن عاصم :
وكم مِن حَصانٍ قد حَويْنا كريمةٍ ... ومِن كاعبٍ لم تَدْرِ ما البؤسُ مُعْصر
وفي الاتراب أربعة أقاويل :
أحدها : الأقران ، قاله ابن عباس .
الثاني : الأمثال ، قاله مجاهد .
الثالث : المتصافيات ، قاله عكرمة .
الرابع : المتآخيات ، قاله السدي .
وعذارى نواهد مُتَماثلات فى السن .
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ:"﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾، قَالَ: مُنْتَزِهًا، ﴿وَكَوَاعِبَ﴾، قَالَ: نَوَاهِدَ، ﴿أَتْرَابًا﴾، قَالَ: مُسْتَوَيَاتٌ، ﴿وَكَأْسًا دِهَاقًا﴾، قَالَ: مُمْتَلِئًا".
{لا يسمعون فيها لغواً} لا يسمعون في الجنة لغواً أي كلاماً باطلاً لا خير فيه. {ولا كذاباً} أي ولا كذباً فلا يكذبون، ولا يكذب بعضهم بعضاً، لأنهم على سرر متقابلين قد نزع الله ما في صدورهم من غل وجعلهم أخواناً.
{وكواعب أترابا}.
وثالثها: قوله تعالى: {وكواعب أترابا} كواعب جمع كاعب وهي النواهد التي تكعبت ثديهن وتفلكت أي يكون الثدي في النتوء كالكعب والفلكة.
{وَكَوَاعِبَ}، أي نساء تكعبت ثديهن {أَتْرَاباً}، أي مستويات في السن على ثلاث وثلاثين سنة.
وكواعب يعنى النساء الكاعبة يعنى عذارى يسكن في الجنة للرجال وقسموا لهن أترابا يعنى مستويات على ميلاد واحد بنات ثلاث وثلاثين سنة وذلك أن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة قام ملك على قصر من ياقوت شرفه كاللؤلؤ المكنون فينادى بصوت رفيع يسمع أهل الجنة أولهم وآخرهم وأسفلهم وأعلاهم فيقول أين الذين كانوا نزهو ا أسماعهم عن قينات الدنيا ومعازفها قال ويأمر الله عز وجل جوارى فيرفعن أصواتهن جميعا
-" وكواعب " نساء فلكت ثديهن" أتراباً " لدات .
وإن لهم - أيضا - ( وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً ) أى : فتيات فى ريعان الشباب ، قد تقاربت أعمارهن ، وتساوين فى الجمال والنضارة وحسن الهيئة .
فالكواعب ، جمع كاعب ، وهى الفتاة التى وصلت إلى سن البلوغ ، وسميت بذلك لأنها فى تلك السن يتكعب ثدياها ، أى : يستديران مع ارتفاع . .
والأتراب ، جمع تِرْبِ - بكسر التاء وسكون الراء - وهو المساوى لغيره فى السن ، وأكثر ما يطلق هذا اللفظ على الإِناث . قيل : سمى من تقاربن فى السن بذلك ، على سبيل التشبيه بالترائب ، أى : بالضلوع التى فى الصدر فى التساوى . .
{ وَكَوَاعِبَ } جمع كاعب وهي المرأة التي تكعب ثدياها واستدار مع ارتفاع يسير ويكون ذلك في سن البلوغ وأحسن التسوية { أَتْرَاباً } أي لذات ينشأن معاً تشبيهاً في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر أو لوقوعهن معاً على التراب أي الأرض وفي بعض التفاسير نساء الجنة كلهن بنات ست عشرة سنة ورجالهن أبناء ثلاث وثلاثين .
{ وَكَوَاعِبَ } نواهد « ع » أو عذارى { أَتْرَاباً } أقراناً أو أمثالاً أو متصافيات أو متواخيات .
{ وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } من جواري الجنة ، عذارى متقاربات في السن .
المفضلات