جزيرة الكنز تابعتها صغيراً وسأفعل كلما سنحت الفرصة , وباستمرار أسأل نفسي ماذا كان في ذاك الصندوق , ما الذي يستحق أن يموت لأجله خمسة عشر رجلاً , وبعد بحث دؤوب باستخدام الخيال والتأمل في حقيقة ذاك الصندوق , توصلت لنتيجة أن في داخله حتماً كانت امرأة ... !! .
نعم امرأة فهي الكفيلة بجعل خمسة عشر رجلاً يموتون لأجلها , وهي الوحيدة القادرة على فعل ذلك .. سيلفر بساقه الخشبية كم كنت أحبه , وأصبحت أحترمه الأن , لأنه لم يكن من هؤلاء الخمسة عشر غبياً ... !! .
حواء , خلقت من ضلع حي , واحتوت الرجل بكافة أنماطه , طفلاً شاباً وحتى كهلاً , الرجل يخبرون عنه بأنه حي يرزق , وحواء يخبرون عنها بأنها حية تسعى ومن ثم ترزق , كل بلهاء العالم ينادون بحقوقها , وهي تنادي هل من مزيد , حواء فتنة استوصينا بها خيراً , فيها كل متناقضات الدنيا , من مكر ودود , وحقد حنون , وبشاعة جميلة , وخداع بريء , وضعف قاس غير ذي رحمة .. بالطبع ليس سوياً التطرق للحديث عن حواء بهذا الشكل , ولكن للتجربة مصداقية وللصدق هيبة ... !! .
من الطبيعي أن أرغب في الكتابة عن أمجاد حواء
ولكن أن أرغب في لطمها بالكلمات .. فذاك عين الاستثناء .
أستثني من النساء قلة , وهذا الإستثناء ليس لكسب ود أحد , بل تتبعاً للمنطق في الحديث , فلو لم أستثني أي امرأة مما أكتب , ستكون حينها كل نساء العالم ساحرات مشعوذات , وهذا بالطبع لا أرتضيه , لذا أستثني أمي , وأستثني .. أو لعلها تكفي أمي , فحالة واحدة لا تحقق الفرض , كافية لنقض الفرضية برمتها ... !! .
النساء أصل الداء ومنهن الدواء , فقد ساء من تبع النساء , ولا دواء له إلا في النساء , سبحان الله , كيف حرم علينا الخمر والميسر وكثير من الأمور وكان نهج المشرع في تعاطيه معها هو التحريم المبرم , لكن في التعاطي مع أمور النساء كان النهج مختلف , فقد حرم الزنا قطعاً , وأباح الزواج , والفارق بينهما عقد من بضع كلمات , فكان الدواء من الداء , ولعل مرد ذلك إلى أن الحاجة للنساء غريزة فطرية سليمة , وتلك إحدى عجائب عالم النساء .
حواء العزيزة , كم أمقتك بمودة , وكم أكرهك من خالص حبي , وكم أتمنى لو حرم العالم منك , حينها لن نحتاج فيه لا لمشافي الجنون , ولا للسجون , ولا لصندوق لأجله يقتل خمسة عشر مفتون ... !!
المفضلات