لاأعرف وعلى وجه التحديد لماذا يغضب الواحد منا إذا نعته احد بالغباء .
هل الغباء عيب؟ لاأظن ان هناك مشكلة في ان يصبح الشخص غبياً ولأن
مفهومها تغير واصبحت تطلق عناناً .
كم مرة سمعتها ؟
كم مرة قلتها ؟
أنا أقول جميل ذلك الغباء لقد خدمنا تلك الصفة دونما نعلم.
حينما كنت صغيراً ومنذ أن وطئت قدماي الصغيرتان أعتاب المدرسة رأيت وجوهاً
كثيرة اصبحوا فيما بعد زملاء الدراسة كان يحضر لنا مدرس بدين وعبوس الوجه
ولن أنسى بأنه كان أصلع الرأس وكان في كل توبيخ لي أنا وزملائي تتصدر كلمة
غبي ألفاظة الجميلة وكم مرة سمعت 2+5=كم ياغبي إلى أن كدنا ننسى أسمائنا
لولا لطف الله ورحمته ببرائتنا.
ولم يقتصر الأمر في البيت فهذة الكلمة تتطارد الشخص حتى في البيت وتجد من له
الأمر وبسخط يقول للصبي (قوم جب لي ماء ياغبي ) أو (كم مرة قلت لك لاتسوي
كذا ياغبي ) .
وأثناء تنامي الفطرة لدى أحدهم ورفضه لمغريات المراهقين من سفر ولعب وغيرة
سيقولون له خلك رجال ياغبي.
وحين تتمسك بمبداء معين وتصارح شخص مقرب وتقول له انت غير مجبور على
الكذب ولا على النفاق يجب أن تتعامل مع الناس بسجيتك سيقول وبكل قناعة التعامل
مع الأخرين يتطلب هذا ياغبي .
وحينما تجد موظفاً نبيلاً يعامل الناس بسواسية لن يخلوا الأمر لدية من معاتبة زملائة
بقولهم هذا فلان بن فلان ياغبي .
ومن يتعاطف مع المظلومين ويحاول نصرتهم لو معنويا سيقال له ماذا حل بك أتريد
مواجهة التيار ياغـــــــبـــــــــي .
ومن يقدم النصيحة لاحد لن يسلم من هذة الصفة حتى لو لم تكن جهراً فستطلق علية
سراً ماذا يريد هذا الغبي .
لاتقل هذة الجملة (ياصديقي إبتعد عن الطرق الملتوية إسلك كل ما هو معتدل لكي
تبقى مستقيماً بذاتك ومعتدلا مع الأخرين أي لاتظلم أحداً ولاتأكل حراماً ) لاتقلها
لا لأنك لن تخرج بنتيجة لكن لكي لاتسمع الكلمة إياها ياغب.....
لماذا أصبح مجتمعنا يطلق هذة الكلمة إما على الطفل البرئ الذي لاذنب له أو على
من يحاول إلتقاط الأخطاء الحاصلة لدينا.
السؤال هل هناك مستوى علمي يحصل عليه الأكثر غباءاً ويُقال له ( د . غبي )
الله أتمم علينا نعمة الغباء
من احبار ا بو فيصل
المفضلات