لديك طفلان رائعان، يتمتعان بالذكاء والحيوية، ولكن تعانين من مشكلة مزعجة معهما، لأنهما دائما التنازع، والغيرة ، فكلما فعل احدهما شيئاً، فإن الآخر يريد أن يفعل أفضل منه، وإذا ما امتدح شخص ما احدهما، يغضب الآخر ويقطب جبينه، وهما في حالة تنافس في كل شيء، وعلى كل شيء، يطالبان بالمزيد من الاهتمام، وأحيانا يتعاملان مع بعضهما بفظاظة، وغالبا ما تجدينهما على خلاف مستمر، ولا شك انكِ تتساءلين، لماذا يحيلان كل شيء إلى نزاع، وماذا تستطيعين أن تفعلي للتقليل من هذه الغيرة المستمرة.
لكل أم تعاني من مثل هذه المشكلة، هذه الارشادات ستمكنك من السيطرة على مشكلة الغيرة بين الأخوة.
هل تقضين ما يكفي من الوقت في البيت مع أطفالك؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الأطفال قد يشعرون بالحرمان من رفقتك، وكلما زاد ذلك ازداد تعلقهم بك للفت انتباهك والحصول على اهتمامك، وإذا أبديت المزيد من الاهتمام بأحد الأطفال عن غير قصد، فسيشعر طفل آخر بأثر ذلك بشدة. ومع ذلك، إذا كنت تقضين ما يكفي من الوقت معهم، فلا يهم إذا كنت تقضين القليل من الوقت الإضافي مع احدهم. فكل منهم قد اخذ الاهتمام الكافي منك !و إذا كنت امرأة عاملة، فإنك قد تجدين أنه من غير الممكن قضاء ما يكفي من الوقت مع أطفالك دائما. فإذا كان الأمر كذلك، يمكنك أن تضعي قواعد معينة، مثلا، حددي وقتا لذهاب الأطفال إلى النوم ليلا. فبهذه الطريقة، فأنت تقضين ساعة نوعية من الوقت معهم عندما تقرئين أو تحكي لهم قصص الأطفال وتغدقين عليهم الحب والحنان.
يعتقد كثير من الآباء خطأ أن الوقت النوعي الخاص بأطفالهم يتمحور حول الترفيه عن الأطفال، وإنفاق الأموال عليهم. لكن توفير التسلية لن يساعد على تحسين العلاقة بين الأخوة. وللحد من مشاعر الغيرة يجب التركيز على الترابط بين الأطفال والوالدين.
وهناك طرق عدة ذات تكلفة منخفضة لقضاء الوقت النوعي مع الأطفال. فالأطفال يستمتعون بممارسة مجموعة متنوعة من الأنشطة البسيطة مثل لعب الكرة، وأوراق اللعب والشطرنج وركوب الدراجة، أو الطبخ أو المشي والركض معا. فالأنشطة التي تنطوي على الاتصال والتفاعل العيني توفر فرصاً للترابط بين الآباء والأبناء، وتساهم في الحد من الغيرة بين الأطفال، أكثر من الأنشطة التي تركز على الشاشات مثل التلفزيون والعاب الفيديو.
جربي مشاركتهم هذه النشاطات بعد غيابك عنهم بسبب العمل، أو وجودهم في المدرسة، حيث يشتاقون إليك ويرغبون أن تظهري اهتمامك بهم، وليس تجاهلهم ومنحهم شعوراً بأن هناك ما هو أكثر أهمية بالنسبة لك.
واعلمي أن المنافسة على حب الوالدين، تظل موجودة دائما في إطار العلاقة بين الإخوة مهما كانت أعمارهم. فاحرصي على إظهار التقدير لمختلف الإنجازات التي يقوم بها كل واحد منهم.. فمما لا شك فيه انك تحبين أطفالك بشغف، ولكن ببساطة ليس من السهل عليهم أن يدركوا ما بداخلك، لذلك عبري عن حبك وإعجابك بالأشياء التي تميز كل طفل، وتواصلي معهم على أساسها، وضعي أطفالك على الطريق الصحيح لإقامة علاقات سليمة مع بعضهم البعض.
ومقارنة الأطفال يبعضهم وسيلة مضمونة لإشعال نار الغيرة في قلوب أطفالك. تجنبي المقارنات بين أولادك ، وتجنبي مقارنة أطفالك مع الأطفال الآخرين أيضا، فعندما تسأل الأم ابنها لماذا حصلت على 16 في هذا الامتحان، أخوك في هذه المادة كان يحصل على 19، أو أن تقول لابنتها تعلمي من أختك الكبيرة، انظري كم هي مهذبة ولا تجادل فمن المؤكد أن هذا سيزيد من مشاعر الغيرة.
فكل طفل لديه الصفات الفريدة والاهتمامات الخاصة به، راقبي اهتمامات طفلك وهواياته الخاصة، ولا ترسلي أطفالك لتعلم أو التدرب على نفس النشاطات، لأنه أكثر ملائمة لك، ودعيهم يختارون النشاطات التي يحبونها ويرغبون بممارستها لتجنب المشاحنات.
إذا تنازع طفلاك مع بعضهما البعض، فلا تشكل استنتاجاتك على أساس ما يصرخون به، أولا عليك الاستماع إلى احدهما، وبعد ذلك، استمعي إلى الآخر. وهذا يدلهم على أنك تقدرين آراء كليهما على حد سواء. ويجب أن تكوني عادلة ومنصفة. فغالبا ما يحابي الآباء والأمهات الأطفال الأصغر سنا، ويتوقعون من الطفل الأكبر أن يفعل ذلك أيضا فتطلبي منه أن يعطي أخاه الأصغر اللعبة قائلة هو أخوك الأصغر وأنت الأكبر. وعليك أن تدركي أن طفلك الأكبر رغم انه اكبر من أخيه إلا انه يبقى مجرد طفل، وأنت بذلك لا تدمرين تقدير ابنك الأكبر لنفسه فقط، وإنما تفسدين طفلك الأصغر وتعودينه على توقع المزيد منك ومن الآخرين، فقط لأنه الأصغر.
من الطبيعي تماما بالنسبة للطفل أن يرغب في التنافس مع الآخرين. فإذا كان هناك شعور صحي بالمنافسة، ويمكن أن تصب في مصلحة الطفل، فانها تحفزه على بذل أقصى جهده. أما إذا كانت مبالغا فيها، فستصبح الغيرة شعورا متطرفا غير صحي، ويمكن أن تخلق مشاكل نفسية مختلفة يمكن أن تستمر حتى وقت متأخر من العمر. ومن الأفضل القضاء عليها في مهدها.
وهناك خطأ يقع فيه الآباء أحيانا عندما يحاول الطفل الحصول على الانتباه أثناء الاهتمام بالطفل الرضيع، ان عليك توضيح موقفك للطفل الأكبر أخوك الصغير يأخذ الكثير من الوقت والرعاية. وقد فعلت الشيء نفسه لك. ولكن الطفل لا يستطيع أن يدرك المنطق في هذا، فبالنسبة له أنت تحددين من يستحق المزيد من الاهتمام.
عبري عن حبك الجم لأطفالك بوضوح وعلى نحو فعال. ومهما كان صعبا عليك العمل على تحقيق التوازن في توزيع الوقت بينهم، فالاحتياجات الكبيرة للطفل الصغير تتطلب الكثير من الاهتمام. وتستطيع التطمينات الكلامية أن تقطع شوطا طويلا في سد هذه الفجوة.
ويمكن أن تؤدي الضغوط عليك لحسم الصراع بإعطاء وعد بقضاء الوقت الكافي معه في وقت آخر. وفي هذه الحالة ينبغي عليك الالتزام بتنفيذ الوعد. فبالرغم من أن الوعد قد يكون مجرد ملاحظة سريعة مرتجلة للتخفيف من وطأة الحالة على الطفل، إلا أن الطفل يتمتع بذاكرة قوية عندما يتعلق الأمر بلحظات من هذا القبيل.
وعندما يصبح أطفالك في عمر يمكنهم إنجاز بعض المهام في أرجاء المنزل، ضعي في اعتبارك التوزيع العادل للعمل. أحيانا بعض المهام من الأفضل تركها للطفل الأكبر، فالإنصاف في كمية العمل الموكول لكل منهم هو وسيلة هامة لتغرسي في نفس كل طفل انك تحبينه بنفس القدر.
المفضلات