من استراتيجيات الإشراف التربوي
المقابلة يقوم المشرف التربوي أو مدير المدرسة بزيارة المعلمين في صفوفهم ؛ وذلك للتعرف على حاجاتهم وحاجات طلبتهم ؛ وليطلع على مدى استفادتهم من المناهج المقررة ، غير أن الزيارة الصفية وحدها لا تفي بهذا الغرض الكبير ، فيحتاج المشرف في معظم الأحيان لمقابلة بعض المعلمين أو الطلبة أو أولياء الأمور ، فرادى أو مجتمعين ،لمناقشة بعض القضايا التعليمية أو الخطط الدراسية، مما يساعد على تطوير الاداء وتحسين التعلم ، فما المقصود بالمقابلة ؟ وما أهميتها للعمل التربوي ؟ وكيف يقوم بها المشرف التربوي على أكمل وجه ؟ مفهومها : المقابلة ؛ لقاء إشرافي يتم وجهاً لوجه مع فرد ، أو عدة أفراد؛ لمناقشة أمور تتعلق بحسن سير العمل وتقويمه بهدف النهوض به وتطويره ، فهي وسيلة من وسائل الاتصال بالآخرين ، إلا أنها وسيلة معقدة، و تتطلب وعياً ولباقة واحتراماً متبادلاً ، ودراية تامة بأنواعها وأساليب تنفيذها .
السمات المميزة للمقابلة :
تتميز المقابلة بأنها :
1. تتيح للمدير أو للمشرف التربوي فرصة التعرف على حاجات الطرف الآخر سواء أكان معلماً أم طالباً أم ولي أمر .
2. تزود كل طرف من المتقابلين بتغذية راجعة تساعده على تحسين أدائه .
3. تتيح له فرصاً لمزيد من الفهم ؛ سواء فهم الطرف الآخر، أو فهم أفكار موضوع المقابلة .
4. المقابلة أكثر صدقاً في التعبير عن مكنونات النفس البشرية ، وهي أكثر إقناعاً من وسائل الاتصال الاخرى ؛ وذلك لمشاركة أكثر من حاسة في تنفيذها .
أنواع المقابلة : يمكن تصنيف المقابلة عدة تصنيفات حسب الحاجة إليها ، فهي إما أن تكون :
* مقابله فردية ، وتتم بين المدير وشخص آخر فقط ، وتتم عادة قبل الزيارة الصفية أو بعدها .
* مقابله جماعية ، وتتم بين المدير وعدد من المعلمين أو الطلبة أو أولياء الأمور ؛ لبحث قضايا تهم المقابلة أن يكون عدد المجموعة قليلاً متجانساً.
أو هي :
* مقابلة موجهة تتم وفق تخطيط دقيق محكم ، حيث يوجه للشخص المقصود بالمقابلة حزمة من الأسئلة المدروسة بعناية ؛ من أجل التعرف على حاجاته وتحديد مدى وقيمة المعلومات أو الخبرات التي لديه.
* مقابلة غير موجهة لا تستند على أساس محدد ، بل يقوم بها الشخص المقابل بحرية مستندا على ما لديه من خبرات عملية سابقة في هذا الصدد دون تخطيط مسبق .
* مقابلة إنفعالية ،وفي هذا الحالة يقوم المشرف باستفزاز الشخص الذي يقابله للتعرف على مدى سعة صدره ، وعلى مدى قدرته على التعامل مع المواقف الطارئة .
أو هي :
* مقابله مسحية ، وتتم بهدف الحصول من الشخص المقابل عل مدى ما لديه من المعلومات حول موضوع محدد .
* مقابلة إرشادية ، وتجري لتقديم العون للشخص المقابل للأخذ بيده ومساعدته في إيجاد حل لمشكلاته ، واتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بأمر يتطلع إليه .
* مقابله تشخيصية علاجية ، وتهدف إلى تحديد مواضع الضعف والتقصير؛ لوضع خطة علاجية لها وتخليص الفرد منها .
آداب المقابلة :
لكي يقوم المشرف التربوي أو المدير المدرسي بإجراء مقابلة ناجحة ، فإنه يجدر به أن يأخذ الوصايا والملحوظات الآتية بعين الاعتبار :
* أن يتحلى بالقيم السامية وبمكارم الأخلاق التي من شأنها أن تُرغَّب الطرف الاخر في لقاء رجل صادق ومخلص وأمين ، فيشعر بالثقة والطمأنينة .
* أن يشعر الطرف الأخر بالاحترام ، فيقبل عليه باشاً ومبتسماً ، ومعرباً له عن سعادته بهذا اللقاء .
* أن يحدد الهدف من المقابلة بوضوح ، وأن يدور الحوار حول هذا الهدف ولا يخرج عنه .
* أن يكون الطرف الآخر على علم بموضوع المقابلة .
* أن يجلس المتقابلان على مقعدين متماثلين في الحجم والنوع .
* أن يحافظ على خصوصية الحديث الذي يطرح أثناء اللقاء ، بحيث لا يسمح للآخرين بالاطلاع علية حفاظاً على سرية المعلومات والوثائق.
* إذا كانت المقابلة مع امرأة فليحرص على أن يظل الباب مفتوحاً .
* أن يراعي عنصر الزمن بحيث يكون مناسبا مع قيمة الهدف من المقابلة .
* عدم الاستئثار بالحديث دون الآخر ، بل إنه من الأفضل أن يترك له الفرصة ليقول كل ما لديه من أفكار وأراء ومقترحات .
* أن يحرص على انتقاء الألفاظ المهذبة واجتناب الألفاظ البذيئة أو الساخرة لأن من شأنها التقليل من قيمة من يتلفظ بها .
* أن يصغي للأفكار والآراء المطروحة بانتباه واهتمام ، مع النظر الى الوجه ، وهذا الأمر غاية في الأهمية ، لأن عدم الإصغاء للمتحدث قد يترتب عليه مشكلات ؛ إذ قد يوحي له بأن كلامه غير مرغوب فيه ،لذلك ينبغي على المدير أن يجتنب إجراء مقابلة وهو مشوش التفكير ، لأن من شأن ذلك أن يفشل المقابلة.
* أن يلاحظ كل ما يصدر عن الطرف الآخر من إيماءات وحركات ، وأن يتعامل معها بوعي وذكاء لأنها تكشف عما بداخله من خواطر .
* أن لا ينشغل بأي شيء أخر غير موضوع اللقاء ، حتى الهاتف من المستحسن أن يظل صامتاً.
* أن يخاطب الطرف الآخر بلغة تلائم مستواه الثقافي .
* أن تكون الأسئلة حول موضوع المقابلة ، وأن تطرح بحذر وعناية ؛ لكي لا يفهمها الطرف الآخر خطأ .
* وأن لا يأخذ إجابات الطرف الآخر على أنها حقائق لا يشوبها نقص ، فقد يكون لديه أسباب تجعله يخفي بعض الحقائق ويلجأ إلى التمويه ، كما أنه لا يتوقع منه أن يقتنع بكل ما يقال له .
* أن لا يظهر عدم اقتناعه بما يقول ضيفه ، بل يعده بأن كل مقترحاته وأفكاره ستدرس بعناية. وهكذا يترك لديه انطباعاً بأن هدفه قابل للتحقيق .
* إذا كانت المقابلة مع ولي أمر بشأن ولده ، فإنه من المفيد ذكر الايجابيات قبل السلبيات ، وليترك له التحدث بحرية ، مع الإصغاء إليه بوعي لإدراك مرامي ألفاظه وتعابير وجهه وحركات عينيه.
* أن يحافظ على هدوئه في جميع مراحل المقابلة ، وعلى وجه الخصوص إذا كان الطرف الآخر متوتراً .
المفضلات