عليا الضمور خنساء القرن التاسع عشر
الاحتفاليةالتي عقدت في الكرك بتاريخ26-5-2009 برعاية معالي وزير الثقافة ودارة المشرق للفكر والثقافة وبالتعاون مع منتدى درب الحضارات وقناة سفن ستار والمتعلقة بنساء كركيات أضأن ثم مضين كانت احتفالية متميزة بجمهورها ولقاءاتها التلفزيونية والبحوث المقدمة بشأنها وادارتها المحكمة حيث عرض فيها حقبات تاريخية مجيدة مرت بها الكرك على مدى قرنين من الزمن كانت فيها متألقة في سماء بلاد الشام كلها في ادوارها القيادية وتضحياتها العظيمة في مدينة اطلق عليها اسم خشم العقاب كرك التاريخ والامجاد .
ولقد شدني في هذه الندوة الاسم الذي اطلقه احد المتحدثين على عليا الضمور"خنساء القرن التاسع عشر" التي وقفت لجانب زوجها الشيخ الكبير ابراهيم باشا الضمور في حربه ضد الجيش الغازي لمدينة الكرك دفاعا عن الخلافة الاسلامية في اسطنبول ودفاعا عن الكرك .وحينما هزم الجيش الغازي عدة مرات ولم يتمكن من الاستيلاء على الكرك كما استولى على بلاد الشام كلها عام 1832 وطال الحصار وتمكنه من القبض على ولدي هذه المرأة الحديدية وهما السيد وعلي واعتبارهما رهينتين واخبار والديهما بالخيار اما تسليم الكرك للجيش أو حرق الولدين فكان موقف هذه المرأة الكركية صاحبةالرأي والمشورة لزوجها ولنساء الكرك عامة بمقولتها العفوية المعروفة "بالمال ولا بالعيال وبالعيال ولا بالعرض والارض والحرب بيننا وبينهم والسيد وعلي فداء للكرك وفداء للعرض والارض.
عليا الضمور الام الحنونة لابنيها العريسان الجديدان لم تولول ولم تشق الثوب ولم تخرج من بيتها باكية ولكنها ورغم الالم الشديد بقيت في بيتها صابرة محتسبة وهي المؤمنة التقية التي آثرت الكرك على فلذتي كبدها مع انها كانت وزوجها مخيرين حتى من قبل اهل الكرك كما يقول الكتاب والمؤرخون ولكن خيارهما كان
( الكرك أولا )
مرحى لعليا الضمور ومثيلاتها من نساء الكرك بل ومن نساء الاردن مرحى والف مرحى لخنساء القرن التاسع عشر رحمها الله.
كما اصغيت لأبيات من قصيدة ألقتها إحدى المتحدثات منسوبة الى الدكتور خالد الكركي يقول فيها :تقول عليا لزوجها ابراهيم الضمور :
قم في الجموع أبا علي
فالمدينة صاغها الرحمن من غيم ومن شفق
وصارت قوافل الاحرار
رايتها شهيد أو نبي
عليا تصيح يا ابراهيم
الكرك الحبيبة لا تباع
فأرضها صلى عليها ذو الجناحين الشهيد
إننا باقون ولنقسم لها بالواحد الرحمن
ولتنهضوا جمعا أبيا لا يصد ولا يهان
وسمعت أبياتا شعرية تقول على لسان عليا في هذه الندوة :
أم الاسارى زغردت يوم الوغى وابت شموخا ذاك جيش جاحد
لن تفرحوا لن تدخلوا هذا الحمى جمر ونار موقد متواقد
هذي مؤاب تنتخي برجالها شم الانوف محارب ومجاهد
وهكذا نريد مدينة الثقافة الاردنية لعام 2009 أن تكون ثراء وعلما وتاريخا كما في هذه الندوة المتميزة فاغتنموا ما تبقى وبارك الله الجهود المخلصة .
احمد الضمور
المفضلات