تقرير رسمي يرجع سبب وفاة شاب بانهيار جزء من مدرسة بالزرقاء للإهمال.. والد حسام: ابني خرج للبحث عن عمل فعاد مقتولا!!
يصر والد الشاب حسام الذي توفي يوم أول من امس متأثرا بجروح أصيب بها نتيجة انهيار جزء من بناء مدرسي في مخيم الزرقاء على ان "ابنه مات مقتولا"، ويسوق الرجل الستيني الذي ما انفكت عيناه عن الدموع منذ لحظة سماع خبر وفاة ابنه ما يثبت قوله في ان "الشركة المنفذة لمشروع الهدم لم تأخذ باحتياطات السلامة العامة".
وكان الشاب حسام 16 عاما قد توفي أول من أمس إثر انهيار جزء من مدرسة ذكور وكالة الغوث في مخيم الزرقاء، إذ تصادف مروره بالقرب من موقع العمل، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة نقل على إثرها إلى مستشفى الزرقاء الحكومي إلا أنه فارق الحياة هناك.
وفي خيمة العزاء التي أقيمت بالقرب من منزل العائلة في منطقة الرصيفة يتحدث مرتادوها عن فراغ كبير تركه حسام برحيله عن الدنيا لدى والديه وإخوته الأربعة وأصدقائه الذين أحبهم وأحبوه وشاركوه الحلم بمستقبل أفضل، فيما روت دموع والده قصة حزنه على فقدان ابنه الذي خرج من البيت للبحث عن عمل في العطلة الصيفية.
ولا يغيب عن باله مشهد ابنه وهو مضرج بدمه ويقول "أنهى ابني دراسة الصف العاشر في مدرسة تابعة لوكالة الغوث في منطقة الجبل الشمالي وذهب ليبحث عن عمل يساعد من خلاله بمصاريف الأسرة، فقد كان ابني عصاميا ويحب العمل، إضافة إلى رغبته بمساعدتي بمصروف إخوته".
ويضيف أن "حسام كان يعمل على تربية عدد من الطيور المنزلية وبيعها لاحقا للمساهمة بمصروف البيت" ويزيد "كان يخجل ان يطلب مصروفا كباقي الشباب".
ويوضح والد حسام ان ابنه "توفي نتيجة إصابته بتهتك بالدماغ وفي أنحاء عدة في الجسم جراء سقوط جزء من الطابق الثاني وليس تطاير جزء من الحجارة كما اخبره مشرفو البناء في الموقع".
وقال وهو يجهش بالبكاء "وردني اتصال من خالة حسام تطلب مني الاتصال مع المركز الأمني على هاتف حسام لأنه كما تقول تعرض لحادث"، مشيرا الى انه "قام بالاتصال بالمركز الذي اخبره ان حسام عمل حادثا وان وضعه الصحي جيد وطلب إلي الحضور إلى مركز أمن المدينة وهناك اخبرني أن حسام قد فارق الحياة".
وبين والد حسام انه قرر التبرع بقرنيتي ابنه، إلا ان شدة الإصابة التي تعرض لها في منطقة الدماغ والجبهة حالت دون ذلك ، حسبما اخبره الطبيب الشرعي.
وأشار والده أن "ابنه حسام كان قد قرر دراسة تخصص التكييف والتبريد لمساعدة أسرته وإخوته على مواجهة متطلبات المعيشة".
وكانت لجنة التحقيق التي شكلها محافظ الزرقاء أحمد الشياب للوقوف على ملابسات الحادث، والتي ضمت ممثلين عن الأجهزة الأمنية والدفاع المدني ونقابة المهندسين قد عزت أسباب الحادث إلى "الإهمال وعدم أخذ الاحتياطات في موقع العمل من جانب المتعهد وسائق الحفارة".
المصدر : الحقيقة الدولية - الغد الاردنية 26.6.2009
المفضلات