إصابة مدير مباحث القاهرة وضابطين في المواجهات
'حرب الخنازير' تشتعل في شوارع القاهرة وأقباط يطالبون مبارك والبابا شنودة بالتدخل
تظاهر أمس حوالي ستون ألف قبطي في منطقتي منشية ناصر والبساتين بالقاهرة للتنديد بالسلطات التي جاءت مدججة بقوات الشرطة والآليات لذبح عشرات الآلاف من قطعان الخنازير.
وقد أمطر مربو الخنازير الأقباط رجال الشرطة بزجاجات المولوتوف الحارقة والحجارة وأصيب ثمانية من ضباط الشرطة بالإضافة للعديد من الجنود. وقام أصحاب المزارع والعاملون فيها بقطع الطريق العام لاعاقة تقدم اللجان الحكومية التي توافدت على المنطقة بغرض ذبح عشرات الآلاف من الخنازير التي تنتشر في تلك المنطقة التي تعد من أكثر الأحياء التي يزدهر فيها ذلك النشاط حيث تتجول الخنازير بحرية بين المواطنين.
وفد رفض العاملون في تلك المزارع فضلاً عن أصحابها اعدام الخنازير، بالرغم من العروض السخية التي قدمتها لهم الحكومة وفي مقدمتها التعويض المادي فضلاً عن السماح لهم بتربية الماشية والماعز والخراف.
واضطرت قوات الأمن إلى طلب تعزيزات من قوات الأمن المركزي والإطفاء وسيارات الإسعاف للسيطرة على الموقف، كما فرضت سياجا امنيا حول المنطقة لتمكين أعضاء اللجنة البيطرية لأداء مهمتهم.
كما استعانت قوات الأمن برجال كنيسة منشية ناصر لإقناع الأهالى بتسليم الخنازير، نظرا لوجود شكوك قوية في إصابتها، وهددت قوات الشرطة باستخدام القوة في اقتحام حظائر الخنازير واعتقال المعترضين لعمل الفريق البيطري.
كما أصيب اللواء أمين عز الدين مدير المباحث الجنائية بالقاهرة بالإضافة إلى ضابطين آخرين وأربعة أمناء شرطة في مواجهات جرت في وقت سابق الأحد بين قوات الشرطة ومجموعة من مربي الخنازير بمنطقة البساتين.
وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى - وحالتهم جيدة - لتلقي الإسعافات الأولية اللازمة، كما نجحت الشرطة في احتواء الموقف وإقناع المتظاهرين بالحصول على التعويضات المستحقة لهم.
على جانب آخر، أعلن المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة عن ضرورة الإسراع في إخلاء منطقة أرض اللواء بحي العجوزة من حظائر الخنازير، لافتا إلى أن المحافظة بدأت منذ أمس الأول في تنفيذ قرار ذبح الخنازير بواقع 100 خنزير يوميا بمجزر العامرية بالإسكندرية.
وقال إن لجان الطب البيطري بالمحافظة تقوم بفحص جميع الخنازير قبل نقلها للتأكد من سلامتها قبل الذبح وعدم ظهور أي حالات مرضية والإبلاغ فورا عن أي حالات اشتباه قد تظهر عليها الأعراض المرضية.
إلى ذلك، أثارت المخاوف من انتقال عدوى أنفلونزا الخنازير، أزمة داخل مجزر زاوية عبد القادر بمنطقة العامرية بالإسكندرية، حيث رفض عدد من الجزارين العاملين بعنبر ذبح الخنازير الالتزام بتنفيذ قرار الحكومة، لتفادي الإصابة بالفيروس القاتل، مشترطين توفير وسائل حماية لهم، والتأمين على حياتهم ضد الأخطار.
وطالبوا مسئولو الطب البيطري بإعدام تلك الخنازير في أماكن تواجدها بدلا من نقلها إلى المجزر، كما جاء في توصية مجلس الشعب للحكومة، بينما طالب البعض بتوقيع وثيقة تأمين على حياتهم ضد الإصابة بأنفلونزا الخنازير وتوفير ملابس وأقنعة واقية لهم حتى يقوموا بعملية الذبح.
ولا تتجاوز طاقة عنبر ذبح الخنازير بمجزر العامرية 100 خنزير في اليوم في الظروف العادية، وقد تم ذبح نحو 400 خنزير قادمة من الجيزة والقليوبية في العامرية منذ قرار الحكومة نهاية الأسبوع الماضي بذبح جميع قطعان الخنازير في أنحاء مصر.
وعبر عاملون في مجزر العامرية عن قلقهم من احتمال انتقال الإصابة إليهم أثناء عملية الذبح، وهو ما دفع العديد من الأطباء البيطريين إلى رفضهم الإشراف على عمليات ذبح الخنازير خوفا من العدوى.
وأعربت مصادر الطب البيطري عن خشيتها من تسرب لحوم الخنازير التي يتم ذبحها من ثلاجات التخزين إلى مصانع تصنيع اللحوم لخلطها مع اللانشون، وما يسمى "الهوت دوج". وتوجد حظائر محدودة لتربية الخنازير بالقرب من دير وادي النطرون، بالإضافة إلى حظائر منزلية محدودة جدا بمنطقة العامرية لا يتعدى عدد الخنازير بها عن 50 أو 75 خنزيرا.
على جانب آخر، نفت وزارة الصحة ما تردد عن إصابة مواطن بمحافظه الغربية بأنفلونزا الخنازير، وقال الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة إن المواطن ويدعى هاني دسوقي كان قادما من المكسيك وفور وصوله أجريت له كافه الفحوصات اللازمة للتأكد من خلوه من المرض وثبت أنه معاف تماما ولا يشكو من أي أعراض سواء أنفلونزا موسمية أو أي أمراض أخرى.
المصدر : الحقيقة الدولية -المصريون + وكالات- 4.5.2009
المفضلات