بسم الله الرحمن الرحيم
نهر الأردن (الضفة الغربية) - ، رويترز - قد يفكر الحجاج المسيحيون مرتين قبل أن يقدموا على تعميد أنفسهم وأولادهم بمياه عكرة مثيرة للغثيان بعد السير على خطى السيد المسيح حتى يصلوا الى نهر الأردن. فالنهر اصبح يسيل هزيلا عبر منطقة عسكرية مغلقة وتملؤه مياه الصرف الصحي التي تصب فيه قادمة من المستوطنات الاسرائيلية.
ويمكن رؤية مساره المتعرج الذي نحته على امتداد الوادي المتصدع الاكبر من الجو من بحيرة طبرية الى البحر الميت. وعلى مستوى سطح الأرض يسير نهر الأردن متكاسلا وسط حرارة الصيف الشديدة وراء سياج الجيش الاسرائيلي الذي يمتد بطول الحدود بين الضفة الغربية، التي تحتلها اسرائيل، والأردن.
ويقول مدير "جماعة أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط" غدعون برومبرغ: "حالة (نهر) الأردن كارثة بحق ...هناك أماكن يكافح فيها المرء ليرى اثرا للنهر".
وسمح الجيش الاسرائيلي لـ"رويترز" امس الخميس بزيارة موقع تعميد السيد المسيح على ضفته الغربية قرب مدينة أريحا القديمة. ويقع على بعد بضعة آلاف من الأمتار داخل سياج المنطقة الحدودية في نهاية طريق ترابي وضعت على جانبيه لافتات تحذر من "خطر - ألغام".
ورأى البابا بنديكت بابا الفاتيكان في ايار (مايو) الماضي، حين زار المكان الذي يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح عمد فيه نهر الأردن، وهو يشبه قناة ري آسنة من المياه المعكرة خضراء اللون.
ويخوض عمال على الضفة الغربية المحتلة من النهر في المياه الاسنة حتى الصدر ويمدون درجات من الخشب تقود الى المياه من مركز استقبال حافلات تقل المسيحيين الذين يستطيعون القدوم الى هنا بعد تحديد موعد مسبق.
على الجانب الأردني من النهر يغمس قلة من الزوار من ايطاليا وروسيا أصابعهم في المياه ويبللون رؤوسهم. ويختفي النهر في منعطفات يتدلى فوقها غاب كثيف.
وهذا الصيف هو الثالث الذي يمر عليه ويشهد جفافا شديدا حيث بلغ معدل سقوط الأمطار أدنى مستوياته خلال 40 عاما مما فاقم من أزمة المياه في المنطقة. لكن حتى الأمطار لا تستطيع إحياء نهر الأردن على الفور لأن 90 في المئة من مياهه يستهلكها البشر.
وليس هذا بجديد، فالتقديرات على مدار العامين او الاعوام الثلاثة الماضية تتحدث عن نهر "متدني النوعية والكمية" نسبة الاوكسجين فيه منخفضة الى جانب نقص التنوع الحيوي فضلا عن ارتفاع نسبة الأملاح فيه. وتحصل اسرائيل وسوريا ولبنان والأردن على المياه من منطقة تتجمع فيها المياه التي تغذي نهر الأردن وبحيرة طبرية من جليد جبل حرمون الى الجداول الواقعة الى الشرق من مرتفعات الجولان.
وأثارت محاولات سوريا تحويل مسارات روافد النهر خلافات حول حقوق المياه التي أصبحت أحد أسباب حرب عام 1967. واليوم أسفل سد اسرائيلي جنوبي بحيرة طبرية وموقع آخر للتعميد تصل مياه الصرف الصحي الى المنطقة السفلى من نهر الأردن من أنبوب مع تدفقه الى الضفة الغربية.
ويقول شداد العتيلي رئيس هيئة المياه الفلسطينية إن ضخ مياه الصرف الصحي من مدينة طبريا الاسرائيلية الى نهر الأردن حول النهر المقدس الى مصرف لمياه المجاري. ويقول برومبرج "لا تدخل اليه مياه عذبة تقريبا. مجرد القليل في فصل الشتاء.".
ويقول تقرير للبنك الدولي إن الفلسطينيين لا يتمتعون بسلطة تذكر ليفعلوا الشيء الكثير لنهر الأردن بسبب "اعتمادهم الكامل" على موارد مياه "تسيطر عليها اسرائيل الى حد كبير".
وأشار التقرير الصادر في ابريل نيسان عام 2009 الى أن حصة الفرد من الاسرائيليين في المياه العذبة تبلغ اربعة أمثال حصة الفرد من الفلسطينيين. وعلى النقيض فإن البنية التحتية الفلسطينية للمياه بدائية جدا.
ويعترف رئيس قسم مراقبة النهر هيليل جلاسمان الطبيعة والمتنزهات الاسرائيلية يعترف بأن عقودا من الاستخدام الزائد سببت إفراطا في السحب من رصيد اسرائيل من المياه.
وقال: "ندخل حقبة التحلية لحل مشكلة المياه عندنا." من ناحية أخرى يعني انخفاض سقوط الأمطار الى أدنى مستوياته أن "الطبيعة تدفع ثمنا باهظا جدا خلال هذه الأزمة".
وحتى لا تجف الانظمة البيئية البحرية وضعت وحدة غلاسمان خطة باسم "مخصصات الإنقاذ" للمياه العذبة من موارد اسرائيل الشحيحة "لمنح الروافد الحد الأدنى للاستمرار." لكن نهر الأردن لن يحصل على فائدة مباشرة من الخطة.
ويقول برومبرغ إنه في معاهدة السلام التي أبرمت بين اسرائيل والأردن عام 1994 "تعهد البلدان بإعادة تأهيل النهر لكنهما "تراجعتا".
وأضاف أن سد الوحدة السوري الأردني الذي افتتح عام 2006 ربما سدد الضربة القاضية للنهر حيث يحتجز مياه رافد اليرموك وهو رافد أساسي لنهر الأردن.
ويتفق غلاسمان مع هذا الرأي ويقول: "إنها مشكلة متعددة الجنسيات...لا نريد أن نخفيها لكننا نأمل أن يشهد (نهر) الأردن اياما افضل".
لكن مع مرور كل يوم يصبح الإنقاذ اكثر إلحاحا. كان النهر يتدفق بطول 300 كيلومتر من جبال لبنان الى البحر الميت لكن تحويل المسارات والتبخر تسبب في تحويل نهر الأردن الى مجرد جدول عكر. وينخفض منسوب المياه في البحر الميت بما يصل الى متر واحد كل عام.
ملاحظة : لو الدولة العربية عملة هيك كان تعرضة الى محكم الدولية والى البيئ اين هذا الدول العربية تطلب بمحكمة هذا الكيان الصهيونية الفساد ؟؟؟؟؟؟
المفضلات