تنتظر الأمل.. "بيان".. رصاصة طائشة تطفئ عينيها وتفقدها النطق والحركة
منذ سنتين وعائلة الطفلة بيان التي أصيبت بعيار ناري في الرأس افقدها القدرة على الرؤية والنطق والحركة، يتملكها الأمل بحدوث أي جديد في إطار قضية بيان والمرفوعة ضد ثمانية أشخاص تسببوا بإطلاقهم الأعيرة النارية بفرح قريب لهم بشلل الطفلة بيان.
إلا أن التأجيل المستمر في القضية منذ سنتين جعل القضية تأخذ منحى الركود دون أي جديد وفقا لذوي الطفلة فيما تزداد تكاليف علاج بيان التي تنقلت بين أكثر من مستشفى لإخراج العيار الناري من رأسها بداية ومن ثم دخولها في غيبوبة لأكثر من شهرين وانتهاء بجلسات العلاج الطبيعي اليومية لها لتتجاوز (15) ألف دينار دفعتها الشركة التي يعمل فيها أبو بيان ليتم اقتطاعها من راتبه الذي يقل عن الأربعمئة دينار بشكل شهري.
ورغم أن الأشخاص المتهمين اعترفوا بفعلتهم أمام أهل الطفلة بيان إلا أنهم لم يبادروا لدفع تكاليف علاج (بيان )مكتفين بالمطالبة بجاهة صلحة فقط.
فيما يؤكد والدا بيان ثقتهم بالقانون والسلطة القضائية لتحفظ هذه القضية حق الطفلة في الحياة وتجبر المتهمين على دفع تكاليف العلاج.
يذكر ان بيان كانت تلهو ببالونها وهي جالسة في حضن أمها في الساحة الأمامية لمنزلهم ليلا في القويسمة مع كامل أفراد أسرتها عندما داهمتها رصاصة طائشة من فرح قريب فأنهت فرحتها وأغرقت وجهها البريء بالدماء.
وبيان التي يصادف عيد ميلادها الثالث في (25) من الشهر المقبل كانت قبل هذه الحادثة تخطو أول خطواتها بالاستعانة بالكنب والطاولات وكانت تنطق بأول كلماتها ماما وبابا، إلا أنها وبعد إصابتها بتلك الرصاصة في رأسها والتي نزلت على عينها اليمنى أصبحت لا تستطيع المشي او الكلام او الرؤية.
تقول ام بيان، وهي تحاول منع دمعة تنزل من عينيها على حال ابنتها الصغرى بين ثلاث بنات، عندما سمعنا صوت انفجار لحظة وقوع الحادث اعتقدنا ان البالون الذي كانت تلعب به بيان انفجر لنتفاجأ بالدماء تغطي وجه ابنتنا التي كانت بعمر 11 شهرا آنذاك.
وتؤكد الام المنكوبة دخلت بيان في غيبوبة بعد الحادثة لمدة شهرين كاملين واجرت ثلاث عمليات للدم المتجمع في راسها واحتاجت إلى أكثر من 4 شهور قبل ان تبدأ تعرف من جديد صوت أبويها وأختيها ولتجدها تضحك وتسعد بالكلمات التي يشدوها لها والدها أو بأغنية ما تتابعها سماعيا على التلفاز.
وتناشد أم بيان الجهات الأمنية محليا بتشديد الرقابة ومنع إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح التي تنتهي دوما بإصابة أو قتل احد الأبرياء.
وتخضع بيان لجلسات للعلاج الطبيعي في مؤسسة الشلل الدماغي بعد أن كانت تخضع لهذه الجلسات في مستشفى الجامعة الأردنية يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع.
وتحتاج تخطيطا للعصب البصري كل ستة شهور الأمر الذي يكلف مئة دينار للعائلة بهذا التخطيط بعد إيقاف الإعفاء لها باعتبار أن حالتها (حالة قضائية).
وتقول أم بيان أصبحت كل حياتي مأساوية بعد الحادث فمن الصعب على الأم أن ترى ابنتها تتحسس حولها لعدم تمكنها من الرؤية وبقائها جليسة الفراش لعدم قدرتها على المشي رغم أن من في سنها لا يملون الحركة واللعب (...) أتمنى لو أنني امنحها بصري لترى به أو أن يستطيع الطب معالجتها لتتمكن من الرؤية من جديد حتى لو بعين واحدة اليسرى فقط .
مدير شرطة مادبا العقيد احمد الجمل كان قد صرح مسبقا أثناء مشاركته في مسيرة طلابية رعتها وشاركت فيها الأميرة عالية الطباع ونظمتها مؤسسة مادبا لدعم التنمية تعبيرا عن رفض ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات ان عدد قضايا إطلاق العيارات النارية على مستوى المملكة خلال الأعوام من 2003 إلى 2008 بلغ 1956 حادث إطلاق نار.
وبين أن عدد الإصابات المجهولة لعام 2007 الناتجة عن إطلاق العيارات النارية بلغت 16 إصابة في المملكة .فيما بلغ مجموع القضايا المسجلة تحت بند مخالفة الأسلحة والذخائر على مستوى المملكة 4710 قضية مسجلة خلال الأعوام (2003 إلى 2008).
وفي نهاية المسيرة، التي شارك فيها مندوب مدير الأمن العام مدير إقليم الوسط العميد سعد العجرمي ومدير شرطة مادبا العقيد احمد الجمل ونائب محافظ مادبا محمود ابو عرابي ورئيس البلدية عارف ابو راجوح وطلاب المرحلة الأساسية في مدارس المحافظة - وقعت الأميرة عالية الطباع والمشاركون من أهالي مادبا والطلبة على وثيقة شرف تطالب الجهات الشعبية والرسمية والطلابية ومؤسسات المجتمع المدني للعمل على اجتثاث ظاهرة إطلاق العيارات النارية والدعوة لالتزام الجميع بنصوص الوثيقة.
يشار الى بيان ستكمل في( 20) من الشهر الحالي -تاريخ وقوع الحادث المأساوي - مرور سنتين كاملتين ممدة على الفراش دون أن تلهو أو ترى أو تحكي مع أختيها الأكبر منها سنا.
المصدر : الحقيقة الدولية – الرأي الاردنية 16.6.2009
المفضلات