من الأكثر إيلاماً على الإطلاق هو استيقاظك كما جرت العادة على غير ما جرت العادة..
وأستيقظ أنا على أخرى لا تشبهني في شيء ولو كانت في الحقيقة أكثر أناقة وثقة وفراغ ..
الشعر مسرَّح بعناية فائقة ويغطي أعلى الوجه والنظارة تكمل وتغطي النصف الباقي منه , الحقيبة المتناهية في الصغر..
طلاء الأظافر الأحمر والكعب العالي والعطر الصارخ أمقته..
أجلس وحدي / أراقب / أنظر / وبي من السطحية مالله به عليم..
كل المشاهد من حولي مُصطنعة , وكل الحوارات محفوظة مسجلة ,أشعر أنهم مسخ ومشاهد مكررة باهته, هذه ترفع صوتها عالياً تشتم وتسب نظام الجامعة والدكتور الظالم والمادة المجنونة فقط لتشعر من حولها بكميَّة الانزعاج في داخلها ومدى قوَّة شخصيتها ,تفعل ذلك وهي تتلفت إلى الخلف أكثر من مرة / وأخرى تجر قدميها كأنما تشكو كُساح , تمسح على خصلاتِ شعرها المتناثرة بملل , ترطب شفتيها كأنموذج للفتاة الغارقة في أنثى وتنسى أنها من حين لآخر تقذف بالعُلب الفارغة في الممروتركلها بقدمها وتزعج من حولها حيناً بفرقعة العلكة ولا تفتؤ تتلفت / كل الألوان الموجودة هناك مخادعة , كل الأشكال مفبركة , والكل يسعى للفت الانتباه بأقصى درجة ، بالفعل إنهم يصنعون الموت..!إلا هي..
تدخل على عجل ؛ بالتأكيد هي متأخرة , الشعر الغجري المنثور ، العباءة والطرحة الملمومة بعبث , الحقيبة الشاسعة جداً لدرجة تكفيها , إطار النظارة النحاسي والعدسات العاكسة وكذلك الوجه الخالي من المساحيق..يغشونها صديقاتها يفزعونها , "الدكتور إعتذر عن المحاضرة " تبتسم تعيد ترتيب نظارتها وتعود لكحل ولأحمر شفاه منسيان وعطر ينتظر دوره ..كل من حولها يحبها بكل تأكيد , ذلك واضح في نظراتهم ومن طريقة حديثهم معها .."أدقق النظر فيها ..أسهو مطولاً .. تتحدث بصوت عالٍ و تضحك فتطبق يدها على الأخرى وتنحني وأيضاً تدور..
ألوانها باعثه على الانتعاش , تشعرني بالحرية والارتياح , إنها تبدو مغرورة نوعاً ما وأبداً لا تتلفت..
ويبدو أني سرحت فيها كثيراً..
تقترب مني وترفع صوتها ليصل " خير..؟ مع ابتسامة صارمة"
أقف , أنفض الغبار عني وأتأكد من وجود النظارة , أتفقد نفسي أحك أنفي ..
أقترب منها أكثر ..
أخبرها:
"لاتمكني أحد من سرقتك ..
فإياك وإياك من الوقوع في شرك الحب..
حافظي فقط على عفويتك كماهي ,,
واستمري..تبسمي"
.
ودعتها وألف علامة تعجب واستفهام تلجمها ..
وألف ألف حسرة وآه تغشاني وأحتضنها..
نقطة..
.
المفضلات