بسبب استنشاقهما مواد كيماوية وإصابة آخرين
الاردن.. وفاة فتاتين عربيتين في الجفر يضع ملف التلوث البيئي على طاولة المساءلة
■ د. المعاني: الوضع البيئي في مزارع المنطقة سيئ جدا ولابد من استخدام وسائل السلامة العامة والتقيد بتعليمات الرش الآمنة
■ النواصرة: غياب رقابة الجهات المعنية السبب وراء ما جرى ولن يتوقف الأمر عند موت فتاتين
الحقيقة الدولية ـ الجفر ـ كارم الشراري
شكلت وزارة الصحة لجنة تحقيق متخصصة للكشف على المزارع في منطقة الجفر وإجراء الفحوصات المخبرية لمصادر المياه والخضروات الموجودة في تلك المزارع للتأكد من سلامتها.
وتأتي تلك الإجراءات عقب وفاة فتاتين من جنسية عربية تبلغان من العمر ما بين (13 – 16) سنة وحالات مرضية أخرى تمت معالجتها خرجت من مستشفى معان في وقت لاحق.
مصادر مطلعة أكدت أن لجنة حكومية قامت بعمل مسح ميداني شامل وكشف موسع على المزارع في منطقة الجفر التي ظهرت فيها حالات الوفاة والإصابات.
مدير صحة معان الدكتور عبد الرحمن المعاني قال في تصريحات خاصة لـ "الحقيقة الدولية" إنه عند حدوث حالة الوفاة الأولى قام فريق مختص من مديرية الصحة بزيارة منطقة الجفر تبين له أنه لا يتم التخلص من العبوات والأكياس البلاستيكية الفارغة بعد تنفيذ كل عملية رش مبيدات.
وبين المعاني أن العبوات الفارغة والأكياس التي تحتوي على مواد كيماوية متناثرة في أرجاء المزرعة حيث لا توجد طريقة آمنة لحفظ وتخزين المبيدات الحشرية والمواد والأسمدة إضافة إلى عدم توفر شروط السلامة العامة للأشخاص الذين يقومون بعملية رش المبيدات الحشرية.
وأوضح انه عند حدوث حالة الوفاة الثانية قام على الفور بزيارة موقع المزارع ثلاث مرات متتالية وتم تشكيل لجنة من قبل مندوبي مديريات الأمراض السارية في وزارة الصحة إضافة إلى الجهات المعنية، وأن اللجنة المختصة قامت بزيارة المنطقة وشملت جميع المزارع المعنية وقد تم عمل استقصاء وبائي للمنطقة وتم الاطلاع على المبيدات الحشرية ومنتجات المزارع.
وأكد المعاني أن الوضع البيئي في تلك المزارع سيئ جدا ويشكل مكرهة صحية، حيث ينتشر الذباب بكثافة في أماكن السكن المخصص للعاملين فضلا عن تواجد عمال زراعيين في تلك المزارع دون السن القانوني للعمل.
وأضاف المعاني أن اللجنة شاهدت عبوات لحل المبيدات الحشرية وخاصة مادة (اللانيت) الخطر يتم استخدامها في عملية الرش لقتل (الذباب) الذي ينتشر بكثافة في المنطقة، موضحا أنه تم أخذ عينات من تلك العبوات إضافة إلى بعض منتجات المزرعة وعينة من ماء أنبوب الرش الذي يستخدم في المزرعة لرش المبيدات الحشرية.
وأكد المعاني على أنه تمت مخاطبة الجهات ذات العلاقة لمنع السماح بتشغيل الأطفال في العمل الزراعي وضرورة حصول العاملين على تصاريح عمل وشهادات صحية.
ودعا المعاني الجهات ذات العلاقة والمختصة إلى ضرورة تفقد وعمل جولات ميدانية على تلك المزارع وبصورة مستمرة للتأكد من استخدام وسائل السلامة العامة والتقيد بتعليمات الرش الآمنة وعمل حملة تثقيف صحي للمزارعين من خلال ورش العمل والندوات والتوعية الإعلامية.
وقال المعاني إن تقرير الطب الشرعي حدد سبب وفاة الفتاتين اللتين كانتا تعملان في إحدى مزارع منطقة الجفر بتسممهما بمبيد حشري زراعي (لانيت) شديد السمية إثر استخدامهما أواني كانت ملوثة بهذا المبيد.
رئيس بلدية الجفر محمد مليحان النواصرة اعتبر مشكلة التلوث خطيرة جدا وأنها لن تقف عند حالتي وفاة وإصابة أو إصابتين بسبب غياب الرقابة والسلامة العامة على هذه المزارع من قبل الجهات المعنية خصوصا وان هناك نحو (40) مزرعة كبيرة منتشرة في المنطقة.
وأوضح النواصرة بأن هذه المزارع ومستثمريها جلبوا لأهالي المنطقة الأمراض من خلال المواد الكيماوية التي يستعملونها في رش مزارعهم وبخاصة مادة (الزبل) التي جلبت (الذباب) بكميات كبيرة وهو منتشر في الجفر حيث جلب لنا العديد من الأمراض.
وحول وفاة الفتاتين قال النواصرة إنهما كانتا تعملان في إحدى المزارع وان مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور عادل البلبيسي أكد له ان سبب الوفاة ناجم عن استنشاق مواد كيماوية تستعمل لرش المزارع.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ الجفر ـ كارم الشراري- 11.7.2009
المفضلات