ما عاد يشرفني حبك
***
قاتلتي
يا من تتأرجح في دائرة اليأس
وليس لها حجم أو لون أو ظلُ
يا وهما يترنح زورا كخيوط الشمس
يداعبه الكلُ
كوني عاقرةً
فالحب بريءٌ منك
وهل مثلك تعرف كيف يثور الحب اعاصيراً
وبأي مساء وجه القمر يطلُ
قاتلتي
ما عاد لذكرك من سبب
فلقد أحرقت جميع كتاباتي إذ قلتك فيها
هي أرضك قاحلةٌ
وأنا المطر
فدعي شفتيك برقة أشعاري تبتلُ
قاتلتي
إن كنت قرأت الدمعة
في عيني قد تصبح بحرا
ورسمت جنازة أوردتي
وصنعت كغيري لي قبرا
فوجودك في ظني وهم
وسماؤك سهلُ
وهنالك حيث النورس يأوي
في صمت الأشجار
ستشرق شمس أجمل منك
وينقشع الليلُ
قاتلتي
احترقي ما شئت
وعدي أمواج البحر
وحبات البرد النازف منك
فلن يرحمك هذا السيلُ
لا أنكر أني أحببتك
حين اختلط جمودك في بحر حنيني
لكن لم اعتد أن اخسر شيئاً
فغدا باكيةً تأتيني
كفي....لا تبكي
فدموعك ليست تحرقني
وبرودك يغسله الويلُ
ولان بلادي لا تسمح أن يبقى فيها الغرباء
عودي سيدتي
عودي من حيث أتيت
فليس لكي في الأرض بقاء
عودي سيدتي
كذباً يسعفك القول
ولكم حاولت مراراً
أن أتعمق فيك
واعرف ماذا يخفي هذا الجسد
البشري الحيواني بمعطفه
هل هذا هيكل إنسان
ما بين اللحم وبين العظم فراغٌ
والقسوة فيه ستظلُ
قاتلتي
ما عاد يشرفني حبك
فجمالك دون حذاؤك
وربيعك أعياه شتاؤك
والفرع وان عانق أطراف الغيم
فحامله الأصلُ
قاتلتي
إن كنت زرعت الحب بأشعاري
وتركت الدمع يصارع في العتمة ناري
فالثورة وعد أنجزه
وبقاؤك في نهر حياتي
كرياح فيها
رحم العزة محتلُ
كانت أيامي قبلك مثقلةً
برحيق الورد الباسم
للقاسي والداني
لكني منذ لقيتك
أصبحت ارتب في الليل
دفاتر أحزاني
كوني عاقلةً
كوني عاقلةً
أوَ ليس يضايقك الجهلُ
ألقيت حياتي في كفيك
ككسرة خبز متعبةٍ
وسألتك ألا تلقيها
لكنك جازفت بها
وتطاولت على كل قوانين العشق مكابرةً
وأقمت بزيفك مملكةً
ظالمةٌ أنت ومن فيها
قومي....انتفضي
وأزيحي عالمك السوقي بصانعه
فربيعك قاتله الوحل
ودموعك جفت عالقةً
كسرابٍ في الصيف يظلُ
المفضلات