اليوم أقدم لكم قصة قصيرة للكاتب والروائي المعروف رمضان الرواشدة
الذي حاز على جائزة نجيب محفوظ للرواية على مستوى الوطن العربي لروايته الحمراوي
اليه أزف تحيتي واعجابي بما قدم
واليوم هذه القصة بعنوان المقص وهي مأخوذة من (تلك الليلة)
وعدته أن أحضر في الموعد المحدد للإفتتاح عندما أخبرني عن إحتفال الغد ، وان السيد الرئيس سفتتح الأحتفال . قلت له لن أتأخر ، هل أخبرت الجميع ؟
نعم قال لي وأنثنى يسمعني أسماء جميع من وجه الدعوة لهم . قلت له لا تنسى الصحفيين وجودهم ضروري في هكذا إحتفال حيث سيعطون الاحتفال صورة جيدة إذا أكرمناهم الليلة ، وأرجو أن تعهد بهم الى ليلى فهمي خبيرة بمثل هذه الاحتفالات وتعرف كيف تستقبل الصحفييين وتجعلهم يكتبون أجمل المقالات .
لا تخف ، قال لي ، كل شئ جاهز وتمام ولن ننس ......
أعددنا الترتيبات ووزعنا الأدوار ، قلت له أوص الشباب حتى لا يفضحونا فليلبسوا أجمل ما لديهم وليتعطروا بأجمل العطور ، حتى يبدو استقبالنا للضيوف والمحتفلين بشكل قال لي إن كل شئ جاهز حتى شريط الاحتفال ، ما لون الشريط ؟ سألته .
قال لي أخضر فقلت له أريده أحمر فلم يلتفت الي والى نصحي كعادته ليلتها لم أنم وأنا أفكر أن غداً سيكون لإفتتاح احتفالنا الذي إنتظرناه عشرين عاماً عشرون عاماً ونح في شوق شديد له غبنا عنه وغاب عنا وأجبرنا على ما نكره لجأنا الى طريق ابتدعناه لأنفسنا خشية ما لا يحمد عقباه المهم أن غداً احتفالنا ونحن سعداء جداً لذلك .
في اليوم التاللي استحممت ولبست أجمل الثياب ووضعت أفخر العطور وذهبت الى المكان قبل ساعة من الافتتاح عندما وصلت وجدت الجميع منهمكيين في الاعداد للحظة التي يأتي بها السيد الرئيس كي يدشن مرحلتنا الجديدة بعدها سنقيم الأعراس ونوزع الحلوى ونسهر ليلنا الطويل ولا شئ سيؤرقنا . عندها قد أقوم بمشروعي الذي تأجل عشرين عاماً . الجميع منهمكين بالعمل وبعضهم كأم العروس . سألتهم عن الشريط فأخبروني أنهم وضعوه على بوابة الاحتفال واللافتات ؟ قالوا انها جميعها منصوبة في المكان المخصص خلف مقعد السيد الرئيس بالصدارة لكي تظهر في الصور التي ستنشرها الصحف المحلية إطمأن قلبي الى أن الأمور لغاية الآن تسير على ما يرام .
اقتربت الساعة والقمر سيكتمل وستكتحل عيوناا برؤية أشياء جديدة غير التي اعتدنا عليها حضر السيد الرئيس قال أحدهم فانتبهنا جميعا ً وتراكضنا كلنا الى الباب لنستقبله كان عمران أسرعنا فاستقبله وعرفه على الاعضاء جميعهم وأدخله الى الغرفة المهيأة للاستقبال ليلقط أنفاسه قبل أن يقوم بإفتتاح حفلنا . دخل السيد الرئيس وتصدر المكان صبّ أحدهم القهوة السادة ونحن منبهرون بحديثه العذب أشار عمران الى أن الساعة حانت للبدء تقدم الى السيد الرئيس وطلب منه الانتقال الى مكان الاحتفال تراكض الصحفيون والمصورون الى الامام لكي يصوروا ويكتبوا عن هذه اللحظة التاريخية .
تقدم السيد الرئيس بخطوات واثقة وعيون ثابتة الى أن وصل الى الباب حيث وضع الشريط الأخضر . نظر الينا ما الأمر ماذا جرى نظر الينا مرة أخرى نظرنا في وجوه بعضنا البعض ماذا دهاه لكي يقف طال وقوفه ما بال السيد واقفاً كالتمثال صمت الجميع حتى الصحفيين على غير عادتهم
قال السيد الرئيس بعد وقت طال حسبانه دهراً هل أبدأ فأجبنا نرجوك قال اذاً اين المقص لكي أقص الشريط وأدشن الاحتفال المقص صرخنا بصوت واحد المقص نسيناه ، تراكض بعضنا بحثاً عن مقص بينما بقي السيد واقفاً المقص الجميع يصرخون يا ويلنا كيف ندشن احتفالنا دون مقص المقص الجميع يبحث عنه عندما ملّ السيد الرئي تحرك وقال لن أستمر دون مقص أنتظر لحطة صرخنا به أننا نرجوك أنتظر لقد أنتظرنا نحن عشرين عاماُ كي نرى هذه اللحظة حياتنا مرهونة بهذا الاحتفال ولن يعيقنا المقص سنجده لحظة من فضلك ....
لكنه لم يستجب ومضى ركب سيارته تبعه الصحفيون وجميع المدعون ونحن ننظر بعيون مدهوشة ومشدوهة إنهار بعضنا وتحاملت أنا على نفسي حتى وصلت الى أحد المقاعد وارتميت عليه ....
المفضلات