إن الناس اللذين يعانون من الأمراض النفسية كثيرا لا يوصفون بشكل سليم، بل إن هناك كثيرا من التهويل والاحجاف والاتخاذ السخري منهم عبر التلفاز سواءً بالأفلام او المسلسلات او المسرحيات ، وكذلك الأخبار الصحفية وغالبا ما تظهرهم بالعنف وتربطهم بالجرائم ..
المريض النفسي ضحية
من الاتجاهات الشائعة لدى الإنسان الميول لإلقاء اللوم على ذاته او الآخرين لأي نائبة او حدث مزعج في الحياة ، هكذا هي طبيعة الإنسان فكثيرا من المرضى النفسيين يلقي أسباب ما يعانيه على الآخرين مثل الأبوين او العائلة او الزوجة او علاقة غرامية او المجتمع او ظروف مادية او عمل او المدرسة او الجامعة.........الخ ، او يلقي اللوم على ذاته في الإقدام او الإحجام عن مهام او أفعال سابقا ، ولا يدرك أن ما يعانيه نتيجة مرض نفسي وان التأنيب الذاتي او إلقاء اللوم على الآخرين هو نتيجة للحالة المرضية التي يعانيها ، وهي في الواقع تزيد من حالته والآخرين سوءً سواءً كانت بالإزعاج للذات والمحيطين ، وضياع الوقت ، وعدم استغلاله في العلاج والدخول في النزاعات والخلاقات وسوء العلاقات وزيادة في حدة المرض ، حتى ولو أن كثيرا من المصابين بسبب طبيعة المرض تعيدهم الذاكرة لربط المعاناة بأحداث تتعلق بالمحيطين او الظروف فلنأخذ الحذر من أن نعطي الشيطان بطاقة مشحونة تقود للوم والتأنيب لكل ما يحدث من خلل في الحياة ، فالمرضى بحاجة إلى الدعم العاطفي والسلوكي والأخذ بالأسباب المادية العلاجية . فاللوم والتأنيب نتيجة وجزءً من الحالة المرضية تستوجب الرفض والتجاوز.
هل إن الأمراض النفسية لا علاج لها ولا تشفى وان العلاج له أضرار ومخاطر؟
والحقيقة انه ومنذ 40 عاما وحتى يومنا هذا اكتشفت الأسباب المؤدية لحصول الأمراض النفسية وهي متمركزة في اضطراب النواقل العصبية المتعددة في مراكز الانفعالات النفسية وأصبح الطب النفسي يسمى بطب ضبط كيمياء الدماغ . وان العلاجات وثورة العقاقير منذ عقدين في هذا المجال أثبتت نجاحها في الشفاء ابتداءً من القلق وانتهاءً بالفصام وان المخاطر والضرر من بقاء هذه النواقل مضطربة وليس من العلاج اللذي يقوم بإعادتها إلى طبيعتها وفي نهاية الأمر الشفاء التام .
هل إن الأطفال لا يصابون بالأمراض النفسية ؟ الحقيقة وكما تدلي منظمة الصحة العالمية أن 10% من أطفال الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من أنواع متعددة من الأمراض النفسية ، وان الأطفال في أي مجتمع معرضون للإصابة بالأمراض النفسية وان الأبوين لا يدركان المرض إلا في نهاية المطاف مثل الانتحار الناجم عن الكآبة ، فلا احد يستطيع القول بأنه محصّن ضد أي مرض نفسي طفلا ،او شاباً ،او شيخاً ،او ذكراً ، او أنثى حتى الحيوانات .
المرض النفسي حالة واحدة او نادرة ؟
الحقيقة أن المرض النفسي مجموعة هائلة وأطياف متنوعة من الأمراض المصنفة وكذلك الحال مجموعة كبيرة من الأمراض النفسية المتنوعة الناجمة عن الإصابات الدماغية والإمراض العضوية .
ويبقى السؤال كيف تستطيع كمجتمع أن نحمي أنفسنا من هذه الخرافات والتشويهات والانتهازية وما من احد منا محصّن ضد أي مرض نفسي ،فإذا لم يصبك مرض نفسي اليوم سيصيب احد أفراد أسرتك او صديقك او زملائك او معارفك ..
منقووووووووووووووول
المفضلات