هل تواكب المدرسة متطلبات سوق العمل ؟
في بدايات القرن الحالي وجد أصحاب العمل أنفسهم في وضع مختلف اختلافا كبيرا عن الوضع الذي كان سائدا قبل عدة عقود من ناحية تسارع التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما جعل أسواق العمل تتسم بالانفتاح والمرونة، وهذه البيئة المتغيرة في سوق العمل يجب أن يقابلها تغير في البيئة المدرسية من ناحية تجديد مهمتها، وان تتواصل مع هذه المتغيرات لمواجهة متطلبات سوق العمل الذي يحتاج إلى أفراد يمتلكون تكنولوجيا المعرفة العلمية وان تكون لديهم مهارات حل المشكلات، وفي هذا الواقع العالمي الجديد تظهر اهمية المهارات والقدرات التي يجب أن يمتلكها الأفراد من خلال التجديد في البيئة المدرسية من خلال التركيز على :
@ المهارات الأساسية في الرياضيات والعلوم من ناحية امتلاك الطالب للمعرفة العلمية وفهمها ومواكبة تطوراتها أولا بأول .
@ المهارات العملية مثل مهارات حل المشكلات ومهارات تكنولوجيا المعلومات .
@ المهارات الاجتماعية مثل مهارات الاتصال والقدرة على العمل في بيئات واسعة متعددة الثقافات، ومهارات امتلاك اللغات الأجنبية .
@ مهارات شخصية تتمثل في القدرة على تحمل المسؤولية والمواطنة الجيدة، وكيفية استخدام وتطبيق ما يمتلكونه من معرفة علمية في مجال العمل وكيفية تطوير قدراتهم من خلال تقييم نقاط القوة والضعف في قدراتهم .
لذلك نجد أن التعليم أصبح له الدور الأكبر في مجال العمل، حيث أن المتطلبات الحديثة تتطلب وجود نوعية جديدة من المدارس تتوفر فيها كوادر إدارية وتعليمية على درجة عالية من الكفاءة والمهارات التربوية والتكنولوجية . ولكن في نفس الوقت تبرز مشكلة أخرى في مواجهة التحديات السابقة وتتمثل في عدم توفر الكادر التعليمي المؤهل لمواجهة تلك التحديات، معظم الكوادر التعليمية تسير على طريق التدريس التقليدي والمعروف بتلقين المعلومات، والمطلوب حاليا هو الانتقال من مجتمع المعلومات إلى مجتمع المعرفة ، وبالتالي فهي كوادر غير مدربة ومؤهلة لتدريس طلبة يحتاجون لتلك المهارات لمواجهة متطلبات سوق العمل الذي يحتاج إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأيضا هنالك مشكلة أخرى، وهي صعوبة اجتذاب أفراد جدد لمهنة التعليم، بالإضافة لوجود المشكلة المزمنة وهي المحافظة على أفضل المعلمين واستمرارهم في ممارسة مهنة التعليم .
لذا فالمدرسة التقليدية التي لا تطور رؤية حديثة لا تستطيع أن تقدم للمجتمع ما يتطلبه من أفراد مدربين يستطيعون مواجهة متطلبات الحياة وسوق العمل، فالتجديد في رؤية المدرسة يتطلب وضع برامج تدريبية مكثفة تبدأ بمدير المدرسة أولا باعتباره قائدا تربويا، لان قيادة المدرسة أصبحت اليوم على درجة عالية من المسؤولية في تحديث رؤية المدرسة للحياة المعاصرة، فقد انتهى عصر التحكم في إدارة المدرسة كما يريدها مديرها باعتباره فوق الجميع وعلى الآخرين إتباع أرائه وأفكاره التي يفرضها ، وتنتهي بوجود معلم مؤهل بالمعرفة العلمية والمهارات التربوية، ومدرب على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم وما بينهما لا بد أن تتوافر في المدرسة بنية أساسية من متطلبات تكنولوجيا التعليم الحديثة .
إضافة إلى ما سبق يمكن ملاحظة بعض القضايا التي يمكن أن تعيق عملية تحديث رؤية المدرسة لمواجهة تحديات سوق العمل :
@ متوسط عمر المعلمين المؤهلين كبير، وهذا يحدث فجوة كبيرة ما بين المعلم والطالب .
@ عدم الرغبة من قبل الكثيرين في ممارسة مهنة التعليم خصوصا من جيل الشباب .
@ مهنة التعليم أصبحت غير جاذبة للذكور وجاذبة للإناث .
@ متعة العمل في مهنة التعليم مقارنة بغيرها من المهن الأخرى دون المتوسط .
@ فرص التقدم في سلم العمل التعليمي على مدار السنوات اقل من القطاعات العملية الأخرى .
@ المردود المادي المتدني نوعا ما .
أمام هذه المعيقات تقع المدرسة تحت ضغط هائل من ناحية التوقعات التي يتطلبها المجتمع وسوق العمل ، دون أن نغفل توقعات الأسرة من المدرسة من حيث حصول الأبناء على تعليم أفضل .
المفضلات