يتخوف سكان في محافظة جرش من اضطرارهم الصيف الحالي للعودة الى استخدام مياه الينابيع غير الآمنة، أو المياه غير الصالحة للشرب والتي يبتاعونها من صهاريج المياه لتغطية كافة احتياجاتهم المائية بما فيها الشرب.
ويقول احد السكان جوهر الحارثي ان "موسم الصيف ما يزال في أشهره الاولى وما وقع في السنوات الماضية من أزمات مائية سيتكرر خلال الاشهر القليلة المقبلة"، لافتا الى "تأخر عملية الضخ الى منطقة السوق في مخيم غزة لمدة 3 اسابيع، الامر الذي حمل السكان مصاريف اضافية لاضطرارهم شراء المياه من الآبار الخاصة".
وبين الحارثي أن "ضعف ضخ المياه يحول دون وصول المياه الى الخزانات العلوية"، مبديا تخوفه "من أزمات مائية مشابهة لما وقع في العام الماضي، إذ كانت مدة انقطاع المياه تطول لتتجاوز الشهر".
والحال لا يختلف مع المواطن علي رواشدة، احد سكان المدينة والذي يقول ان "أخطاء تحدث في نظام الدور تحرم بعض المواطنين من التزود بالمياه مدة تزيد على الـ12 يوما بالرغم من قرب المحطات المائية من الاحياء المنزلية".
وأبدى تخوفه من "وقوع أزمات مائية كما في السنوات السابقة"، مطالبا وزارة المياه "بضرورة اتخاذ حزمة من الاجراءات تنهي معاناة السكان المتكررة، والتي بدأ الجرشيون تلمسها مع أول أشهر الصيف".
المشهد يبدو مختلفا في المناطق التي تتوفر فيها ينابيع المياه ومعظمها غير مرخصة من وزارة الصحة، إذ "يتزود مواطنون في قضاء برما بالمياه من الينابيع وينقلونها عبر عبوات لتغطية احتياجات المنزل"، بحسب حسين عبد القادر، احد ساكنيها.
وبين حسين ان "فترة ضخ المياه لمنازل المشتركين لا تزيد على الساعتين، الامر الذي يحول دون تعبئة خزاناتهم المنزلية سيما وأن هناك تأخيرا وضعفا في عملية الضخ تزيد على الاسبوعين".
من جانبه، أوضح مدير سلطة مياه جرش المهندس يوسف عبيدات أن "قلة المصادر المائية بالمحافظة وفقدان جزء من حصتها لأسباب فنية من الممكن ان تتسبب بعجز مائي في المحافظة".
وبين عبيدات بحضور مدير مديرية المياه في السلطة المهندس عيد ابو عابد ان "الموسم الشتوي وإن تسببت امطاره بتفجر الينابيع، الا انها تبقى مياها سطحية لا تصل غالبا الى الطبقات الناقلة للمخزون المائي الجوفي".
وأوضح عبيدات ان "الموسم الشتوي رفع من انتاجية محطتي عين الديك والقيروان في محافظة جرش وهما نبعان سطحيان لتصل انتاجية كل منهما الى 90 مترا مكعبا في الساعة".
"وتعتمد محافظة جرش على المياه المنقولة من المحافظات المجارورة لتغطية احتياجاتها، إذ يصلها 25 الف متر مكعب شهريا من محطة الزعتري بالمفرق و83 الف متر مكعب من محطة وادي العرب بإربد و18 الف متر مكعب شهريا من الزرقاء"، وفقا لعبيدات.
يذكر ان محافظة جرش تعد من افقر محافظات المملكة بالمياه تتم تغطيتها عن طريق المياه المستوردة من المحطات المجاورة بنسبة 40%، بحسب تصريحات سابقة لوزارة المياه.
وبين عبيدات ان "الفاقد من الحصص المستوردة يعود لعدة اسباب فنية ابرزها انقطاع الكهرباء من محطات المصدر دون تعويض محافظة جرش ما فاتها من ضخ، وتعرض الخطوط الناقلة للمياه للكسر ولاعتداءات من مواطنين يقدمون على سرقة كميات من المياه عبر الوصلات الممتدة على طول الخطوط الناقلة خاصة في محافظة الزرقاء يتسبب في وصول الحصص المائية ناقصة، الامر الذي يحدث أزمات مياه خصوصا في أشهر الصيف".
ورد عبيدات "عدم انتظام الدور في ضخ المياه للمشتركين الى اعتماد المحافظة على الكميات المنقولة والتي يتأخر وصولها جراء تعطل خطوط النقل أو انقطاع التيار الكهربائي عن مولدات الكهرباء، الامر الذي يتسبب بتذبذب كميات المياه".
ووضعت السلطة أخيرا خطة لمواجهة العجز المائي عبر استئجار آبار خاصة، حيث استأجرت اخيرا بئرين يبلغ انتاجهما 40 مترا مكعبا في الساعة فيما بئر أخرى قيد الاستئجار، فضلا عن تحسين شبكات المياه واستبدال التالف منها للتقليل قدر الامكان من الفاقد المائي، بحسب عبيدات.
وبين انه "يجري العمل حاليا على تنفيذ مشروع تغيير شبكات المياه الداخلية والوصلات الفرعية والخطوط الناقلة في منطقة سوف وهي من ضمن المكارم الملكية"، متوقعا ان "يباشر بتفيذ مشروع لذات الغاية في مخيم غزة مطلع شهر آب (اغسطس) المقبل".
رد مع اقتباس
المفضلات