مع اطلاق الحكم الانجليزي هاورد ويب صافرة البداية كان يراودني إحساس بالإحباط الشديد ومعلنا بالفشل المسبق للفراعنة أمام عظماء كرة القدم المنتخب البرازيلي ولكن ما لبث ان تلاشى هذا الاحساس مع هدف التعادل الأول للمصريين الذي حققه محمد زيدان.. فحقيقة قدم المنتخب المصري أداء باهراً وجميلاً يفوق جميع التوقعات بل أن وحوش المعلم حسن شحاتة تخطوا كل حدود المنطق والواقع الذي كان يصب لصالح السامبا.. فقد استطاع لاعبو المحروسة ان يحتوا المواهب البرازيلية والحد من خطورتهم طوال شوطي اللقاء.. فبالرغم من الهزيمة بفارق هدف واحد امام السامبا إلا أنها دلالة واضحة على مدى قدرة المصريين في تحقيق انجاز بالمستقبل القريب وهذه الهزيمة اثبات حال على مدى دهاء المعلم أمام الفرق الكبرى وعقليته التكتيكية الذي أجدها انها تؤهله أن يكون عالمياً.. فمن شاهد المباراة يجد أن شحاتة أجرى بعض التغييرات خاصة في الشوط الثاني بنزول أحمد عيد وتنشيط الجبهة اليمنى فقد كان عاملا كبيرا ومؤثراً في زعزعة الدفاع البرازيلي والدليل على ذلك الهدفان المباغتان عن طريق شوقي وزيدان في دقيقة واحدة فقط، زد على ذلك عزيز القارئ النهج التكتيكي المغاير الذي اتبعه الفراعنة خلافاً لما شاهدناه بأمم افريقيا الماضية فالنهج الجديد يرتكز على الاستحواذ بشكل عام على الكرة وخاصة من منتصف الملعب عن طريق خط الوسط الذي كان مصنع الهجمات فترى لاعبو هذا الخط في تحرك دائم فهذا الاسلوب يخلق نوعاً من تسكير المساحة لقرب اللاعبين من بعضهم كما يخلق التمريرات القصيرة، وفي حالة انقطاع هذه التمريرات فتجد الكثافة العددية المطلوبة في الوسط لافساد الهجمات البرازيلية المرتدة، كما اعتمد المعلم على مهاجم واحد المتمثل في زيدان الذي ساند الوسط بشكل كبير بنزوله لمنتصف الملعب، وليس أدل على قولي الهدف الثاني الذي حققه المنتخب المصري عن طريق شوقي فقد جاء من هجمة منظمة وبعد تمريرات متقنة في مساحات صغيرة وفي تناغم وتناسق ملحوظ فيما بينهم وايضا الهدف الثالث المباغت بعد دقيقة واحدة من هذه شوقي وبهذا التكتيك الكبير والاداء الجميل استطاع ملوك افريقيا في استحواذ الكرة واحكام قبضتهم على الملعب طوال 35 دقيقة حتى جاء الهدف الرابع في الوقت القاتل، كما لا يجب نسيان دور صانع الالعاب الانيق ابوتريكة داخل الملعب فالمتأمل للأهداف المصرية تجدها قد ساهم بها أبوتريكة عن طريق تحركاته على طرفي الملعب وتمريراته وعرضياته المتقنة. ولكن في النهاية أتمنى للفراعنة تحقيق المفاجأة في المباراة القادمة أمام منتخبي المفضل الأزوري الذي سيصبح عدوي قبل أن نبرم معاهدة الصلح والحب مرة أخرى.
المفضلات