00(00(00(
مبللٌ أنت برائحة الملح
رمالك دافئة
أغوتني بالاستلقاء على شواطئك
ثم قررتُ البقاء فيك للأبد
**
قبلكَ لم أكن أجرؤ على فتح نافذة صومعتي
كنتُ أشعر بأنفاسي الرطبة تملأ محيطي و دخان سجائري و دموعي تتبخر مع هواء الكمبيوتر الساخن .. كل تلك الأشياء كنت أُغلق عليها نافذتي لأحتفظ بذاتي حتى لا تطير مع النسمات الطازجة للهواء..!
كان ذلك هو كل ما أملكُ قبلكَ
طفلةٌ بائسة كنت , لكنني أتقنُ التظاهر بالحياة حينما تضطرني الظروف للإنتقال خارج صومعتي
كنتُ أمارس التظاهر بكل شيئ تعيشه أي فتاة في عمري
لكنني كنتُ أظل خارج دائرة التواصل الطبيعية..!
التخبط هو الوصف التفصيلي لحياتي القديمة
كنتُ أحاولُ أن أستعيد بعض طباعي من أشيائي القديمة , لكن شجرة لبلاب لعينة و ميتة منذ أعوام , تطاردني لكي تلتفُ حول روحي و تخنقها..
كنت أفتح كُتبي القديمة في محاولات غبية كي ألملم روحي الممزقة في كل القديم , لأجد بقايا زهرة تتساقط , كنتُ يوما وضعتها لتجف ..
(تلك المحاولات الطفولية لاقتناص لحظاتنا الهاربة )
أرتدي فستاناً قديماً لتصفعني رائحة (برفاني) القديم الذي لم أشتره منذ انقطاع خيط الحياة
محاولات الاتصال بأصدقاء قدامى , لأجد أن التغيير يطول الأشخاص كما يطول الأشياء
لذا كنتُ دوماُ أعود إلى صومعتي عالمةً أنها المكان الوحيد الذي يحتويني حتى لو خنقني العطن..!
**
أتتذكر كل حكاياتي التي لم أحكها لسواك في بداية تعارفنا؟
لا أعلم يومها لماذا حكيت
لكنك تعرفُ أنني كنتُ أمارس كل عادات القدماء في اقتناص أبدية الأشياء الميتة \ تبجيل الموت
كنتُ أجيد تحنيط الذكريات , لأبثُ فيها الحياة من جديد
لكن كيف لميتة أن تبث الروح في موتى؟؟
....
المياه الراكدة كانت تستهويني
تعودتُ الهواء العطن
فالتعود طلاؤه باهت
مغمورٌ في مياه راكدة
و كل محاولات اغرائي بماءٍ جارٍ \ بهواء نقي
كانت تفشل ..
كنتُ يائسة حد قتل كل محاولات الحياة بداخلي..!
...
أتتذكر ذلك اليوم و نحن نعبر الشارع في ميدان طلعت حرب؟
تشبثت بيدك ليس خوفاً من السيارات بالطبع .. فتاة ناضجة مثلي تستطيع عبور الشارع كالقرود
ودون قصد في اغوائك أيضاً, لكنني وددتُ لمس الحياة
جذبني يومها هاجس الحياة من جديد , و لم أر الحياة سوى في لمستك فقط..!
لم أعلم يومها بالتحديد أن الحب شهق بقوة , شهقة الحياة التي يخرجها المواليد في صرخة و بكاء
لكنني آمنتُ بحبك
آمنتُ بالحياة
لأعود يومها ذاهلة من قراري بفتح نافذة صومعتي..!
...
أصبحتُ أخطط ماذا سنفعل خلال الفصول الأربعة القادمة و الألف عام القادمة
أصبحتُ تلميذة مراهقة , كلما وجدتُ شجرة رسمتُ قلباً يحوي أول حروف اسمينا..!
هل كان ظهورك في حياتي حتمية قدرية؟
حتى أغير تصفيفة شعري الكلاسيكية منذ ألف عام ..
ل تسريحة ملكية كانت سائدة في عصور الملكات..!
لقد منحتني صولجان الحكم لتفتح الأزهار و هطول الأمطار
و التحكم في مواقيت أنهار الحياة..
...
حينما سألتني كيف رأيتكَ في ليالينا السرية معاً
لم أعرف كيف أجيبك..!
على الرغم من جرأتي الظاهرية لكنني مازلتُ طفلة في حبك
وجهي يتلون خجلاُ منك
لذا أصابني الصمت يومها
لو كنتُ أستطعتُ التحدث لأخبرتك أنك غسلتَ جروحي بأحلامك
توسدتني كطفلٌ مني ..
ديوان (أمل دنقل) الذي أحضرته كي تُخبرني بطفولة محببة لدي أنه يبدو أن (دنقل) أيضا أحب فتاة بعيون خضراء
و بدأت تقرأ عليّ الأربعة قصائد
كنت لحظتها لا أستمع بقدر ما كنتُ أحبك داخلي بصور جديدة
يومها وجدتُ أنك كل ما أملك في أعوامي الألف القادمة
حتى أنني حلمتُ بلحظات شيخوختنا حينما سأثرثر بجانبك و حينها بحكم السن ستقنعني بأنك تسمعني بتركيز
لأكتشفُ أنك أخذتَ غفوة صغيرة حينها صدقني سأوقظك لأخبرك كم أنك طفل خبيث فعلاً
سنضحك كثيرا لتخبرني أنني أصبحتُ عجوز ثرثارة
لأخبرك بثقة أنني في أوج شبابي و أنك من أصبحتَ عجوز
لكنك مازلتَ الرجل الوحيد الذي أودهُ \أعشقهُ..
و
أحبك
منقول
المفضلات