مع كل يوم يمر على اختفاء الطفل ورد، من قريته بجديتا في محافظة إربد، تطفو إشاعات عديدة حول عملية الاختفاء، وتبعاتها، فقضية اختفائه التي اصبحت تؤرق الرأي العام الاردني منذ نحو 40 يوما، تشبه مسلسلا تلفزيونيا تراجيديا.
وفي الوقت التي تبذل فيه مديرية الامن العام قصارى جهدها في البحث عن ورد، وتسخيرها لكافة إمكاناتها، من أجل العثور عليه، تظهر على السطح اشاعة تفضي الى أن هناك احتمالية لضلوع تنظيم ارهابي في اختطافه، انتقاما من احد اقاربه بسبب خلافات بينهما.
وتقول الإشاعات "ان ورد موجود في احد المنازل، وعليه حراسة مشددة تحصر تحركاته بعيدا عن الاتصال بالعالم الخارجي".
وتزيد الإشاعة إنه "في الوقت الذي حققت فيه الاجهزة الامنية مع العشرات من حملة التيار السلفي الجهادي في قضية اختفائه، كذلك هناك من يتحدث عن تلقي والده رسالة عبر خلوية تفيد ان (ورد مجاهد في افغانستان)، الامر الذي زاد من حدة رواج هذه الشائعات".
وكانت أولى الإشاعات التي تداولها مواطنون عند اختفاء ورد، تفيد باحتمالية تعرضه لاعتداء جنسي، ومن ثم قتله، على غرار تجارب يتعرض فيها طفل او طفلة لاعتداء جنسي، ومن ثم يتم دفنه من قبل جان لغايات اخفاء جريمته وآثارها.
وهناك احتمال آخر وشبيه بالاحتمال الأول هو تعرض ورد لحادثة دهس، أدت الى وفاته وخشية من تعرض السائق للمساءلة القانونية والعشائرية، أقدم الاخير على دفن جثته وكأن الامر لم يكن، بحسب تلك الروايات.
لكن الاحتمال بمقتل ورد اصبح مستبعدا بالنسبة للأجهزة الامنية، بخاصة بعد ان استخدمت هذه الاجهزة كافة امكانياتها في عمليات البحث عنه، وشارك فيها وما يزال نحو 2071 ضابطا وفردا و204 آليات وطائرتان و32 كلبا من جناح الأثر.
بالإضافة للجهد الاستخباراتي والمشاركة الشعبية من كافة إنحاء البلدة، إضافة إلى مئات المتطوعين الذين شاركوا في عمليات البحث وتوزيع صوره في كافة أنحاء المملكة.
كما تم التفتيش عن ورد كجثة محتملة في المقابر وأماكن وجود حفريات او آثار لها، والتفتيش عنه في الكهوف والمغر وبين الأحراش، وكذلك في التجمعات المائية عبر غواصي الدفاع المدني، وتم إخراج مياه آبار في القرية، ونضح حفر امتصاصية، وتفتيش مكب النفايات، كل ذلك في سبيل العثور على أثر يدل على ورد.
الى ذلك، يتم تداول سيناريو آخر من مواطنين، يفضي الى احتمالية خطف ورد من قبل متسولين فروا به من الاردن الى دول عربية مجاورة بطريقة غير مشروعة، لتشغيله في أعمال التسول، او لغايات بيع اعضائه البشرية.
بيد أن سيناريو الخطف والتسول، جاء بعد ان أطلعت وسائل الإعلام المواطنين على حجم الجهد الأمني المبذول في البحث ما اضعف هذا الاحتمال، الذي لا يمكن ان تجري وقائعه.
مصدر أمني رفيع المستوى، أكد الى "الغد" أن كل ما يأتي خارج نطاق التصريحات الرسمية من أقاويل حول قصة ورد وعدم العثور عليه، هو مجرد إشاعات وأقاويل، يرددها مواطنون. وبين المصدر أيضا جانبا اعتبره مهما في التعامل مع قضية ورد، له علاقة كما يرى، بتدخل وسائل الإعلام بطريقة او بأخرى في ملابسات اختفاء ورد، ما يؤدي الى عرقلة التحقيق.
المفضلات