جاء الصيف و جاءت معه مواسم استنهاض ذكريات الحزن..
كم اتمنى أن أتذكر تلك اللحظة بكل ثوانيها...ساعة الفجر..
حينما ضممتني الى صدرك، قبلتني قبلة لست أملُّ منها..
لازلت أذكر تلك الانفاس القريبة من أذني وأنا أضمك الى صدري..
طال العناق وكان لابد له من نهايه... أنتهى وانتهت معه أروع لحظة قرب معك...أقرب لحظات العمر ومنها عاندتني ايامي وحاربني زمني.
ودعته ورحلت الى المدى البعيد وخطاي تخونه وهو لايملك منها الا الدعاء لي...
أتيت تلك الديار وأرخيت رحالي بها ونسيت نفسي برهه وما كان الا ان أتتني مصائبي كمسلسل لاتنتهي حلقاته أولاها رحيلك و آخرها شعثي ومنها لونت أيامي بالابيض والاسود وتاهت الالوان تبحث عن فرح لايكاد يرى النور لفقده..
رفقاً يا زمني ..
حين تقبض عيناك على نبضي بين الحروف حرره .. .. إكراماً للنزف حرره .. إكراما للفقد حرره
دعني أبتكر حنيناً ضد روحي
دعني ألوّن الحروف برماد غربتي دعني اشوهها وأشوه الرفعة والسمو منها وما وعدتني به من أضغاث أحلام
كلها أضحت سراب وأضحت وهم حين رحل مهندس أحلامي وراعيها الحصري
رحل عني يازمن
ارجوك دعني أبني صرحاً لألمي .. وموقعاً خفياً لقبري
أرجوك دعني يا زمني ..
أستحضر شوقاً بلا رفات
وأعانق حلماً بلا حصار
دعني .. أغير اسمي وأجعل أسمه يعلو على اسمي ، وأدفن هويتي لتحيا هويته
وأستنشق بين عينيّ وجوده هواء منافذ لا يعجزها الصمت !!
وفقط ..
الآن لو أزحت عن عيني بعض الشوق كم سيبقى من المدى لا تحتله ملامحه؟
يا زمني ،هل تعتقد أن المدى يفقد حدوده على امتداد نظرة شوق صادقة غمرني بها يوماً ؟
هكذا هم من نحب .. لا يصنعون قناعاتنا ، فقط يمنحوننا السعادة بها " وهو" رسمني بحزن قناعتي و سذاجتي الأولى " الذاكرة "
والذاكرة يا زمني .. وطن كالقبر .. يعتصرك ولا يعرف حقيقة ما أنت هناك
رفقاً بي
من ذاكرتكَ حين تقرر شنقي لقاء كل آهةٍ " لكَ " مزقها نصل حلمي
من وجعكَ من فقدك الذي خبأه لك غيب انكساري
من كل دمع ارتكبه ، وسيرتكبه عبوري بحق نقائكَ
" يا أبي"
رفقاً بي
فبحجم قلبكَ كان .. ألمكَ
وبعمق حلمي .. جاء موتي رغم أنني أتنفس
الى جنان الخلد الحمد لله الذي يحي ويميت وإليه النشورر ..
المفضلات