نكمل معكم أخواني عن موضوع الزهر والورد
وفي القرآن الكريم كني عن زينة الحياة الدنيا وزخرفها وبهارجها بالزهرة ، حيث قوله تعالى * زهرة الحياة الدنيا * من الاية 131 من
سورة طه، وفي ذلك اشارةٌ واضحةٌ وصريحة على ما للزهر والورود من رونق وبهاء وحُسن ٌ يفتن الناظرين ويجذبهم اليه تماماً كما تفعل
الدنيا بالمأخوذين بها ، والنار في الليل بالفراش .
ونقول مدينةٌ مزدهرةٌ أو مدنيةٌ مزدهرةٌ والحياةُ المزدهره هي المونعة الرخية المواتية المنطلقة كأنها النبات المزدهر ، وهل الازهار
الا في ربيع العمر ، عمر انسانٍ كان أو نبات ؟
والدال في مزدهر مبدلة من تاء الافتعال أصلهُا مزتهر فقُلبت التاء دالاً .
وقد استعار الانسان من الورد لونه ورائحته وبعض طباعه ، وعبر بذلك عما يجده هو من محبوبة او عذولة ، فهم يشبهون عدم دوام
الورد بقلة الود ، ولهذا كتب ابو دلف الخزرجي الى عبد الله بن طاهر يعاتبه :-
أرى حبكم كا لورد ليس بدائم ****** ولا خير فيما لا يدوم له عهد
وحبي لكم كالآسى حسنا ونضرة ****** له زهرة تبقى اذا فني الورد
فأجابه عبد الله بن طاهر منتصراًً للورد :-
وشبهت ودي الورد وهو شبيهه ***** وهل زهرة الا وسيدها الورد
وود ك الآس المرير مذاقه ***** وليس له في الطيبِ قبل ٌ ولا بعد
وشبهوا أزهار النرجس بعيون الرقباء وهذا واضح جلي في قول الشاعر :-
واذا قضيت لنا بعين مراقبٍ ***** في الحب فلتكُ من عيون النرجس
وقال ابو نواس :-
لدي نرجس غض القطاف كأنه **** اذا ما منحناه العيون عيون
مخا لفة في شكلهن بصفرة **** مكان سواد والبياض جفون
وقال ابن التلميذ هبة الله ابراهيم الاندلسي في النيلوفر( اللوتس) :-
وبركة احيا بها ماؤها *********** من زهرها كل نبات عجيب
كأن نيلوفرها عاشق *********** نهاره يرقب وجه الحبيب
حتى اذا الليل بدا نجمة ********** وانصرف المحبوب خوف الرقيب
أطبق جفنيه عسى في الكرى ****** يبصر من فارقه عن قريب
ويبدو أن النا س من وقت بعيد * والعرب على وجه الخصوص * قد افتتنوا بالورد والزهر وهداهم هذا الافتتنان الى أسماء أطلقوها على
بعض أنواعه تؤكد ذلك ، ومن هذه الاسماء :-
# ( انظر الي ) وهو من أسماء السوسن
# ( قف وانظر ) وهو من أسماء الآس
# ( عاشق البحر ) وهو من أسماء اللبلاب
وقد أخذ العرب كثيراً من أسماء الزهر والورود من الفارسية واليونانية قديماً ، ومن الانجليزية والفرنسية حديثاً ، مع العلم أن جل أنواع
الزهور تعيش في بلاد العرب ، وان العرب تحتفظ لكل نوع منها باسم واحد او اكثر ولكنه مرض الجهل باللغة العربية وآفة التقليد للأعاجم
وقيل :-
إذا الصّبا بنسيم الورد والزهر **** تعطرت وجرت في أخر السحر
حمّلتُها من سلامي ما تبلغُهُ **** من دارهُ بين سمع ِ الملك ِ والبصر ِ
وللموضوع بقيه
المفضلات