ولدت في الواحد والعشرين من أذار
في ذلك اليوم المزاجي
الذي تراهق الأرض به
وتحبل الأشجار
ماذا جرى في بيتنا ؟
في الواحد والعشرين من أذار
فحرك الدموع والأشجان
وما لأمي بدت شاحبة
وابتلعت صراخها
ومزقت فراشها
واستنجدت في مخاضها بسورة الرحمن
لا أحد أجابني ..
لكنني أحسست أن امرأة في بيتنا
كانت تعيش حالة ابتكار
ولدت في برج الحمل
برج المجانين الذين قرروا
أن يسرقوا من السماء النار....
خرجت من محارتي
مضجرآ كالسمكة
وفي يدي طبشورة تبحث عن جدار
هواية التكسير
كانت مهنتي
وشهوة الخروج من عباءة الأخوال والأعمام
ولدت ....
وكانت طفولتي
كما تقول جارة قديمة في حينا ..
مستنفرآ للعشق .. مثل الديك
كانت مهنتي ..
أن أجمع النساء في قارورة ..
وأجمع الأزهار
وعندما جاء أبي في أخر النهار ..
قال لأمي ضاحكآ :
استبشري يا فائزة
هذا الذي أنجبته ليس بطفل أبدآ
( لكنه اعصار )
وهذا أنا
نزار قباني
و
المفضلات