يعاني من " انفصام العقل المزمن" والمستشفيات الحكومية والتنمية ترفض التعامل معه بحجة عدم الاختصاص
الشاب محمد زيادنه فقد والدته قبل خمس سنوات وذهب عقله معها
صورة تعبيرية
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ نعمت الخورة
كان من المتفوقين في مدرسته على أقرانه من الطلبة٬ حريصا على التميز٬ يعشق الكتب والدراسة إلى درجة لا توصف، وكانت تربطه بوالدته علاقة خاصة، كان متعلقا بها إلى درجة كبيرة حتى سن السابعة عشرة من عمره٬ إلى أن جاءت ساعة فراق والدته الدنيا وارتحلت إلى العالم الآخر.
لم يكن العام (2004) عاديا في حياة محمد محمود الزيادنه عندما فقد حنين والدته الذي استمر زهاء سبعة عشر عاما عندما تركت الدنيا٬ ليجلس وحيدا على قبرها يستذكر سنوات من العطف والرفقة الجميلة٬ لكنه لم يكن يدرك أن فقدانه أمه الغالية سيسب له خللا في ذاكرته وشخصيته بسبب عدم قدرته على تقبل فكرة موت والدته.
أصيب محمود بمرض يسمى "انفصام العقل المزمن" بحسب تقرير صحي صادر عن وزارة الصحة٬ حيث دخلت أسرته في عالم المتاهات ورحلة طويلة مع المراجعات للجهات الطبية والاجتماعية ذات الاختصاص٬ على أمل أن يجدوا له علاجا أو مكانا يمكن أن يشرف على حالته الصحية.
ويقول شقيقه فؤاد الزيادنه لـ "الحقيقة الدولية" إن محمود أصيب بهذا المرض بعد وفاة والدتنا حيث كان متعلقا بها إلى درجة لا يمكن وصفها حيث عاش فترة من الوقت كئيبا وحزينا على فراقها، لدرجة أنه مكث مدة شهر كامل يجلس بالقرب من قبر والدتنا.
وأضاف: قمنا بعرضه على عدة أطباء وتم تشخيص حالته الصحية حيث تبين انه يعاني مرضا يدعى "انفصام العقل المزمن" وقمنا بمراجعة مديرية التنمية الاجتماعية في منطقة جرش لإدخاله إلى احد مراكزها المتخصصة بيد أنها رفضت إدخاله بحجة عدم الاختصاص.
وأضاف: راجعنا أيضا مستشفى الفحيص للأمراض النفسية والذي أكد هو الآخر بأنه ليس الجهة المختصة٬ وكان ذلك حال باقي المستشفيات الحكومية٬ ولا نعرف إلى أين نتجه أو نخاطب من لمعالجته.
وأكد فؤاد أن شقيقة بات اليوم يسير تائها في الطرقات ولا يجد مأوى له٬ خاصة أنه لم يعد بإمكانهم التعامل مع حالته الصحية الآخذة بالازدياد وعدم القدرة على السيطرة عليه.
وبين انه حصل على العديد من الكتب الرسمية التي تطلب من مديرية تنمية جرش التعامل مع حالة شقيقه الصحية٬ إلا أنها لم تتعامل مع أي من تلك الكتب٬ وأصرت على موقفها وهو عدم اختصاصها، فضلا عن التعامل الفج لبعض المسؤولين فيها مع المراجعين.
وطالب فؤاد زيادنه وزيري الصحة والتنمية الاجتماعية النظر في الحالة الصحية التي يعاني منها شقيقه والتي تؤكد انه بحاجة ماسة للرعاية الخاصة وبشكل مستمر.
وبين أن كافة أشقائه هم أرباب اسر ولا يوجد من هو متفرع للعناية بشقيقهم محمد، معتبرا أن بقاءه على هذه الحالة سبب لهم الكثير من المتاعب مع محيطهم.
يذكر أن مديرية تنمية جرش لديها مركز متخصص لرعاية المعاقين عقليا وهناك توجهات حكومية لإنشاء عدة مراكز مشابهة في عدد من محافظات المملكة بسبب وجود حالات كثيرة للمصابين بالتخلف العقلي حيث تشير المعلومات إلى أن نحو 220 مريضا مسجلون على قائمة الانتظار لاستقبالهم في مركز جرش.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان ـ نعمت الخورة- 28.6.2009
المفضلات