ما الذي يجعل المدرسة فعالة
في كتاب أزمة داخل الغرف الصفية للباحث تشارلز سلبرمان Charles Silberman سأل الباحث المعلمين والمدراء عن تفسير وأسباب تنظيم مدارسهم أو صفوفهم بطريقة معينة واستخدام مواد تعليمية خاصة، كانت الإجابة لا تزيد عن لا اعرف ، نحن نعمل دائما بهذه الطريقة . وهذا يدل أن مفهوم المدرسة الفعالة غير واضح لدى قسم من المعلمين، دراسات كثيرة اجريت لتحديد مفهوم المدرسة الفعالة، كما اختلفت الدراسات في تحديد معاييرها ، ولكن يمكن أن توضع بعض المعايير المنبثقة عن تلك الدراسات في النقاط التالية والتي تمثل رأي المعلمين في المدرسة الفعالة، ومن بين تلك المعايير:
* وجود قيادة تربوية قوية .
* مناخ من التوقعات الايجابية .
* جو منظم وغير صارم .
* أولوية تعليم الأساسيات.
* طرق رعاية وتحسين الطلاب .
* التركيز على المواد الأكاديمية .
* اعتقاد المعلمين أن الطلاب لديهم قدرة على استيعاب المواضيع الدراسية .
واشار غدلاد Goodlad في دراسته عام 1982 إلى أن نجاح المدرسة يتمثل بمدى الانسجام بين المعلمين والإداريين والطلاب وأولياء الامور، كما على المدرسة الفعالة أن تعطي القليل من الاهتمام للإدارة والسلوك ويكون التركيز على المواد التعليمية، لان الاهتمام بالمواد التعليمية التي تقدم للطلبة باستراتيجيات حديثة هو ما يقلل من المشكلات السلوكية، وهنا يبرز دور القائد التربوي في الاهتمام بهذا الجانب عن طريق التنمية المهنية للمعلمين . وأشارت الدراسة أيضا الى الامر الكبير الذي يجب على المعلم الاهتمام به وهو أن يركز في عملية التدريس على المهارات والمهمات التي يقوم بها الطلبة، وهذا ما تؤكده آليات التقويم الحديثة.
ولتحقيق غايات المدرسة الفعالة، يراعى بث روح التنظيم والاتفاق على هدف المدرسة والتركيز على تحقيق الانجازات، والمهم اعتقاد كل معلم انه ليس الوحيد السبب في نجاح العملية التعليمية، ففي المدرسة الناجحة يرى المعلمون أنفسهم جزءا من مؤسسة كبيرة فيها الكثير من العمل والتكامل، وبالتالي يتولد الايمان أن التعليم عمل جماعي وليس عملا فرديا . ومن اجل تحقيق ذلك يجب تعزيز الاعتقاد لدى المعلمين بأنهم جزء من مجموعة من الأفراد يكملون ويعززون بعضهم بعضا بدلا من أن يكونوا أفرادا معزولين داخل غرفة الصف . وتعزيز القناعة لديهم أيضا بأنهم يمتلكون القدرة على تعليم الطلاب بنجاح بغض النظر عن أية أمور خارجية، ان دور القائد التربوي في هذا المجال حاسم من حيث إيمانه باليات التدريب المستمر، فبدون عمليات التدريب نفقد العنصر الأساسي من عناصر فاعلية المدرسة . مما يجعل المعلمين الجدد والقدامى يتبادلون الخبرات التدريسية وبخاصة الخبرات التي تكونت لدى المعلمين القدامى عشوائيا، فالتدريب المستمر يولد لدى المعلم تحديا يتمثل في التفكير بطريقة مجددة ويزوده بتغذية راجعة ليبني ممارسته الحالية على أسس التدريس الحديثة.
المفضلات