لا تقل يا رب عندي هم كبير ، بل يا هم عندي رب كبيراعتقد أن العبارة واضحة ، والعبرة منها جليّة لا تحتاج لتوضيح، فمهما كبُرَ الهم وبدا لنا وكأن نهاية الدنيا عنده، وان به هلاكنا، إلا أنه سرعان ما يتلاشى وينقشع ضبابه عند بزوغ أول خيوط فجر الصباح، تلك الخيوط التي تكون مُحملة ً بالأمل والفرج، الذي هو من عند الله سبحانه وتعالى.
لكن، رغم وضوح هذ العبارة، وسلاستها كتابةً ً ولفضاً وفهما ً، الا أنها تحتاج لصفحات ومقالات لتوضيحها!! فهي تشتمل على مبدأين، هما من الأعمدة التي يقوم عليها الدين الإسلامي، انهما ، " التوكل، والدعاء" .
لذا ، لا أريد أن أسهب وأطيل ، لكني سأختصر بالقول:
أن التوكل ما هو الا ترك الأمر لله جل وعلا، وإراحة النفس من عناء الهم والتفكير، والحسابات، والتحسر على ماض ٍ لم ولن يعود، ومستقبل ٍ لا نعلم ما به من احداث ٍ ووقائع. فنحن نكتفي بالقيام بالواجبات الملقاة على عاتقنا، " سواء كانت هذه الواجبات دينية، او كانت دنيوية" ونترك أمر حدوث الأحداث والنتائج، لله، فهو أدرى بها، واعلم بما حدث وسيحدث، وما هو واجب ان يكون ، وما يجب ان لا يكون .
كما ان الدعاء هو السلاح الفتاك، الذي اثبت على مدار الزمن انه لم ولن يكون هناك سلاحا ً اكثر فتكاً منه بالهموم وجلاء الأحزان، وانقشاع ظلامها . فالدعاء هو سلاح المؤمن الذي ما خذله يوماً في علاج الهموم وكشف الغموم .
ولأجل ما سبق، اقول: فعلا ً ، يا هم ، اقسو كما تشاء ، وأفرغ ما في جعبتك من غم ونكد، ولا تألو جهدا ً ولا سلاحا ً في محاولتك البائسة لإحباطنا والتقليل من عزيمتنا، فإنك لن يفيدك من ذلك شيء، سوى إرهاق نفسك، وتبديد طاقاتك، فنحن لنا ربٌ كبير، يزيل برحمته بنا كل ما تحاول ان تلطخ به حياتنا من آلام ٍ واسى، ونحن لا نتكلف بذلك سوى رفع الأيادي الى السماء ، والإخلاص في الدعاء. واركز على الاخلاص، كي لا نكن كمن: قيل فيه
ندعوه في اليم ينجي سفينتنا....... فلما وصلنا الى الشاطئ عصيناهُ !
لمن بعدي،،،،،،،،،
ندعوه في اليم ينجي سفينتنا....... فلما وصلنا الى الشاطئ عصيناهُ !
المفضلات