تعتمد الإدارة المدرسية الديمقراطية التعاونية مبدأ المنهجية العلمية لتحقيق أهدافها وفق استراتيجيات محددة وواضحة من شأنها أن تؤدي إلى التميز في الأداء عبر تنظيم جهود جميع العاملين فيها ، واستغلال جميع الموارد المتاحة بحكمة ،وتهيئة بيئة التعليم والتعلم للتفوق والإبداع ومن هنا نشأ ما يسمى بالإدارة الإستراتيجية . فما المقصود بالإدارة الإستراتيجية ؟ وكيف نستطيع توظيفها لتأدية رسالتنا بكفاءة عالية ، ولتحقيق التميز في الأداء ؟
مفهوم الإدارة الإستراتيجية :
الإدارة الإستراتيجية هي حزمة من الخطط المعدة بمنهجية علمية ، والأنشطة المفعلة بمهارة عالية ، والتي يأخذ واضعوها بعين اعتبارهم الإمكانات المتوفرة ، والصعوبات المتوقعة ، ومتغيرات البيئة لتحقيق أهدافهم القريبة والبعيدة بحيث يترتب عليها نتاجات تامة ، وتغيرات إيجابية في سلوك المتعلمين وفي طرائق تفكيرهم ، حسب رؤية وتطلعات القيادة التربوية العليا.
ولكي تتمكن الإدارة الإستراتيجية من تأدية رسالتها بنجاح في إطار عمل محدد فإنها تضع نصب عينيها القضايا والملحوظات الآتية :
- تحديد رسالتها بوضوح ، ورسم أهدافها ومجالات عملها بدقة متناهية.
- تحديد استراتيجيات التعامل مع العناصر العاملة فيها ، والعناصر المتواصلة معها .
- تحديد التطلعات بحيث تكون متناسبة مع الإمكانات والقدرات المتوفرة .
- توزيع الأدوار بين العاملين بعدل حسب تخصصاتهم وقدراتهم ، بحيث يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، فيشعر كل واحد منهم ، بأن هذه الإستراتيجية تهمه ، وأن المؤسسة مؤسسته .
أهمية الإدارة الإستراتيجية
يعتمد مدير المدرسة المبدع على الإدارة الإستراتيجية لتحقيق الأهداف المحددة في خطته ، عبر أنشطة قائمة على دراسات علمية ، مما يترتب عليه وضوح في الرؤية وثبات في الإجراءات ، وتكاتف مع البيئة ، بحيث يتم تسخير الإمكانات باقتدار ، ومعالجة المشكلات بوعي .
ومن أبرز إيجابيات الإدارة الإستراتيجية - أنها تفيد في :
- تنمية وتعزيز التفكير المستقل ، وتقديم التصورات والحلول للمشكلات القائمة ، والتنبؤ بالمشكلات المحتملة ، وتحديدها وفق الظروف والإمكانيات المتاحة ، لذلك فإن المؤسسات التربوية التي تهتم بوضع استراتيجيات واضحة لأعمالها تحقق نجاحا ملحوظا في هذا المجال .
- التأثير في البيئة على المدى البعيد ، حيث إن المؤسسات التربويـة لا تستطيع العمل في ظروف ومتغيرات البيئة التي توجد فيها على المدى القصير؛ لأنها لا تتمكن من التحكم أو السيطرة على الظروف والمتغيرات السائدة في حين يمكنها ذلك من خلال تفاعلها وانفتاحها على البيئة في المدى البعيد .
- تحقيق عائد اقتصادي مرضٍ ، حيث أثبتت بعض الدراسات والأبحاث أن هناك علاقة إحصائية إيجابية بين العائد الاقتصادي للمؤسسة ومدى اهتمامها بإدارة إستراتيجية بعيدة المدى .
- القدرة على إحداث التغيير الإيجابي ؛ إذ إن الإدارة الإستراتيجيـة تعتمد على كوادر ذات تميز خاص ،ويتمتعون بنظرات ثاقبة للمستقبل .
- توظيف الموارد والإمكانات بطريقة فعالة ومنظمة دون هدر شيء منها فيما لا طائل من ورائه.
- تساعد الإدارة الإستراتيجية كل مكونات المؤسسة التربوية على تحديد ما تسعى لتحقيقه .
- تساعد في جعل مديري المدارس أكثر إدراكا للتغيرات الحادثة ، والفرص الجديدة و المخاطر المحتملة.
- تزود مديري المدارس بوسائل ترشيد متطلبات الموازنة .
- المعاونة في توحيد القرارات المتعددة بين مدير المدرسة ومساعديه .
- مساعدة مديري المدارس على التحول إلى الأداء المبادر وليس الأداء بردود الأفعال .
مراحل الإدارة الإستراتيجية
أولاً :صياغة الاستراتيجية ، وفيها يتم :
1- تحديد الرسالة التي أنشئت المؤسسة من أجلها ، وهذه الرسالة توضح فلسفة المؤسسة ، والتي تميزها عن المؤسسات الأخرى المماثلة .
ومن السمات المميزة للرسالة الهادفة ما يأتي:
أ- الوضوح بحيث تكون مفهومة لدى جميع من يهمهم أمرها .
ب- الواقعية والموضوعية ، بحيث تكون قابلة للتطبيق في حدود البيئة والإمكانات المتاحة .
ج- القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة .
د- التعبير عن القيادة الفكرية في المؤسسة . 2- تحديد النتاجات الخاصة التي يرغب القائمون على المؤسسة في تحقيقها ، وينبغي أن تكون هذه النتاجات قابلة للملاحظة والقياس .
3- تحديد الموارد والإمكانات المالية والبشرية المتوفرة ، مع الإشارة إلى مواضع القوة لتعزيزها وأماكن الضعف لمعالجتها .
4- دراسة البيئة الخارجية للتعرف على مدى تأثيرها سلبا أو إيجابا على عمل المؤسسة .
5- تحديد البدائل واختيار البديل المناسب الكفيل بتحقيق الأهداف والوصول إلى النتاجات التامة التي تعمل المؤسسة لبلوغها .
ثانياً : العمل على تطبيق الإستراتيجية ، وهذه تتطلب :
أ- وضع خطة للعمل ذات بعد استراتيجي .
ب- اختيار العناصر البشرية التي ستنهض بالعمل .
ج- تخصيص الموارد المالية اللازمة للتنفيذ .
د- بناء الهيكل التنظيمي للمؤسسة .
هـ- تدريب الكوادر وتأهيلها لممارسة العمل بنجاح.
ثالثاً : تقويم الإستراتيجية ، ويشمل التقويم :
أ- قياس النتائج التي يتم التوصل إليها بين الفينة والأخرى للتعرف على مدى تحقيق الأهداف .
ب- إعادة النظر في العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على سير العمل .
ج- القيام بعملية تصحيح للمسار في محاولة للتغلب على السلبيات ومعالجة مواضع التقصير .
ويبقى التخطيط الاستراتيجي هو العامل الأقوى الذي يمكّن المؤسسة من تحقيق أهدافها إن تم إعداده بدقة ، وجرى تنفيذه بمنهجية علمية ،وبسواعد أمينة وبيئة صالحة .
المفضلات