الخنزير من منظور إسلامي
حرم الله سبحانه وتعالى الخنزير في أكثر من موضع في القران الكريم قال تعالى: حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير . وقال: إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وقال: قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير. .
والمسلمون يتلقون أمر الله سبحانه وتعالى بالقبول والتنفيذ وبالسمع والطاعة واليقين بان هذا هو الصواب حتى لو لم تظهر لهم الحكمة من ذلك وهذه الحكم التي تظهر كالأمراض هي من باب زيادة اليقين بصدق كلام الله عز وجل.
ويجب ان يعلم الناس جميعا ان الخنزير ليس محرما في القرآن فقط بل نصت كل الديانات على تحريم تناوله، وما نراه في المجتمعات الغربية اليوم من استحلال لأكله فهو مخالفة صريحة وواضحة لتعاليم دينهم الذي حرمه.
ومرض انفلونزا الخنازير الذي يفتك بالعالم اليوم دليل واضح على رحمة الخالق بالأمة بأنه لم يحرم شيئاً الا وفيه ضرر لها سواء في الآجل أم العاجل، وقد ندرك بعض علل التحريم اذا ما علمنا ان الخنزير بيئة خصبة لأكثر من 450 مرضاً وبائياً، يقوم بدور الوسيط لنقل 57 منها إلى الإنسان، عدا عن الأمراض التي يسببها أكل لحمه من عسرة هضم و تصلب للشرايين وسواها.
يقول الطبيب الألماني هانس ريكفينج معلقا على أهمية تحريم لحم الخنزير: لابد أن أشير إلى التراث القديم عند بعض الأمم حيث كان للتعاليم التي أرساها النبيان محمد وموسى أكبر الأثر في التزام المسلمين واليهود بقوانين الله الطبيعية.
ففي إفريقيا حيث يعيش المسلمون وغيرهم في ظروف مناخية واحدة، نجد بالمقارنة، أن الشعوب الإسلامية تتمتع بصحة جيدة لأن لحم الخنزير محرم في شريعتها، بينما نجد أن الشعوب الأخرى التي تعتمد النظام الغربي في تغذيتها تصاب بأمراض ترتبط كل الارتباط بتناولها لحم الخنزير .
وحتى قبل المرض فجسم الخنزير وعاء للدودة الشريطية المتكلسة التي لا تموت مع درجات حرارة عالية وهذا ما يذكره علماء الغرب أنفسهم لنرى حكمة الله تعالى في تحريم الخنزير.
ولا نقول بان هذا المرض أو غيره هو الحكمة الوحيدة من تحريم لحم الخنزير، فالخالق جل وعلى احل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، قال تعالى: ... ويحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث ولا يكون هذا المرض الا حلقة في سلسلة قد تكون طويلة وغير معروفة.
وقد يقول البعض بأن الخنزير اذا رُبي في أماكن نظيفة وتوفرت له رعاية صحية عالية، فان آكله يصبح في مأمن من المرض، وهذا كلام لا يقول به الا الذي لا يأخذ الأمر الرباني تعبدا وبالالتزام والتنفيذ، فالخنزير حرام لان الله سبحانه وتعالى حرمه وليس لان الخنزير قد يحمل أمراضا، فالخمر على سبيل المثال حرام حتى لو وضعت في وعاء نظيف، وكذلك الخنزير لو ربي في أماكن نظيفة وحصل على أعلى درجات الرعاية الصحية ولو تأكدنا من خلوه تماما من الميكروبات يبقى حراما لانه خنزير وليس لانه مريض.
ومثل هذه الأمراض هي عقوبات ربانية، عقوبة الفطرة التي فُطر الناس عليها، فالله سبحانه وتعالى فطر الناس على تحريم الإباحية والزنا والشذوذ فإذا انحرف الناس عن هذه الفطرة جاءت عقوبة الحق ونزلت عدالة السماء، ليس فقط لأجل الحلال والحرام، بل لأنهم خالفوا الفطرة التي فطروا عليها.
فيجب علينا ان نتابع تطورات العقوبات الربانية في أمم قد مسخت فطرتها وأصيبت بآفات كالإيدز وأنفلونزا الخنازير لنعرف شقاء العالم عندما يبتعد عن منهج الله، ونحن نشفق عليهم ولا نتشفى بهم ونتمنى ان يأخذوا بالنور الذي عندنا لينجوا من الأمراض التي تنتشر فيهم، كما ان علينا ان ندعوا المسلمين الى مزيد من اليقين والثقة في شرع الله والالتزام بأحكامه وعدم مخالفتها.
منقووول
د. صلاح عبد الفتاح الخالدي
المفضلات