سأُغـلقُ دكـاني .. فمـا عـدتُ تاجـِرا
أبيـعُ بسـوقِ الواهـمـينَ المشـاعـرا
أُسـخِّنُ أحـلامـي على نـارِ خيبتـي
ويهــزءُ مني مِـرجلٌ ظـلَّ فاتـرا
أنا كاذبٌ - لا شكَّ - لـكـنّ سُــخفَكم
بنـى للأماني فـي عيـوني منــائرا
خذوا ما تبقى في جـِرابي من المـنـى
فما عـدتُ في سـيركِ القصائدِ ساحرا
هديتُ إلى وجــهِ الطمـوحِ قبـائـلاً
وكنتُ بهِ في سـاعةِ الجــدِّ كـافـرا
وصفتُ لكم بالشـعرِ بركـانَ ثـورتي
فهل كنتُ يوماً في الحقــيقةِ ثـائـرا !!!
ولقّـنـتكم أنّ السـلاطــينَ نقمــةٌ
وأفنيـتُ في مـدحِ العـروشِ المحابرا
بصـقتُ على أحـلامكم في منامـكم
وخَـدَّرتُ في عـِزِّ النهارِ الضمـائرا
"حبـبـتكَ قلبـي قبل حـبكَ من نأى
وقـد كان خـدّاعاً فكن أنت مـاكرا"
"وأعـلمُ أنّ البـينَ يشــكيكَ بعـدهُ
فلسـتَ فــؤادي إن رأيتُـكَ حائرا"
سـأبصقُ قلبـاً كان بالحـبِّ ساذجاً
وأزرعُ في صدري من المـجدِ آخرا
وأتركُ في الأسـماعِ شـعراً ُمرتَّلاً
كمـا كنتُ فيـكم نادراً كان نـادرا
وأنـذرُ عمـري للـهلاكِ محـارباً
لتفخـرَ أُمٌّ آمنـتْ بـيَ شـــاعرا
سـأغمسُ في عينـيكِ قلبـاً ملوَّثـاً
وأنصَـبُّ دمعـاً من مآقيكِ طـاهرا
المفضلات